تحقيق: راندا جرجس يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب البنكرياس من آلام مستمرة، ومنها ما يشكل خطراً على حياة المريض، مثل سوء الامتصاص والسكري، وربما تستدعي بعض الحالات المزمنة التدخل الجراحي، ولذلك تجب المسارعة بتناول العلاج اللازم، مع ضرورة اتباع نظام صحي وحمية غذائية تساعد المريض على الوقاية من التعرض لآلام شديدة، حسب آراء الأطباء والاختصاصيين. قال الدكتور شوقي يوسف نهّاب، استشاري الجراحة العامة، إن البنكرياس هو غدة تقع خلف المعدة، ولها وظيفتان، وهما: 1. تفرز الهرمونات إلى الدورة الدموية مباشرة وأهمها الإنسولين 2. وأيضاً لها قناة تصب إفراز عصارات هضمية إلى الجهاز الهضمي (الاثنى عشر). ويختلف الشكل المرضي لالتهاب البنكرياس، وينقسم إلى: أولاًـ الالتهاب الحاد، وهو مفاجئ يصيب غدة البنكرياس، وفي معظم حالاته يكون خفيفاً، وينتهي بالعلاج، وهناك حالات تصاحبها آلام موجعة مع نزف داخل الغدة وخارجها، وربما تتسبب في تلف الأنسجة داخل الجوف البطني أو ضرر بالرئتين والكليتين، وحتى عضلة القلب، ما يؤدي إلى تهديد حياة المريض. وتكون أعراضة على شكل: 1. آلام أعلى البطن وخاصة بعد تناول الطعام. 2. انتفاخ في الجوف البطني مع غثيان وقيء، وارتفاع في درجة الحرارة. * أسباب التهاب البنكرياس الحاد: 1. أهم الأسباب (حصوات المرارة - تناول الكحول المفرط). 2. التهاب جرثومي كالذي يصاحب التهاب الغدة النكافية. 3. أسباب غير معروفة في بعض الأحيان. * تشخيص التهاب البنكرياس الحاد: 1. فحص الدم لإثبات زيادة إنزيمات البنكرياس في الدم. 2. فحص البطن بالموجات الصوتية. 3. فحص البطن والرئتين بالأشعة الطبقية أو المفراس. 4. تلوين قنوات البنكرياس والصفراء بالناظر والجوفي. * علاج التهاب البنكرياس الحاد، ففي الحالات الشديدة التي يصاحبها نزف يستوجب إدخال المريض المستشفى أو ردهة العناية المركزة، وإعطاء المريض الجرعة اللازمة من الأدوية، ربما تحتاج بعض الحالات إلى تدخل جراحي لتنظيف الجوف البطني، وإزالة الأنسجة المتهالكة لتفريغ خراج حول البنكرياس. * الالتهاب المزمن، ويستمر لفترة طويلة أو متكررة بشكل متقطع، ومن أعراضه: 1. آلام متكررة في البطن. 2. فقدان الوزن. 3. غثيان وقيء متكرر. 4. يرقان انسدادي. 5. ربما يصاحب الحالة تكوين أورام خبيثة في البنكرياس. * تشخيص الالتهاب المزمن يتم بالطرق التالية: 1. الأمواج الصوتية. 2. أشعة في البطن في حالة وجود تكلسات أو حصى في البطن. 3. فحص الأشعة الطبقى. 4. فحص المفراس. 5. فحص التنظير الرجعي للبنكرياس وقنوات الصفراء. * علاج التهاب البنكرياس المزمن: 1. علاج الأعراض بالعقاقير. 2. استئصال حصى البنكرياس بالمنظار، أو تفريغ قناة البنكرياس بالعمليات الجراحية. * المضاعفات المحتملة لالتهاب البنكرياس المزمن: 1. داء السكري. 2. عدم امتصاص المواد المغذية لعدم وجود عصارات هضمية كافية، ما يؤدي إلى ضعف عام ووهن. 3. تكون أكياس حول البنكرياس وخلف المعدة، ربما تستوجب تفريغ جراحي أو منظاري. وقدمت الدكتورة نور هاشم، فيما يلي بعض النصائح للتغذية السليمة التي يمكن لمريض البنكرياس أن يتبعها، والتي تساعد على تخفيض استثارة البنكرياس لإفراز الإنزيمات الهاضمة، مثل: ـ الامتناع التام عن تناول المشروبات الكحولية. ـ تناول كميات وفيرة ومتنوعة من الخضراوات، حيث أثبتت الدراسات أن الخضراوات غنية بمانعات التأكسد، والتي تلعب دوراً في تثبيط النشاط الإنزيمي للبنكرياس، وبذلك تقلل من شدة الالتهاب. ـ التقليل من كمية الدسم والدهون في الطعام، وكمية البروتين في الطعام، ما يساعد في التقليل من كمية الدهون المفقودة مع البراز. ـ تناول كميات معتدلة من زيت الزيتون لاحتوائه على مواد تمنع تلف أنسجة البنكرياس الناتج عن الالتهابات. ـ تناول كميات وفيرة من السمك حيث إنه يحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة ومضدات الأكسدة لتسهم في مقاومة الالتهابات الموضعية في البنكرياس. ـ الامتناع عن التدخين للتقليل من المضاعفات التي تنتج عن المرض. ـ التقليل من المشروبات الغازية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر ما يؤدي إلى تحفيز البنكرياس، ما يزيد من أعراض المرض. ـ الامتناع عن الوجبات السريعة لاحتوائها على كميات كبيرة من الدهون، وتناول ست وجبات صغيرة خلال اليوم بدلاً من ثلاث وجبات رئيسية، لأن ذلك يساعد في تسهيل عملية الهضم، وتقليل الضغط على البنكرياس. ـ ممارسة الرياضة بانتظام. ـ وهناك العديد من الأطعمة التي تعتبر مفيدة للبنكرياس، ولها دور في حمايته مثل: ـ الثوم: يحتوي على الكبريت والسيلينيوم والأرجينين والفلافونويد التي تساعد على الوقاية من السرطان. ـ السبانخ: حيث أثبتت الدراسات أن لها دوراً في الوقاية من سرطان البنكرياس. ـ اللبن (الزبادي): الذي يساعد على الهضم ويحافظ على توازن البكتريا الجيدة في الجسم، كما أن الألبان منزوعة الدسم تحتوي على كمية وفيرة من الكالسيوم والفيتامينات. ـ الكرز: حيث أثبتت الدراسات أنه مصدر طبيعي لمضادات الأكسدة. ـ الفطر (المشروم)، ويعتبر مصدراً جيداً للألياف والسيلينيوم والبوتاسيوم وفيتامين د، كما أنه يقوم بتثبيط الخلايا السرطانية في البنكرياس. ـ البروكلي: مصدر للألياف، وله دور في حماية أنسجة البنكرياس. ـ البطاطا الحلوة: لها دور في تخليص الجسم من السكريات، ما يسهم في حماية البنكرياس. ـ العنب الأحمر: يحتوي على مضادات للأكسدة ويساعد في القضاء على الخلايا السرطانية. ـ الخضراوات تحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تدعم وظائف البنكرياس، مثل الملفوف، والقرنبيط، والبروكلي، و البازلاء، والخردل الجاف، والسلق، والفجل، والفاصولياء. ـ الخضراوات الورقية مثل الجرجير والخس والسبانخ غنية بالألياف التي تسهل عملية الهضم وتخلص الجسم من السموم والمواد الضارة، كما أنها غنية بمادة المرتيلين التي تخفض نسب السكر في الدم. ـ الحبوب الكاملة والخبز الأسمر بالقمح الكامل، والبقوليات تحتوي على كمية وفيرة من الألياف التي تساعد في تخفيض نسب الكوليسترول. وهناك أطعمة ممنوع تناولها لمرضى البنكرياس، لأنها تزيد من شدة الأعراض مثل: ـ الأطعمة والمعجنات المقلية. ـ اللحوم المحتوية على كمية كبيرة من الدهن. ـ الدهون الحيوانية. ـ الحلويات الدسمة. ـ المشروبات الغازية والكحولية. ـ الشيكولاتة عالية الدهون. ـ القهوة والمشروبات المحتوية على كميات كبيرة من الكافيين. ـ الأطعمة الحامضة والحارة والمحتوية على كميات كبيرة من التوابل.
مشاركة :