يكاد التطور في دقة شاشات العرض لا يتوقف بفضل الجهود الحثيثة التي تُبذل في قطاع صناعة الترفيه في العالم، بحيث تدرّجت دقة شاشات العرض بدءاً من الدقة القياسية (SD)، وصولاً إلى الدقة العالية (HD)، وبعدها الدقة الفائقة (UHD). وقد تشكل تقنية (Quantum dot) المكونّة من البلورات متناهية الصغر بحجم النانو، مستقبل دورة التطوّر الجديدة لأجهزة التلفزيون في العالم. وبينما يشكل النانو متر جزءاً من مليار جزء من المتر، ما يعني أن هذه البلورات أصغر من واحد إلى 10 آلاف من شعرة الإنسان، بحيث تُقصي هذه البلورات الحاجة إلى الإضاءة الخلفية البيضاء بتقنية (LED)، والتي يمكن أن تعرض اللون بطريقة غير صحيحة. وتجعل خاصية «Quantum dot» في احتواء الضوء منها فعالة للغاية في امتصاص الضوء ومن ثم بثه مجدداً، ما جعل من مهندسي «سامسونغ» قادرين على زيادة مستوى السطوع لمجموعة تلفزيونات (SUHD) الجديدة لتصل حتى أكثر من 1000 شمعة / متر مقارنة مع 400 شمعة / متر في التلفزيونات التقليدية. ويكون الضوء المنبعث من كل بلورة بلون محدد (بطول موجة محددة) اعتماداً على حجم نواتها، وكل لون منبعث من كل بلورة هو ضوء مستقر ونقي للغاية، بحيث يمكن لتقنية «Quantum dot» عرض ألوان محددة بينما يتم الخلط بين الألوان المنبعثة من المواد العادية في أجهزة التلفزيون التقليدية، وكنتيجة لذلك تصبح الألوان الرئيسية الثلاث أكثر وضوحاً، ويمكن تمييزها بشكل أكبر بالمقارنة مع التلفزيونات العادية، ما يساعد الشاشات بتقنية (Quantum dot) على عرض ما يزيد على مليار لون، وهو 64 مرة أكثر من معدّل التلفزيونات العادية. وتعتمد تقنية «Quantum dot» على عنصر الإنديوم وهي خالية تماماً من الكادميوم، أما الحلول السابقة المبنية على أساس تقنية «Quantum dot» فقد كانت تتضمن كبريتيد الكادميوم أو سيلينيد الكادميوم، وهي عناصر ضارة بالبيئة لإمكانية إطلاقها أيونات (Cd2+) السامة من خلال تحلل المواد متناهية الصغر. وضمّنت «سامسونغ» غطاءً رباعي الطبقات على بلورات «Quantum dot»، لضمان ديمومة هذه البلورات والإبقاء عليها ثابتة أثناء عملها لسنوات، والحفاظ على الصورة سنة بعد سنة. وبدأت «سامسونغ» بالتركيز على تقنية «Quantum dot» من العام 2001، ومنذ ذلك الحين استطاعت تسجيل ما يزيد على 150 براءة اختراع في هذا الموضوع، إذ أشار الدكتور أليكسندر إيفورس من معمل أبحاث البحرية الأميركية، والذي يعتبر من أبرز علماء تقنية «Quantum dot» في العالم، إلى أن الأبحاث المتعلقة بهذه التقنية، استطاعت تحقيق خطوات كبيرة وبسرعة فائقة. ولفت إلى أن كلاً من أجهزة التشخيص الطبي وخلايا الطاقة الشمسية الرخيصة، وأضواء «LED» والليزر وشاشات العرض التي يمكن ضبطها بشكل أفضل، ما هي إلا جزء يسير من الأجهزة التي استطاع العلماء تحقيق تقدّم ملحوظ بها حتى الآن.
مشاركة :