يخضع مركز كاظمة الثقافي في محافظة الجهراء للصيانة الجذرية التي تطلبت إخلاء المكان من العاملين واقتصار تواجدهم على التبصيم بداية ونهاية الدوام. عملية ترميم التي تسببت في تعطيل العمل في المركز تستمر شهرين، حسب ما أفاد أحد العاملين في المركز، ومن المنتظر أن يعود لإقامة الأمسيات الشعرية والفنون الشعبية، لتعزيز للعادات والتقاليد في نفوس الأجيال عبر استحضار الموروث الكويتي العريق. وقبل عمليات الصيانة واجه مركز كاظمة الثقافي تساؤلات كثيرة، لعدم وجود فعاليات ثقافية خلال الفترة السابقة، وعدم تفعيله لاقامة الانشطة والندوات من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المنوط به إدارة المركز. وعلى الرغم من أن محافظة الجهراء تُعتبر من أكبر المحافظات مساحةً، حيث يبلغ تعداد سكانها قرابة نصف المليون نسمة، فإنها لا تمتلك إلا مركزاً ثقافياً واحداً، وحتى هذا المركز يقع خارج «التغطية الثقافية» منذ سنواتٍ طوال. «الراي» زارت مركز كاظمة الثقافي، وجالت في أرجائه، وتحدثت إلى عدد من العاملين فيه، فشكوا معاناتهم إزاء حالة الشلل التام في أوصال المركز، وعزَوا الظاهرة إلى «شح العمل وغياب النشاط الثقافي، وما نتج عن ذلك من ملل شديد أصاب جميع الموظفين، جراء أوقات الفراغ الطويلة التي يقضونها خلف مكاتبهم، لا عمل لديهم سوى مطالعة الصحف اليومية، وكلماتها المتقاطعة، أو تصفح الإنترنت»! الموظفون تابعوا: «جميعُنا هنا نسعى إلى تفعيل دور المركز كاظمة الثقافي، حتى يكون صرحاً ثقافياً لا يقل أهمية عن الدُّور الثقافية الأخرى، خصوصاً أن أهالي الجهراء يحتفون بالثقافة والأدب والفنون»، مردفين: «نحن الموظفون نريد (تحليل) رواتبنا التي نتقاضاها من دون أن نبذل مجهوداً يُذكر»، ولافتين إلى «أن العدد الإجمالي لموظفي المركز يبلغ 10 موظفين. من جهة أخرى، أبدى عدد من أهالي المنطقة انتقادهم لما وصفوه «اللامبالاة التي يلقاها مركز كاظمة الثقافي، على عكس المراكز الثقافية المناظرة التي تنشط على مدار العام في المحافظات والمناطق الكويتية الأخرى»، متسائلين عن «الأسباب الحقيقية وراء غياب الأنشطة الفنية والثقافية من دون مبرر عن المركز المخصص أصلاً لهذا الغرض، حتى أضحى عاطلاً عن العمل».
مشاركة :