الصحة النفسية للأطفال عامل هام في التفوق الدراسي

  • 9/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - عبدالمجيد حمدي: نصح خبراء وأطباء أسرة، الآباء الذين يمرون بتجربة دخول أحد أبنائهم للروضة للمرة الأولى بضرورة الانتباه جيداً إلى مسألة الصحة النفسية والتهيئة النفسية للأطفال قبل هذه الخطوة الهامة في حياتهم، لافتين إلى أن هذه التجربة تُعتبر خطوة ومرحلة جديدة يخطوها الطفل في مسار حياته وبالتالي لابد من مساعدته في النجاح بها حتى ينخرط بشكل طبيعي في المجتمع ويخرج من نطاق الأسرة الضيق إلى نطاق حياة أوسع وأرحب. وأكّدوا لـ الراية الطبية أن الحالة النفسية للطفل تُعتبر من الأمور التي قد يغفل عنها البعض في مجتمعنا وقد يعتقدون أن الطفل سوف يندمج تلقائياً في مجتمع المدرسة أو رياض الأطفال وأنه لا يحتاج إلى تهيئة أو إعداد نفسي لهذه المرحلة الهامة في حياته. وأشاروا إلى ضرورة أن يكون الآباء على وعي كبير بعدد من الأمور الهامة مثل كيفية التعامل النفسي مع أول يوم في الدراسة للطفل في الروضة بشكل خاص بل حتى قبل ذلك من خلال اختيار المكان المناسب لإلحاق الطفل به وكيفية الاستعداد قبل بدء العام الدراسي بفترة كافية لتهيئة الطفل نفسياً لهذه التجربة الجديدة عليه. ولفتوا إلى أنه بالنسبة للمرحلة الابتدائية فإن الطفل لا يعاني فيها كثيراً لأنه يكون قد اعتاد على الذهاب للمدرسة خلال فترة الروضة التي تُعتبر بمثابة التأهيل له على المرحلة اللاحقة، موضحين أن من أصعب المواقف التي يواجهها الطفل هو اليوم الأول ولحظة فراقه أبيه حين ينصرف ويتركه في الروضة أو المدرسة إذا لم تكن المدرسة في نفس الروضة السابقة التي كان بها. وأوضحوا أنه يجب على "الأب أو الأم" الذي يقوم بتوصيل أبنائه خلال هذه اللحظة أن يودعه ويتحدث معه باللين ويحاول أن يقنعه ويفهمه أن وجوده بهذا المكان هو الأفضل له وأنه سيكون سعيداً مع أصدقائه بالروضة، مع ضرورة أن يؤكد له أنه سيعود في نهاية اليوم الدراسي لاصطحابه إلى المنزل. وأضافوا أنه في بعض الأحيان قد يكون من الواجب على أحد الأبوين مرافقة الطفل لبعض الوقت خلال دخوله للروضة وأن يظل معه لفترة محددة حتى يتأقلم الطفل على جو المكان ومن ثم يكون في مقدورة البقاء بمفرده باقي اليوم، مؤكدين أن العامل النفسي ضروري جداً في هذه اللحظات الهامة في الحياة الدراسية للطفل. د. ماجد العبدالله: التحاور مع الطفل يمنع القلق من التجربة الجديدة أكّد الدكتور ماجد العبدالله استشاري أول ومساعد رئيس قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد أنه لابد من التركيز على الصحة النفسية للطفل من خلال تهيئته لاستقبال العام الدراسي الجديد خاصة للذين يقدمون على الدراسة للمرة الأولى في حياتهم وهم الأطفال الذين يلتحقون برياض الأطفال، لافتاً إلى ضرورة إجراء حوار مع الطفل الذي يقدم على الدخول للروضة من خلال الاستماع بتعاطف لمخاوف الطفل وما يقلقه والعمل على إزالة أسباب القلق عنده والتي يكون في مقدمتها أنه سيبتعد عن الأسرة لعدة ساعات وهو شيء لأول مرة يمر به. وطالب بأهمية السماح للطفل أن يعبر عن عدم رغبته في الابتعاد عن المنزل، والذهاب إلى مكان لا يعرفه، فهذا الأمر مهم كي يشعر أن هناك من يستمع إليه وليشعر بالطمأنينة، وقد تكون هذه فرصة مواتية للأب أو الأم ليحكي لطفله عن يومه الأول في المدرسة، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يكون دخول الطفل إلى روضة الأطفال أمراً معقداً للآباء والأمهات أيضاً لأنهم يجدون صعوبة في الانفصال عن الطفل. كما نصح الآباء بالعمل على توقع فترة التكيف للطفل مع الروضة وأنه من الممكن أن يصطحب أحد الأبوين للطفل فترة من الوقت خلال الأيام الأولى له بالروضة قبل تركه بمفرده لافتاً إلى أنه من المهم للطفل أن يشعر أن أحد الأبوين قريب منه في هذه اللحظات الهامة، كما يجب استقبال الطفل بهدوء في نهاية اليوم والسماح له بالتنفيس والحديث وعدم توجيه الكثير من الأسئلة له أو المبالغة في القبلات حتى وإن كان لدى أي من الأبوين الرغبة الشديدة في ذلك. وطالب بالعمل على إعداد الطفل للحياة الاجتماعية جيداً فمن المهم أن يعيش الطفل مواقف خارج نطاق العائلة إما من خلال المشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية أو تكوين الصداقات وتواجده بالحضانة والحدائق ومع جليسة الأطفال وغير ذلك من أماكن تواجد الأطفال، مع ضرورة العمل من قبل الأسرة على تحبيب الطفل للروضة وتشويقه لها من خلال ترك إجابات بعض الأسئلة التي عادة ما يوجهها الأطفال لآبائهم، بحيث يكون الرد عليها بأنهم سيعلمون إجابات ذلك في الروضة والحديث معهم عن الأصدقاء الجدد الذين سيكونون معهم خلال الدراسة فكل هذه الطرق جيدة جداً تسهم في استيعاب الطفل لهذه الخطوة الهامة في حياته. د. هدى بشير: عدم التهيئة النفسية قد يؤدي إلى النفور من التعليم تقول الدكتورة هدى بشير مستشار برامج وبحوث المركز الثقافي للطفولة إن التركيز على الحالة النفسية للطفل أمر في غاية الأهمية وإن هناك خطوات هامة ينبغي على جميع الآباء والأمهات اتخاذها مع الطفل الذي يدخل العملية التعليمية للمرة الأولى في حياته، لافتة إلى ضرورة التهيئة المناسبة للطفل حتى لا يتحول الأمر بعد ذلك إلى نفور من العملية التعليمية ككل. وأشارت إلى أن كل أم على وجه الخصوص لابد أن تهيئ طفلها ليعيش تجربة الانفصال على نحو أفضل، وأنه عندما يحين الوقت لدخول الطفل مرحلة رياض الأطفال للمرة الأولى فإن الأمر قد يعتريه بعض الصعوبات بالنسبة للطفل والأم على حد سواء، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعد تجربة جديدة تماماً بالنسبة للطفل وهي أن يغادر البيت ويبتعد عن أبويه وعن المكان الذي يألفه منذ سنوات طفولته. وأوضحت أنه ربما تصيب بعض الأطفال حالة من الخوف أو البكاء الشديد أو الرفض لمغادرة المنزل والبقاء في مكان مجهول به أشخاص لا يعرفهم وبالتالي تزداد حالات التشبث والفزع، لافتة إلى أن هناك بعض النصائح الهامة لإعداد الطفل لدى دخوله روضة الأطفال على الأخص منها اختيار المكان المناسب، بحيث لا يكون بعيداً عن المنزل وأن تكون البيئة بهذا المكان مهيأة بالقدر اللازم لاستيعابه واحتوائه نفسياً، وأن يقوم الأبوان بزيارة للروضة بصحبه ابنهما أو ابنتهما قبل بدء الدراسة وألا يكون أول يوم للطفل في الروضة هو أول مشاهدته لها على الإطلاق بل يجب أن يكون هناك زيارات مسبقة للمكان الذي سيمكث فيها الطفل عامه الأول. د. وائل بشير: الملف الصحي المدرسي لا يغفل الجانب النفسي يرى الدكتور وائل بشير الممارس العام بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن مسألة الإعداد النفسي للطفل من الأمور الهامة جداً قبل دخول رياض الأطفال، موضحاً أن هناك اهتماماً كبيراً بهذا الأمر من خلال إعداد الملف الصحي الدراسي للطفل في المركز الصحي التابع له قبل الالتحاق بالروضة والذي يتضمن إجراء مقابلة شخصية مع الأخصائية الاجتماعية الموجودة بالمركز وهو ما يؤكد أن التركيز على الصحة النفسية والعامل النفسي للطفل أمر في غاية الأهمية. وتابع أن تجربه الانفصال عن الأبوين في أول يوم دراسة تعد خطوة هامة وفاصلة في حياة كل طفل ويجب على الآباء أن يمنحوا الثقة لأطفالهم، وهذا يعني أنهم يعتقدون أنه بإمكان طفلهم إدارة موقف ما حتى وإن كان به صعوبات، فسيكون دورهم إذاً في مواقف الحياة اليومية لدعم جهود طفلهم وتشجيعه وإظهاره حتى لو لم ينجح دائماً، وبهذه الطريقة ستنمو لدى الطفل الثقة بالنفس والقدرة على التغلب على المواقف الصعبة وسوف يكون قادراً على العيش في الروضة بكل ثقة. وأشار إلى أن الانفصال عن الطفل بعد توصيله للروضة يجب أن يتم على نحو جيد، فلا يجب أن يترك الطفل بمجرد أن يدير ظهره، فمن المؤكد أنه لابد من الانتباه له جيداً لتجنب البكاء والتشبث بحيث يتم تهدئته وطمأنته بأنه في أمان ولا خوف عليه على الإطلاق في هذا المكان، مؤكداً أنه من المهم العمل على مساعدة الطفل ليألف جو الروضة من خلال القيام بزيارة للمدرسة قبل بدء الدوام الدراسي ورؤية والده أو والدته يتحدث مع أحد المسؤولين أو المعلمين بها فهذا الأمر سوف يريح الطفل نفسياً ويبعث الطمأنينة بداخله، كما أنه من المهم أن يتم إشراك الطفل في إعداد أدواته المدرسية وأن يذهب مع والده أو والدته عند شراء حقيبة المدرسة وأدواته وملابسه. وأوضح أن على المعلم أيضاً دوراً هاماً في هذا الأمر فلابد أن يستقبل طلابه في أول يوم دراسي بابتسامة مشرقة فإن المعلم العبوس ينفر الطلاب منه وأن يقوم بالحديث مع الأطفال واستغلال الحصة الأولى من العام الدراسي في حوار مفتوح مرغوب فيه لدى الأطفال، كما أنه لابد من إضفاء جو من المرح والترفيه على الحصص.

مشاركة :