كما هو معتاد في كثير من الوجهات في دبي، لم تتراجع فرحة الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك، بعد مرور أيامه الثلاثة، أو الأربعة الأولى، وفي الوقت الذي وجدت مراكز التسوّق زوّارها الذين يفضلون الأماكن المغلقة، فضلاً عن الحفلات الغنائية وسواها، كانت المتنزهات والحدائق خياراً للبعض، على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة نهاراً. رياضة.. و«وناسة» الأنشطة الرياضية أيضاً تأخذ حيزاً من اهتمام البعض على شاطئ الممزر، فالأمر بالنسبة للشاب الفلسطيني زياد أبودومة، بمثابة فرصة جيدة لممارسة الرياضة، سواء مع وجود هذا الممشى الرياضي النموذجي، أو بعض الأدوات الرياضية التي تسهم في إنجاز التمارين بصورة أفضل، لكن يبقى الأهم بالنسبة لأبودومة، هو وجود ما أسماه «وناسة»، مضيفاً: «الناس وفرحتهم وبهجتهم بتجمعاتهم، هم من يحيون بوجودهم هذا الموقع الساحر». في المقابل، مثلت الشواطئ المفتوحة مقصداً رئيساً لكثيرين، ففي حين كان ممشى جميرا، ملتقى للتجمعات الشبابية، كان شاطئ الجميرا المفتوح، وأيضاً شاطئ الممزر، وجهة حاضرة امتد اكتظاظها بالروّاد بالتزامن مع عطلة نهاية السبوع، التي شكلت امتداداً لعطلة العيد. لكن وجهة الممزر تحديدأً شهدت إقبالاً أكثر كثافة، وبدا أن روّادها لا يقتصرون على فئات بعينها، حيث تلوّنت ساحاته بالأسر والعائلات، ومجموعات الأقارب والأصدقاء من مختلف الجنسيات، الذين امتدت سهرات كثيرين منهم، إلى نحو الرابعة والخامسة فجراً. وما بين جلسات السمر، واقتناص ساعات من البهجة والمرح، سواء بالانغماس في ألعاب شعبية، أو تبادل أطراف الأحاديث الشجية، أو حتى ممارسة السباحة، ورياضة المشي، في استثمار مثالي لانخفاض درجتي الحرارة والرطوبة مساءً، مع وجود حارة مجهزة للمشي الرياضي والعدو، وغيرها، أمتعت مساءات كثيرين من روّاد الممشى، في حين كانت للأطفال قصص محفورة صورها على رمال هذا الشاطئ، الذي يمثل إطلالة فريدة لدبي. رمال الشاطئ بمناضدها وكراسيها الخشبية، تتسع لما هو أكثر من ذلك، وسواء صادفك الحظ بمقاعد ومنضدة خالية، أم لا، فإن مجرد افتراش الرمال يجعلها جاهزة لاستقبال الولائم، الأمر الذي كان خيار مجموعة من الشباب الإماراتيين، الذين تناولوا عشاءهم الذي بدا أنه تم شراؤه فوراً من أحد المطابخ الشعبية، مصحوباً بالمثلجات والعصائر. «ليست المرة الأولى التي أقصد فيها مع أسرتي الاستمتاع بشاطئ الممزر»، قالها المقيم المغربي، أنور درداش، الذي أضاف: «كل ما نحتاجه ونحن قادمين إلى هنا، أن تقوم زوجتي بإعداد الشاي المغربي، لنصطحبه معنا، ويكون رفيقنا في سهرة تمتد غالباً حتى قرب أذان الفجر، في حين أن أطفالنا الثلاثة على اختلاف أعمارهم يستمتعون بأمان بالعب والرسم على الرمال، وأيضاً السباحة». بالنسبة للمقيم المصري مصطفى أبورية، فهي المرة الأولى له هذا العام التي يقرر مع أسرته قضاء بعض الوقت في هذا المكان، مضيفاً: «لم يكن الجو في الأشهر الماضية يسمح بالتنزه بعيداً عن المراكز التجارية، لكن بمجرد أن لاحظنا تحسناً نسبياً في درجة الحرارة، قررنا المجيء إلى هنا، خصوصاً أن الموقع آمن ومناسب للصغار أيضاً، كما أن المتريضين ونشاطهم يشكلون إغراءً صحياً لممارسة رياضة المشي». مجموعة من الشباب الباكستاني يمارسون بعض الألعاب الشعبية، ولم يمنعهم الضوء الخافت من إظهار التحدي عبرها، حيث قام أحدهم بتشغيل برنامج الإضاءة المزوّد به هاتفه النقال، وحسب أحدهم، وهو محمد خان، فإنهم «أمضوا معظم إجازات العيد، وصولاً إلى عطلة نهاية الأسبوع بشكل يومي في هذا المكان المفعم بالبهجة».
مشاركة :