ركَّز عدد من الخطباء في الجوامع التابعة لفرع الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة في خطبة الجمعة اليوم على جهود ولاة الأمر ورجال الأمن من كافة القطاعات في خدمة حجاج بيت الله ونجاح موسم حج هذا العام. وقال إمام وخطيب جامع القاسم بالشرائع سلمان بن زيد الرشود: "إن ولاة أمر هذه البلاد -حفظهم الله- حريصون كل الحرص على خدمة ضيوف بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة، فأسأل المولى عز وجل أن يوفق ولاة أمرنا، ولاة أمر هذا البلد المعطاء، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده، وأن يجازيهم بالخير الكثير على ما قدموا من أعمال، سواء كان أمنياً أم تنظيمياً أم توعوياً أم صحياً أم راحة، أم غير ذلك، ما جعل الحجاج يؤدون حجهم في أمن وأمان وراحة بال إنه جواد كريم". وأضاف: "نجاح موسم الحج جاء بفضل الله أولاً، ثم التنظيم الناجح، وهو أكبر رد على من يحاول التدليس والتسييس، فحرص هذه الدولة المباركة أن تقدم كل الجهود التي يحتاجها حجاج بيت الله الحرام، فرأى الجميع جهود رجال الأمن وتنظيم الطرق وحفاظهم على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وكذلك جميع الجهات الحكومية المشاركة في الحج كل حسب ما أوكل إليه، وكل هذا بمتابعة مباشرة من ولاة أمرنا حفظهم الله، فكان من الواجب علينا ذكر ذلك والشكر لهم والدعاء لهم وأن يجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين وأن ينصرهم على أعداء الدين، جهود كبيرة وجبارة من ولاة أمر مخلصين في أعمالهم راجين رحمة الله وتوفيقه". وأشار الرشود إلى أن وسائل الإعلام تحدثت عن تلك الخدمات الجليلة المقدمة لحجاج بيت الله، وشهد بها القاصي والداني، ولقد رأى المسلمون رجال أمن هذه البلاد المباركة في قيامهم بأعمالهم أفضل قيام ومساعدتهم للحجاج وتسهيل طرقهم وحجهم في جميع المشاعر يقفون مع الصغير والكبير والضعيف، لقد نالت الدولة المباركة ورجال الأمن شرف خدمة ضيوف الرحمن. إن هذه الدولة المباركة تعمل لأجل رضى الله فأثنى عليها القريب والبعيد بعد توفيق الله، وخسر من كان يريد زعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد. ولفت الرشود إلى ما يبذله رجال الأمن الأوفياء من مواقف إنسانية لخدمة الحجيج ترفع الرأس فلهم منا الدعاء، وكذلك نحمد الله أن مّن الله علينا بنجاح موسم الحج ورجوع حجاج بيت الله إلى بلادهم بعد قضاء حجهم في أمن وأمان من أكبر النعم داعين الله عز وجل أن يوفق ولاة أمر هذه البلاد المباركة وأن يحفظهم وأن يتم عليهم الأمن والأمان. ودعا الرشود: "اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده وولي ولي عهده إلى ما تحب وترضا، وارزقهم البطانة الصالحة التي تذكرهم إذا نسوا، وتعينهم على الحق يا رب العالمين، اللهم وفق جنودنا المرابطين المجاهدين في سبيلك، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم سدد رميهم وردهم إلى أهلهم سالمين غانمين، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فرد كيده في نحره وأشغله في نفسه يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اهد شباب المسلمين". وقال إمام وخطيب جامع الأميرة نوف بالشرائع الحسن أحمد آل الهادي: "نبارك للمملكة حكومة وشعباً ولرجال الأمن الذين بذلوا الجهود الأمنية والإنسانية وخدموا الحجيج وسطروا أروع الأمثلة الإنسانية لخدمة حجاج بيت الله، حيث لم تمنعهم أجواء المشاعر المقدسة الساخنة، فحولوا تلك الأجواء إلى روحانية حملت نسائم العمل الإنساني وحسن التعامل الراقي مع ضيوف الرحمن". وأضاف: "الصورة المشرفة لرجل الأمن نعتز بها، وهي تمثل الشعب السعودي كافة لما فيها من معاني الإنسانية والسلام وحب المسلمين لبعضهم البعض، ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام بشتى أنواعه المرئي والمسموع يبتهج؛ حيث عكس رجال الأمن مدى الدور الكبير الذي يؤدونه في مواقفهم الإنسانية النبيلة، بالإضافة إلى أدوارهم الأساسية في إنجاح موسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن، والذي فاق حدود التأمين فحسب، بل امتد ليُظهر الجانب الإنساني الكبير الذي يظهر وقت الحاجة". وأشار إلى أن المواقف الإنسانية ليست وليدة ووحيدة، بل مستمرة تتجلى في كل موسم حج لعكس صورة مشرفة لرجال الأمن لجميع الحجاج، وخصوصاً خدمة كبار السن والعجزة النصيب الأكبر من تدفُّق هذه الأنهار الإنسانية، إما بدفع عرباتهم المتوقفة أو بمساعدتهم للوقوف على أقدامهم والتحوّط حولهم لصد تدافعات الحجيج عنهم، وفتح علب مياه لهم وتقريبها من شفاههم اليابسة لتبتل عروقهم ويذهب الظمأ وتتحول النظرات العابسة إلى نظراتٍ معشبة، فلهم منا الدعاء، ونسأل الله أن يحفظهم ويجعل ما عملوه في ميزان حسناتهم.
مشاركة :