قادة الاتحاد الاوروبي عقب قمتهم في براتيسلافا ان بريطانيا لن يسمح لها بالاستفادة من مميزات الانضمام الى السوق الاوروبية الموحدة ما لم تتبن ايضا مبدأ حرية حركة الافراد التي تعتبر من اساسيات هذه السوق. وختم بالقول "لذا لا ارى اي امكانية في التوصل الى حل وسط حول هذا الموضوع." وفي المؤتمر الصحفي ذاته، قال رئيس القمة، رئيس المجلس الاوروبي، دونالد توسك إن مفاوضات "الطلاق" مع بريطانيا لن تنطلق الا بعد ان توعز لندن بذلك، ويجب ان تجري مراعاة لمصلحة الدول الـ 27 المتبقية في الاتحاد الاوروبي وليس لمصالح بريطانيا. وقال "إنه لمن الواضح تماما ان سياقاتنا وقوانيننا وتعليماتنا التي تتضمنها معاهداتنا بشكل واضح وصريح وجدت لخدمة مصالحنا - الدول الـ 27 المتبقية، وليس الدولة الراغبة في الخروج." وقال توسك إن رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي اخبرته بأن حكومتها قد تفعّل المادة 50 من اتفاقية لشبونه - وهي صافرة انطلاق مفاوضات الخروج من الاتحاد - في كانون الثاني / يناير او شباط / فبراير 2017. على صعيد آخر، قال زعيما المانيا وفرنسا عقب القمة إن الاتحاد الاوروبي اتفق على عدد من الولويات التي من شأنها تنشيط الاتحاد، رغم "الموقف الحرج" الذي ادى اليه قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد. وقال الزعيمان، المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إن ازمة المهاجرين واللاجئين كانت موضوعا رئيسيا في القمة. وقال الرئيس الفرنسي "لم نتفادى الخوض في اي امر، وقررنا انه من الضروري التعامل مع موضوع الهجرة بشكل جماعي مع احترام حق الحصول على اللجوء." يذكر ان هناك خلافات عميقة بين الدول الاعضاء في الاتحاد حول كيفية التعامل مع تدفق المهاجرين واللاجئين - بمن فيهم اللاجئين من سوريا. فدول مثل سلوفاكيا والمجر وجمهورية التشيك وبولندا ترفض العمل بنظام الحصص فيما يخص استضافة طالبي اللجوء. وتتعرض هذه الدول الى ضغوط لاجبارها على القبول بنظام الحصص من اجل افراغ معسكرات اللاجئين في اليونان وايطاليا من 160 الفا من اللاجئين المقيمين فيهما. وقالت المستشارة الالمانية "تباحثنا بشكل واف حول ما ننوي عمله للتصدي لمواضيع مثل الهجرة." وتحدثت ميركل عما وصفته "بروح براتيسلافا" المتسمة بالتعاون في سبيل حل المشاكل الشائكة التي تواجه القارة الاوروبية. ولكنا اعترفت بضرورة التوصل الى حلول وسط. وقالت "اتفقنا على ان اوروبا تواجه وضعا حرجا بعد خروج بريطانيا، ولكن هناك ايضا قضايا اخرى ينبغي علينا التصدي لها بشكل جماعي." ولم يخض الزعيما بالتفصيل في موضوع خروج بريطانيا من الاتخاد الاوروبي، لأن الامر رهن بقرار بريطانيا تفعيل المادة 50. واتفق الزعماء الاوروبيون على تصعيد جهودهم المشتركة لتعزيز الحدود الخارجية للاتحاد ودمج منظومات الدول الاوروبية الدفاعية ومحاربة الارهاب وتعزيز النمو الاقتصادي. كما اتفق الزعماء المجتمعون في قمة براتيسلافا على اطلاق سلسلة من اجتماعات بناء الثقة تقوم بصياغة "خارطة طريق" جديدة للاتحاد الاوروبي. وتتوج سلسلة الاجتماعات هذه بقمة روما المزمع عقدها في آذار / مارس المقبل حيث سيجري الاحتفال بالذكرة السنوية الـ 60 لتوقيع اتفاقية روما التي تأسس بموجبها الاتحاد الاوروبي.
مشاركة :