تبادل اتهامات بخرق الهدنة ... ومعارك عنيفة شرق دمشق

  • 9/17/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهد اليوم الرابع للهدنة في سورية استمراراً للخروق كان أشدها في حي جوبر شرق دمشق حيث دارت مواجهات عنيفة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة، وسط معلومات عن محاولة الطرف الأول التقدم على ثلاثة محاور. وتحدث تقرير لـ «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» المعارضة عن 64 خرقاً تم توثيقها في الـ 72 ساعة الأولى لبدء الهدنة، أي منذ السابعة مساء يوم الإثنين وحتى السابعة مساء الخميس. وأضاف التقرير أن القوات الحكومية مسؤولة عن 61 خرقاً «تتوزع وفق المحافظات: درعا: 13، حمص: 4، القنيطرة: 8، ريف دمشق: 12، إدلب: 4، اللاذقية: 3، حماة: 12 وحلب: 5». أما فصائل المعارضة المسلحة فتتحمل، وفق التقرير، المسؤولية عن 3 خروق حصلت في محافظة حلب. وأشارت «الشبكة» إلى أن «هذه الحوادث تسببت بمقتل مدني واحد على أيدي القوات الحكومية وطفل على أيدي فصائل المعارضة المسلحة». في المقابل، أوردت وكالة الأنباء السورية «سانا» الحكومية أن «المجموعات المسلحة انتهكت نظام التهدئة 11 مرة في الـ 14 ساعة الماضية عبر استهدافها بالأسلحة الرشاشة والقذائف المدنيين وعدداً من النقاط العسكرية في محافظات دمشق وريفها وحلب واللاذقية». ونقلت عن «مصدر عسكري» إن المجموعات المسلحة «خرقت نظام التهدئة في دمشق مرتين في حي جوبر ومثلهما في قرية بالا والمعهد الزراعي في الغوطة الشرقية»، واتهمها بـ « 3 خروق ... لنظام التهدئة في حلب، منها اثنان في حي جمعية الزهراء بالمدينة وواحد في خان العسل بريفها الغربي». كما سجّل المصدر «4 خروق بريف اللاذقية في مناطق رويسة رشو وشير الضبعة وعين البيضا». واتهمت «سانا» المعارضة بأنها كانت مسؤولة عن 55 خرقاً للهدنة أول من أمس في محافظات دمشق وريفها وحلب وحماة وحمص والقنيطرة ودرعا واللاذقية. ميدانياً، ذكرت وكالة «فرانس برس»، نقلاً عن مراسلها ومصدر عسكري، أن اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي دارت صباح الجمعة بين الجيش السوري والفصائل الإسلامية عند الأطراف الشرقية لدمشق. وقال المصدر العسكري إن «الجيش السوري يصد هجوماً لمجموعات مسلحة حاولت التسلل من محور جوبر ومعمل كراش في الغوطة الشرقية باتجاه شرق العاصمة، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة وقصف صاروخي على المناطق التي حاولوا التقدم فيها». ودائماً ما تتهم الحكومة السورية الفصائل، التي تتحصن في أبنية مهجورة في جوبر، بإطلاق القذائف على العاصمة. أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأورد، «أن الاشتباكات تجددت ... في حي جوبر عند الأطراف الشرقية للعاصمة، بوتيرة عنيفة، بين مقاتلي فيلق الرحمن من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، وسط محاولات من قوات النظام تحقيق تقدم في محور جبهة عارفة وجبهة معمل الكراش وجبهة طيبة، في حين سقطت قذيفة قرب معمل الصابون في حي القابون، من دون أنباء عن خسائر بشرية واقتصرت الأضرار على المادية». وأضاف أن تجدد الاشتباكات جاء بعدما شهد حي جوبر صباحاً «قصفاً مكثفاً بأكثر من 21 صاروخاً يُعتقد بأنها من نوع أرض - أرض وقذائف مدفعية، أطلقتها قوات النظام على الحي»، مشيراً إلى أن «قوات النظام فجّرت مبنى يتمركز فيه مقاتلون من فيلق الرحمن، ما أسفر عن سقوط جرحى من مقاتلي الفيلق بعضهم إصاباتهم بليغة». ولفت «المرصد» إلى أن الاشتباكات تزامنت مع سقوط قذائف على منطقة باب الشرقي وسط العاصمة وأطراف حي القابون في شرقها. أما «شبكة شام» الإخبارية المعارضة فنقلت، عن الفصائل المسلحة إنها «أحبطت هجوماً عنيفاً من ثلاثة محاور على جي جوبر» وقتلت «أكثر من ٢٠ عنصراً من قوات الأسد والميليشيات العراقية». وأوضحت «أن مجموعات من قوات الأسد مدعومة بميليشيات لواء أبو الفضل العباس العراقي قامت، صباح اليوم (أمس)، بتفجير ضخم لأحد الأبنية في حي جوبر، أتبعوه بعملية اقتحام للحي من 3 محاور (طيبة وكراش وعارفة) وكان أشدها محور قطاع طيبة». وقال الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان إن عناصر المعارضة «تمكنوا من التصدي للقوات المقتحمة وأسقطوا منهم حوالى 20 عنصراً من ميليشيات أبو الفضل العباس وعشرات الجرحى»، متحدثاً عن مقتل عنصرين من المعارضة. وتابعت «شبكة شام» أن القوات النظامية والميليشيات الموالية ردت باستهداف قطاع طيبة ومحور معمل كراش بصواريخ أرض - أرض وقذائف الدبابات والهاون. وفي الغوطة الشرقية، قال «المرصد» إن اشتباكات متقطعة دارت بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، من جهة، و «جيش الإسلام»، من جهة أخرى، في محيط بلدة حوش نصري «حيث قضى أول 3 مقاتلين من الفصائل بينهم قيادي ميداني، في مناطق سريان اتفاق وقف إطلاق النار وفقاً للاتفاق الروسي - الأميركي، نتيجة إصابتهم في الاشتباكات الدائرة بمحيط حوش نصري وفي حي جوبر». وشهدت الهدنة الأميركية - الروسية، التي تم الاتفاق عليها في ٩ الشهر الجاري وبدأ تطبيقها مساء الاثنين، خروقاً عديدة تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بتحمّل المسؤولية عنها. وذكرت «شبكة شام» أن قتيلاً سقط في مناطق المعارضة في حلب نتيجة «رصاصة قناص»، مشيرة إلى أنه أول قتيل في المدينة منذ بدء سريان الهدنة. وتحدثت أيضاً عن خروق شملت معرة النعمان (إدلب) والرستن (حمص) ومشروع ١٠٧٠ شقة (حلب)، مضيفة أن مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي تعرضت ظهراً لقصف من الطيران الحربي خلّف قتلى وجرحى. ونقلت عن ناشطين «إن الطيران الحربي أغار على المدينة بصواريخ عدة استهدفت الأطراف الشرقية والشمالية أثناء خروج المصلين من صلاة الجمعة، الأمر الذي تسبب بسقوط 3 شهداء بينهم طفلان وتسعة جرحى». وتابعت الشبكة أن الطيران الحربي كان قد استهدف ليلاً بلدات التمانعة ومعرشمشة والدير الشرقي في إدلب بغارات عدة خلفت جرحى وأضراراً كبيرة في مركز الدفاع المدني في بلدة التمانعة. وفي محافظة حلب، قال «المرصد» إن طائرات حربية قصفت بلدة الجينة قرب بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، فيما سقطت قذيفة أطلقتها الفصائل المقاتلة على منطقة كنيسة مطرانية السريان الكاثوليك في حي العزيزية الخاضع لسيطرة قوات النظام بمدينة حلب، ما أدى إلى أضرار مادية. وتابع أن أربعة مواطنين بينهم مواطنتان وطفل قُتلوا «نتيجة قصف طائرات حربية لمناطق في محور بلدة مسكنة في ريف حلب الشرقي» والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش». كذلك أشار «المرصد» إلى وقوع اشتباكات بين فصائل منضوية تحت راية «قوات سورية الديموقراطية» من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محور قريتي الحصية وأم القرى في حلب، حيث قُتل اثنان من الفصائل بالإضافة إلى مقاتل ثالث قضى متأثراً بجروح أصيب بها قبل نحو 12 يوماً، فيما قُتل 6 من عناصر «داعش» في الاشتباكات ذاتها. على صعيد آخر، أوردت «شبكة شام» تقريراً عن صور تُظهر «وجود أعداد كبيرة» ممن وصفتهم بـ «المرتزقة الأفغان» على جبهات الساحل وتحديداً في منطقة كنسبا، في ريف اللاذقية الشمالي. وكتبت أن إحدى الصور تُظهر وجود «عشرات من الشيعة الأفغان» تحت قيادة مسؤول في قوات «صقور الصحراء» التابعة للحكومة السورية، ملاحظة «غياب العنصر السوري في شكل شبه تام في الصورة» التي قال ناشطون إنها لإحدى «مجموعات الاقتحام» على جبهات ريف اللاذقية. واستعادت القوات النظامية السورية قبل أسابيع بلدة كنسبا من أيدي فصائل المعارضة، وما زالت تحاول وتوسيع نطاق سيطرتها في ريف اللاذقية. وليس سراً أن ميليشيات أجنبية تعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني تقاتل إلى جانب القوات النظامية السورية على جبهات القتال ضد المعارضة.

مشاركة :