يقول المثل عندما تتعارك الأفيال يدفع العشب الثمن. هذا ما حدث للعشب في حديقة أمبوسيلي الوطنية في كينيا فقد دفع الثمن بزيادة، وذلك عندما دخل فيل شاب في تحدى مع فيل يكبره سناً ويفوقه خبرة للسيطرة على قطيع الأفيال في الحديقة. ورغم فقدان الفيل الكبير لأحد أنيابه في معركة سابقة إلا أنه استخدم خبرته وحنكته لتحقيق الانتصار على غريمه المسلح بفورة الشباب وحيويته. وبعد أن احتدام القتال بينهما لفترة من الوقت وعندما انجلى غبار المعركة خرج الفيل الأكبر سناً وهو يزهو بانتصاره بعد أن تمكن من الإخلال بتوازن غريمه الشاب مستخدماً نابه الوحيد كرمح لتسديد الطعنات له والاحتفاظ بسيطرته على القطيع. وتصادف مرور المصور الأميركي مايك ماك كافري-35 عاماً- المقيم الآن في كينيا في تلك اللحظات ليوثق بكاميراته تفاصيل المعركة التي استمرت لفترة من الوقت. وكان مايك يقوم برحلة عبر شرق وجنوب أفريقيا حينما قادته قدماه إلى الحديقة ويكون شاهدا على المعركة الطاحنة التي انتصرت فيها الخبرة على روح الشباب. وقال مايك أن المياه المنحدرة من جبل كليمنجارو تغذي أرض البحيرات والمستنقعات في حديقة أمبوسيلي التي تجتذب بدورها قطعاناً كبيرة من الأفيال والجواميس مما يجعل المنطقة تبدو كأرض للعمالقة. وأضاف انه على الرغم من فقدان الفيل الأكبر سناً لأحد نابيه إلا أنه تمكن من إدارة المعركة بحنكة ومهارة واضطر غريمه الشاب إلى التراجع والتخلي عن فكرة الهيمنة على القطيع ولو إلى حين. الفيل المخضرم (يسار) يتصدى دفاعاً عن منطقة نفوذه أمام هجوم الفيل الشاب الفيل الأكبر سناً (يسار) فقد أحد نابيه في معركة سابقة لكن ذلك لم يمنعه من منازلة غريمه أخيراً تمكن الفيل الأكبر سناً (يسار) من الإخلال بتوازن غريمه وإجباره على ترك المنطقة