نجاح الحج وإدارة الحشود رسالة المملكة لمن تآمروا على بلاد الحرمين الشريفين

  • 9/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي، أن اجتماع المسلمين في هذه الأيام في عبادة الحج ووحدتهم وتآلفهم، ورعاية المملكة العربية السعودية للحجاج واحتضانهم وحرصها على أمنهم ونجاحها الباهر في إدارة هذه الحشود المباركة بفضل الله، لهو رسالة واضحة قوية تخترق الحجب، بأنه مهما كاد الكائدون والحاقدون وتنادوا وتآمروا على المسلمين وبلاد الحرمين الشريفين فإننا لهم بالمرصاد ولن يجعل الله لهم على المؤمنين سبيلا، وسوف يهيئ الله من عنده رجالا وأحداثا يحفظ بهم الإسلام وأهله ويعلي شأن سنة نبيه، والمتمسكين بها السالكين منهج الصحابة وطريقهم، الذي هو المنهج الحق والصراط المستقيم، وهو عماد الوسطية والاعتدال. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي ألقاها، أمس، مخاطبا الحجاج: إن من أجل المقاصد الشرعية والحكم المرعية التي من أجلها شرع الله الحج وتكرر في كل عام ترسيخ مبدأ وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم وتآلفهم، وتأكيد معاني الأخوة الإيمانية وإشاعتها بين المسلمين، بحيث تختفي مظاهر التمايز بينهم، فلا شعارات سياسية حزبية، ولا رايات مذهبية طائفية، ومنذ أن وضع النبي أمور الجاهلية كلها تحت قدميه في حجة الوداع إلى يومنا هذا والمسلمون يحجون بيت الله الحرام تشيع بينهم روح المحبة والمودة واجتماع الكلمة وتوحيد الصف، وتلك نعمة من أجل النعم التي امتن الله بها على عباده، وجعلها من أعظم مقاصد الشريعة، وأفخم غايات البعثة النبوية. وأضاف فضيلته: إن الله - تعالى - هو صاحب الفضل والنعمة ابتداء وانتهاء، إيجادا وتوفيقا وإمدادا، فهو الذي حرك قلوبكم وأعانكم على أداء مناسك الحج والوقوف بهذه المشاعر التي هي إرث من إرث الخليلين الكريمين إبراهيم ومحمد -عليهما الصلاة والسلام-، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فاشكروا له سبحانه واحمدوه على النعم الدينية والدنيوية الظاهرة والباطنة، وعلى أن وفقكم وأعانكم على أداء مناسككم في سابغة من الأمن والأمان واليسر والراحة. وقال إن من شكر الله -تعالى- شكر من كان سببا - بعون الله وقدرته - في تيسير مناسك الحج للحجاج والقيام بخدمتهم ورعايتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم من ولاة أمرنا وفقهم لله وسددهم، ورجال الأمن الأوفياء والمسؤولين، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى. وتابع فضيلته يقول: إن وحدة المسلمين واتحاد كلمتهم واجتماع صفهم على منهج واحد وسنة واحدة من أهم المعالم المنجية من الفتن المدلهمة والأخطار المحدقة بالمسلمين في هذا العصر، الذي كثر فيه قطاع الطريق والمرجفون والمفتونون من شياطين الإنس، يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، مشيرا إلى أن الاعتصام بالكتاب والسنة ومنهج الصحابة رضي الله عنهم من محكمات الشريعة التي لا يمكن التنازل عنها أبدا، بل هي ضرورة ملحة في عصرنا هذا أكثر من ذي قبل؛ لأن المسلمين اليوم يواجهون تحديا عالميا وحربا ضروسا ضد عقائدهم وسنة نبيهم ووحدة كلمتهم، وأصول شريعتهم وثوابتها وأهلها خصوصا ضد هذه البلاد المباركة التي هي حامية الحرمين وراعية الشريعة والسنة النبوية. وأردف الشيخ الغامدي قائلا: إن هذا الهجوم المأفون يتشكل في أشكال مختلفة وأساليب متنوعة واجتماعات متعددة ويسعى لإلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالمسلمين عموما وببلاد الحرمين خصوصا، مما كان له أثر سيء في محاولة إضعاف المسلمين وتفريقهم وتمزيق وحدتهم لتحقيق توجهات سياسية وتقوية انتماءات فكرية ومذهبية، وإثارة نعرات طائفية حزبية، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى اجتماع الكلمة وتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات والنزاعات، لا أن يكون البعض وقودا وحطبا يزيد النار حريقا واشتعالا ليخدم توجهات الأعداء وخططهم ضد عقائد المسلمين وسنة نبيهم، التي تربى عليها المسلمون منذ عهد الصحابة -رضي الله عنهم- ونادى بها كل علماء السلف الراسخين إلى يومنا هذا.

مشاركة :