لن أتحدث عن هذا الموضوع من الناحية الشرعية، ولكن سأتحدث عنه من الناحية المعنوية، وتوقيت الزمان والمكان، معتقدًا - حسب فهمي - أن إلغاء هذه الحفلات جاء في وقته المناسب. الوضع الحالي لا يتناسب معه إقامة حفلات طرب ورقص وسهر؛ فنحن في حالة حرب، وجنودنا في الحد الجنوبي يبذلون أرواحهم فداء للوطن، ونشاهد تضحياتهم الكبيرة وشجاعتهم في الميدان، ومن حقهم علينا الوقوف معهم، والشد من أزرهم، وزيارتهم، والدعاء لهم.. وربما جاء إلغاء الحفلات كدعم معنوي محفز لهم بأن البلد يقف بجانبهم، ويشاركهم صمودهم، وأن ما نعيشه بفضل الله من أمن وأمان وطمأنينة بسبب صمودهم وتضحياتهم. أيضًا توقيت إقامة حفلات بعد الحج مباشرة غير مناسب لبلد مثل السعودية، يُعتبر قائدًا للعالم الإسلامي. وهذا قدرنا أننا نحتضن الحرمين الشريفين؛ ولذلك فإن قراراتنا تنبع تبعًا لهذه الزعامة التي شرفنا الله بها. الاحتفال باليوم الوطني وما نستشعره في قلوبنا من محبة لهذا الكيان الكبير يؤكد تلاحم الشعب مع القيادة. هذه اللحمة يتحدث عنها الجميع، والتي تزداد قوة وتماسكًا مع الزمن، ومن حقنا أن نتباهى بهذا اليوم، وهو بالتأكيد يوم عز وفخر للوطن عندما وحَّد الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ هذه الدولة الفتية، وجمع شتاتها؛ لتصبح كيانًا دوليًّا يُشار إليه بالبنان بين الأمم، ورقمًا صعبًا، لا يمكن تجاوزه في جميع المحافل، وقوة إقليمية مؤثرة بما تمتلكه من قوة عسكرية واقتصادية وبشرية.. وليس من العيب الاحتفال بالمناسبات السعيدة والأيام المهمة في تاريخ الشعوب، ولكن استشعار القيادة وترابطها مع أبنائها ومشاركتها لهم في جميع المناسبات تتطلب إلغاء بعض الفعاليات إذا كان توقيتها غير مناسب. وجميعنا نتذكر عندما تم في فترة سابقة إلغاء أوبريت مهرجان الخالدية للخيول إبان حرب اليمن الأولى قبل أربع سنوات. أدام الله علينا مناسباتنا السعيدة، ونحتفل قريبًا - بإذن الله - بدحر الحوثي وعفاش، وتمكين الشرعية في اليمن الشقيق.
مشاركة :