على رغم نجاح حملته في تغيير أسلوبه ولهجته الخطابية، انزلق المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب في مستنقع الهفوات، مشككاً مجدداً بأن الرئيس باراك أوباما مولود في الولايات المتحدة، وهو شرط أساسي لتولّي المنصب، ما أطلق عاصفة انتقادات. في المقابل، سادت حالة من الخوف والارتباك المعسّكر الديموقراطي بعد تراجع كلينتون في ولايات حاسمة انتخابياً. وفي ردّ على سؤال لصحيفة «واشنطن بوست» حول اقتناعه بعدما قاد لسنوات حملة «بيرثر» لليمين المتشدد المشككة في ولادة أول رئيس أفريقي – أميركي في ولاية هاواي، والتي طالبت بوثيقة ولادته، قال ترامب: «سأجيب عن السؤال في الوقت المحدد وليس الآن». وعلّقت كلينتون: «لم يقل هاواي. لم يقل أميركا. هل يريد هذا الرجل أن يكون رئيسنا التالي؟». وزادت: «متى سيكف عن هذا القبح وهذا التعصّب. حاول إعادة ضبط نفسه وحملته مرات. هذا أفضل أداء لديه، وهذه حقيقته». وأعقب ذلك إصدار حملة ترامب بياناً أفاد بأن المرشّح الجمهوري «يصدّق أن أوباما ولد في الولايات المتحدة، لأنه نجح في الحصول على شهادة ميلاده، في حين لم يستطع آخرون فعل ذلك». لكن الجدل استمر معيداً إلى الأذهان التحفظات الكثيرة حول ترامب وارتباطاته باليمين المتشدد. وتزامن ذلك مع تقدّم المرشح الجمهوري في استطلاعات ولايات حاسمة انتخابياً قبل نحو 50 يوماً من اقتراع 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وبينها أوهايو (46 في مقابل 41 في المئة) وفلوريدا (47 في مقابل 44 في المئة). وأثارت هذه الأرقام مخاوف كبيرة في أوساط الديموقراطيين من تكرار سيناريو عام ٢٠٠٠، حين خسر آل غور أمام جورج بوش الابن بفارق ٥٣٧ صوتاً في ولاية فلوريدا. وأعادت كلينتون رسم إستراتيجيتها باستقطاب نجوم اليسار بيرني ساندرز وإليزابيث وارن للذهاب إلى ولاية أوهايو، حيث تتراجع المرشّحة بـ5 نقاط. وظهر تراجعها بين أوساط الشباب وما دون عمر الثلاثين لمصلحة المرشّح عن الحزب الليبراتاري غاري جونسون. كما لمّح البيت الأبيض إلى أن أوباما الذي زادت شعبيته في استطلاعات الرأي وصولاً إلى ٥٨ في المئة، سيتفرّغ للتجمّعات الانتخابية ولمدة يومين أسبوعياً الشهر المقبل من أجل مساعدة حملة كلينتون. لكن الامتحان الأكبر أمام المرشّحة الديموقراطية سيكون في مناظرة ٢٦ الجاري مع ترامب على شبكة «أن بي سي»، والتي ستحتاج فيها إلى أداء ثابت وحضور قوي من أجل وقف الزخم الإعلامي لترامب الذي استند إلى نجومية إعلامية كثيفة الشهر الماضي لتلميع صورته، فضلاً عن زيارة إلى المكسيك. ولدى وصوله إلى شيكاغو في مستهل زيارة لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، وجّه رئيس بلدية لندن الباكستاني الأصل صادق خان انتقادات لتصريحات أدلى بها ترامب حول المهاجرين المسلمين، فيما أبدى إعجابه بكلينتون، قائلاً: «إنها أكثر مرشّح يتمتّع بالخبرة في السباق الرئاسي». وكان ترامب دعا إلى منع دخول المهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة، لكنه عدّل طلبه إلى حظر الهجرة من دول «لها تاريخ مرتبط بأعمال إرهابية»، مع المطالبة «بإجراء تدقيق شديد» في ملفات طالبي الهجرة.