دشّن الأمير فهد بن عبد الله بن محمد، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، مكتب "الخطوط السعودية" الجديد في دبي، لمواكبة ما تشهده الشركة وخدماتها من تطوير شامل؛ حيث يحتوي على مكتب مدير عام إقليم الشرق الأوسط والخليج، والمكاتب الإدارية، وقاعات التدريب، وخدمات الحجز والمبيعات. جاء ذلك خلال رعاية الأمير فهد بن عبد الله مساء أمس الأول في دبي، حفل مرور نصف قرن على تشغيل أول رحلة لـ "الخطوط السعودية" إلى دبي، بحضور الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس دائرة الطيران المدني في حكومة دبي، والدكتور محمد البشر، سفير السعودية في الإمارات. الأمير فهد بن عبد الله، رئيس الهيئة العامة للطيران (يمين)، والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس دائرة الطيران المدني الإماراتية؛ خلال الحفل الذي أقيم في دبي. «الاقتصادية» وفي كلمته بهذه المناسبة، قال المهندس خالد الملحم، مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية: إن حركة النقل الجوي بين السعودية والإمارات سجّلت طفرات متتالية في نصف قرن من الزمان، شهد نهضة مباركة في كلا البلدين، عبر مشاريع عملاقة في مجالات البحث العلمي والاقتصاد والاتصالات والتنمية؛ غيّرت وجه الحياة في هذه المنطقة من العالم. وأضاف، أن حفل مرور 50 عاما على تشغيل أول رحلة سعودية إلى دبي، يؤكد النجاح المتواصل لصناعة النقل الجوي في منطقة دول الخليج والشرق الأوسط. مؤكدا أن "المستقبل سيكون أكثر إشراقا"، من واقع يؤكد تحقيق أعلى وأسرع نسبة نمو عالميا بنحو 12 في المائة، ومُعدّل يتجاوز 10 في المائة في حجم الطلب على شراء الطائرات في العقدين المقبلين. وقال الملحم: "بدأت رحلة التواصل (بين السعودية والإمارات) قبل نصف قرن، بطائرة من طراز كونفير، أقلت على متنها 48 مسافرا، في رحلتهم الأولى من الظهران إلى دبي، ليتم في 1974 افتتاح فرع "السعودية" في دبي". وأشار إلى ارتفاع عدد الرحلات والمسافرين من السعودية إلى دبي، من رحلة واحدة أسبوعيا منذ أول رحلة، إلى 74 رحلة أسبوعيا، تنطلق من الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة إلى دبي، ومن نحو ألف مسافر سنويا في أول عام من التشغيل، إلى نحو مليون مسافر حاليا. وأكد مدير "الخطوط السعودية" أن القفزات الواسعة في حجم التشغيل وأعداد المسافرين، تزامن مع ما تشهده المؤسسة من تطوير شامل في جميع المجالات، في إطار خطتها الاستراتيجية في المدى القريب والمتوسط. وأنهت المؤسسة الجزء الأكبر من تحديث أسطولها بإمكانات ذاتية، باستقطاب 90 طائرة جديدة من طرازي "أيرباص" و"بوينج"؛ تم تسلم 73 طائرة منها حتى الآن. كما حققت مُعدّلات متزايدة في نقل الركاب، من 14 مليون مسافر في 2003 إلى 25 مليون مسافر في 2013. وارتفع المُعدّل التشغيلي للرحلات على القطاعات الداخلية والدولية، من 111 ألف رحلة في 2003، إلى 182 ألف رحلة، وبلغت السعة المقعدية حتى العام الماضي نحو 28 مليون مقعدا، وتم نقل نحو 800 ألف حاج في موسم الحج الماضي، وأكثر من مليون معتمر من أنحاء العالم ومناطق المملكة. وقال الملحم: إن المؤسسة حقّقت نسبة متقدمة في انضباط مواعيد الرحلات في عام 2013، بلغت 91 في المائة، وهو أفضل مُعدّل يتم تحقيقه منذ عام 2009، إضافة إلى المركز التاسع عالميا في تموز (يوليو) 2013، والعاشر في أيلول (سبتمبر) من نفس العام. وعلى صعيد تطوير الرحلات الدولية، أشار إلى تدشين أولى رحلات "الخطوط السعودية" إلى مدينة تورونتو الكندية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كما ستقوم بتشغيل رحلات مباشرة إلى مدينة لوس أنجلوس، كمحطة ثالثة في الولايات المتحدة في نهاية آذار (مارس) المقبل، ثم إلى مانشستر في الأول من نيسان (أبريل). وفي سبيل تعزيز البنية التقنية لخدمة متطلبات التطوير الشامل؛ قامت المؤسسة بإنجاز عدة مشاريع تقنية، في مجالات الحجز وخدمات العملاء وأنظمة العمليات الجوية وخدمات المطارات. ودشّنت مركز المعلومات البديل في الرياض، لإعادة تشغيل أنظمة عمليات المؤسسة خلال أي ظرف طارئ على المركز الرئيس في جدة. وتخطط المؤسسة لإنشاء "مُجمّع الخطوط السعودية للتقنية الذكية" في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، عبر الشراكة مع كبريات الشركات الوطنية والعالمية المتخصصة،.لمساندة خدمات الأعمال التجارية في التقنية الذكية. وقال الملحم: إن هذا المشروع سيُسهم في تدريب وتأهيل الشباب السعودي، وتزويد السوق السعودية والإقليمية بأفضل حلول الأعمال؛ بما يساعد على الانتقال من مجتمع مستهلك للتقنية، إلى مجتمع مُصنِّع ومُنتِج ومُصدِّر للحلول التقنية الحديثة. وأكد "الخطوط السعودية" تعزز من موقعها في تحالف "سكاي تيم" العالمي، وتقوم بتطوير "طيران السعودية الخاص"، بأسطول حديث يتسم بالتنوع والفخامة والخصوصية، من طائرات "هوكر 400" و"فالكون 7X" بعيدة المدى لخدمة رجال الأعمال والشخصيات المهمة. وعلى صعيد المراحل التطبيقية لمشروع خصخصة المؤسسة، أشار إلى استكمال خصخصة شركة الخطوط السعودية للتموين، التي تقدم خدماتها لـ "الخطوط السعودية" ونحو 60 شركة طيران عالمية، وشركة الخطوط السعودية للشحن المحدودة، والشركة السعودية للخدمات الأرضية، وشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران. وتوقع الملحم أن تكون "السعودية لهندسة وصناعة الطيران" خلال فترة وجيزة، واحدةً من أكبر شركات صيانة الطائرات والمُحرِّكات في الشرق الأوسط؛ بما تتميز به من تجهيزات حديثة، وكوادر وطنية، وتراخيص عالمية، وشهادات دولية في مجالات الصيانة والخدمات الفنية ونظم السلامة. وبدأت المؤسسة في تطبيق خطة استراتيجية لتحويل أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، إلى مركز تدريب عالمي متخصص في مختلف مجالات النقل الجوي، لخدمة متطلبات "الخطوط السعودية" وشركات الطيران الإقليمية والدولية. وقال الملحم: إنه باستكمال مشروع خصخصة المؤسسة، سيتم تأسيس الشركة القابضة للخطوط السعودية. وأضاف، أن التطوير الشامل لمنظومة الخدمات التقنية، استطاع أن يستقطب 166 مليون زائر لموقع "الخطوط السعودية" الإلكتروني، وطباعة مليوني بطاقة صعود للطائرة عبر الموقع الإلكتروني في عام 2013. كما تم استحداث نسخة جوال من موقع الخطوط الإلكتروني، وتوفير خدمات الإنترنت والتجوال الجوي على طائرات "أيرباص 330" وعدد من طائرات "بوينج B777-300". وقال: إن "الخطوط السعودية" ركّزت على إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية، عبر برامج الابتعاث لدراسة علوم الطيران والدراسات العليا، ضمن "برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي"، إلى جانب برنامج رواد المستقبل، وبرامج التدريب في مجالات التسويق والخدمة الجوية والخدمات الأرضية والشؤون الإدارية والمالية وأوضح، أن قطاع التدريب حظيَ باعتراف منظمة "آياتا" الدولية، واعتماده كمركز إقليمي للتدريب في مختلف تخصصات صناعة النقل الجوي. وأكد، أن خطط وبرامج التدريب أسهمت في تحقيق مُعدّلات متقدمة في مجال السعودة، بنسبة تصل إلى 95 في المائة بين قائدي الطائرات ومساعدي الطيارين، و100 في المائة للمضيفين الجويين والقطاعات الإدارية والمالية.
مشاركة :