تختلف العادات والتقاليد بين كل مجتمع من البشر بحسب ثقافته، وخلفيّته الدينيّة والاجتماعية، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على العادات اليوميّة، وإنّما ينطبق أيضًا على المُناسبات الخاصة مثل الزواج والولادة، ومثلها من المناسبات. وفي آسيا، القارّة ذات التنوُّع الكبير، لديها تختلف بين كل بلد والآخر، وأحيانًا تختلف العادات داخل البلد نفسه، لكن ما يجمع عادات الزواج الآسيويّة، هي أنّها عادةً ما يكون لديها طابع جماليّ، وأزياء مُبهجة، وطقوس خاصّة، ذات أثر طيِّب. في هذا التقرير، نجمع لكم 7 من أجمل في قارّة آسيا، وماذا يفعل العروسان في الحفلة التي تُعلِنهما زوجاً وزوجة. 1. اليابان بينما يقتصر فستان زفاف العروس في البلدان الأوروبيّة، وأغلب بلدان العالم، على الفستان الأبيض، تختلف اليابان مع هذا التقلي اختلافًا واضحًا، مُعتمدين بشكلٍ أساسيّ على «الكيمونو» صاحب الألوان لمُبهِجة، والمصنوع من الحرير. غالبًا ما يتم تطريز «الكيمونو» بزهرة السوسن ذات اللون الأرجواني؛ لأنّها تُمثِّل الحُب في الثقافة اليابانيّة. تختلف عادات الزواج بين مُعتنقي البوذيّة، والشِنتو، حيث يقوم مُعتنقو البوذيّة بجمع خرزتين أو مسبحتين ويُخيطوهما سويًا كدليل على اتحاد العروسين في رباطٍ واحِد، أمّا مُعتوقى الشِنتو، يتم الدعاء إلى أرواح الأرض لُيباركوا العروسين. 2. الصين أمّا في الصيّن، البلد التي يزيد عدد سكانها عن مليار ونصف، فإن العروس عادة ما تكتسي باللون الأحمر، اللون الذي يُمثِّل الحظ في الحضارة الصينيّة، يحتوي فُستان العروس الأحمر على تطريز ذهبي لزهرات الفاوانيا، والكريزانثيمم؛ لأنّهما يُمثِّلان الثروة الوفيرة التي يتمنّاها أهل العروس لها. وتبعًا للتقاليد أيضًا، فإن العريس يقوم بإهداء خنزير مُحمّر، لأهل العروس؛ ترميزًا لخطبتهما، ولا تخلو الأفراح الصينيّة مِن أصوات المٌفرقعات الناريّة، وإنما لسبب غريب جدًا، وهو طرد الأرواح الشريرة من المكان، بعيدًا عن العروسين. 3. إندونيسيا جرت العادة في إندونيسيا، أن تتم دعوة ما يقرُب مِن 1000 شخص لحفلة الزفاف، ولهذا السبب، فإن الأعراس في إندونيسيا تكون ضخمة للغاية، ومُكلِّفة، وتحتاج لأماكن كبيرة ومُجهّزة لاستقبال هذا العدد الكبير مِن الناس. تدخل العروس إلى مكان العرس أولًا، ويتبعها العريس، والذي يحظى بقدرٍ أكبر مِن التهليل، وعلى العروسين أن يقوما بتحيّة كُل شخص جاء إلى الزفاف على حِدة، مُما يُعد أمرًا مُرهقاً للغاية، ويحتاج العروسان بعده إلى يومين في فُندق؛ للاستراحة مِن كثرة التعب والإرهاق. ولأن إندونيسيا دولة مُسلمة، ويدين مُعظم سُكّانها بالإسلام، وترتدي العروس فُستانًا من القماش المحليّ الإندونيسي، والذي يُسمّى «باتيك» أو «كيبالا». يُمكِن للعريس ارتداء حُلة عاديّة، أو يُمكنه أن يرتدي حُلة طويلة مُصنّعة مِن القماس المحليّ أيضًا. 4. كوريا تحظى مراسم ما قبل الزواج بالأهميّة نفسها التي يحظى بها العُرس في كوريا، ومن المتعارف عليه أن يزور مُنجّم العروسين، ليطّلع على مُستقبلهما سويًا، ويرى إذا ما كانت حياتهما ستكون سعيدة سويًا أم لا، وإذا ما رأى المُنجِّم أنّهما لن ينسجما سويًا، ولن يعيشا بسعادة إلى الأبد، فلن يكون هُنالك زفاف، ولذلك، تُعد جلسة المُنجِّم من أهم مراسم ما قبل الزواج بالنسبة لتحديد مصير العروسين، لأنّه في كثير الأحيان، تُنفق العائلات أكثر من 30 ألف دولار كهدايا خلال فترة الخطبة، وبعدم جواز زواجهما، فإن ذلك يُعتبر خسارة كبيرة لهما. 5. الفلبين لم تعُد الأعراس التقليديّة تُجرى كثيرًا في الفلبّين، وأصبحت إقامتها نادرة إلى حدٍ كبير، ففي السابق كان العروس يقوم برمي حربة، أو رُمح على عتبة باب عروسه، في إشارة إلى أنّها تمت خطبتها. تستمر الأعراس الفلبينيّة التقليديّة لمُدّة 3 أيام، تُقام الاحتفالات خلالها، حتّى نهاية اليوم الثالث، الذي يُصرِّح فيه العروسان بحُبهما لبعض، وحينها يُتم إعلانهما زوج وزوجة بشكلٍ رسمي. الآن، باتت الأمور تتم بتقاليد شبه غربيّة، حيث ترتدي العروس فستانا أبيض، ويتم إعلان الزواج في الكنيسة حسب التقاليد الكاثوليكيَّة. 6. الهند مِن الحظ السيّئ، في الحضارة الهنديّة، خاصًة في المُدن التي تنتشر فيها الديانة الهندوسيّة، أن يرى العروسان بعضهما لعدّة أيّام قبل الزِّفاف، وخلال مراسم الزواج نفسها، يستخدم والدا العروس الحليب والماء لغسل أرجل العروس والعريس؛ لتنقيتهما قبل بدء حياتهما سويًّا كشخصٍ واحِد. خلال المراسم أيضًا، يتوجّب على العروسين أن يحملا بأيديهما حفنة من الأرز، والشِّعير، وأوراق الشّجر، كدليل على السعادة، والصحّة، والرفاهيّة. واستطاعت الأفلام الهنديّة أن توصل صورة الأعراس الهنديّة بطريقة مثالية، مِن حيث الألوان الكثيرة المُبهجة، والرقصات المُتتالية، والورود وأوراق الشجر المُلونة، ولا ننسى أيضًا الحِنّاء، التي تقوم العروسة برسمها على يديها وأرجلها. 7. تايلاند قبل إجراء الزفاف في تايلاند، يتوجَّب على العروسين أن يقوما بإعداد وجبة للرُهبان المحليّين؛ حتّى يحصلا على مُباركتهم ويتمكّنوا من استكمال الزواج، وعلى عكس حفلات الزفاف والأعراس الإندونيسيّة، لن تجد آلافاً من المدعوين، وإنما الأقارب والأصدقاء القريبون فقط. يجلس العروسان، وأيديهما مثنيّة، ومتصّلة ببعضها بسلسلة من الورود، ويقوم برعاية حفل الزفاف أكبر المدعوّين سنًا في العائلتين، وبعدها يضع أيديهما في دلو مليء بالمياه؛ حتّى يُصاحبهما الحظ في حياتهما، وبعد أن ينتهي، يقوم بقيّة المدعويّن بفعل الشيء نفسه معهم. حتّى وإن اختلفت عادات وتقاليد حفلات الزواج ما بين بلد وأخرى، وحتّى لو كان كُل ما لا يُشبهك فيها أمرًا غريبًا، إلا أن هذه الحفلات تحمل في طيّاتها معنى واحدًا، وهو أنها بداية لحياة جديدة ومُقدّسة بين شخصين، ولكي تنجح، فعليها أن تكون مبنيّة على الوفاء، والاحترام، والإخلاص، والحُب.
مشاركة :