انتهت ولله الحمد مساعي إيران التخريبية في موسم حج هذا العام بالفشل الذي سيبقى مصيرها بإذن الله إلى أن تقوم الساعة ، فجهود المملكة المميزة بفضل الله في تنظيم كل حج وخدمة الحجيج لا ينكرها إلا جاحد ومكابر ، وبمقارنة بسيطة نجد أن أكبر تجمع في العالم وليس موسميا بل كل اربع سنوات هو كأس العالم لكرة القدم ، والذي تكابد كل دولة عقدين أو أكثر من أجل أن تكون قادرة على تنظيم المونديال مرة كل قرن من الزمن ، وسبق لي قبل عقدين من الزمن وعبر هذه الزاوية طرحت مقارنة بين تنظيم مسيرة مناسك الحج ومونديال كأس العالم لكرة القدم وذكرت حينها الفروق الشاسعة وأنه لا وجه للمقارنة والتي حتما ومن كل الوجوه تصب لصالح تنظيم وخدمة مسيرة الحج ، فالحج الركن الخامس من اركان الاسلام واجب على كل مسلم مقتدر بدنيا وماديا والعمرة وهي شعيرة مقدسة تسمو على غيرها لكن للأسف بعض الإعلام غير منصف وقد نعزو ذلك لسبب مهم وجوهري وهو أن المملكة العربية السعودية تتكفل بكافة ما يترتب من تكاليف مادية ومعنوية وذلك في سبيل تيسير تأدية الحجاج والمعتمرين مناسكهم في يسر وسهولة ثم أن ذلك تكليف رباني تشرفت به المملكة قيادة وحكومة وشعبا. تنظيم الحج وشرف المكان والمقام والزمان ورعاية الحجيج تشرفت بها المملكة وبتنظيمها بجدية مشهود لها بالتوفيق والتميز ، وعطفا على ما ذكرت في مقال سابق هنا بعد أن لاحت في الأفق ولأول مرة سيكونا الحدثان قريبين من بعضهما مكانا وزمان وذلك في عام 2022م حيث فازت دولة قطر الشقيقة باستضافة كأس العالم (22) وذلك عام 2022 م والذي تعد له قطر منذ أكثر من عقد من قيام المونديال والذي سيشكل حدث مهما في منطقة الشرق الأوسط إذا لم تعصف بالمنطقة لا سمح الله أحداث قد تحول من تحقيق حلم الشرق الأوسط بتنظيم كأس العالم.ويلاحظ أن الاعتماد لأي دولة يتم قبل 12 سنة ، تكون السعودية قد استقبلت خلاله قرابة 144حاجا ومعتمر بمعدل 12 مليون سنويا ،فالمتابع لملف الدول التي تتنافس دائما على استضافة كأس العالم يلمح كم من المشاريع والمنجزات تتباهى تلك الدول بها أو بتنفيذها مستقبلا لهذا الحدث ، حيث تعطى كل دولة بعد الترشيح لا يقل عن 12 سنة لتنفيذ مشاريعها المخصصة لهذا الحدث. والذي مهما بلغ رواده لن يصل إلى أي نسبة تذكر مع نسب الحجاج والمعتمرين اللذين تستضيفهم المملكة العربية السعودية كل عام بينما كأس العالم قد لا تستضيفه الدولة إلا مرة واحدة خلال ( قرنين ) من الزمن بحكم أن الفيفا حاليا يضم (208 ) دولة ثم إن استضافة كاس العالم تدر مبالغ خيالية لأي دولة مستضيفة تدخل في خانات عشرات المليارات من العملات العالمية بينما الحج وبفضل الله ثم ما تتبناه الدولة السعودية لايحقق أي من ذلك بالنسبة للدولة التي حرصت. وكما أشرت بعاليه أن تكون خدمات مجانية خدمة لضيوف الرحمن ثم أن من يقدم لمشاهدات أحداث كاس العالم في الغالب من الأثرياء او ذوي الدخل الجيد ومن الشباب وذو البنية الصحية الجيدة ومن المتعلمين بينما أغلب القادمين للحج من ذوي الدخل المحدود بل الكثير ممن هم تحت خط الفقر وكبار السن والمرضى وهذه فوارق مهمة تحدد من خلالها التبعات الكبيرة للدولة المستضيفة ولعل الجهود الجبارة المتنوعة التي تقدمها السعودية سنويا لحجاج بيت الله خير دليل على ذلك ثم أن كأس العالم قسم بين أكثر من دولة منظمة كما حدث في 2002م بين اليابان وكوريا وفي أكثر من مدينة بينما الحج تتشرف بكل فخر السعودية لوحدها بتنظيمه وفي مساحة تحتضن أكثر من ثلاثة مليون حاج من شتى بقاع العالم حيث يكتمل كل عام بتوفيق الله جمع الحجيج المبارك بهذا الزخم الهائل من الخدمات المسخرة للجميع بدءاً من ممثليات خادم الحرمين في الخارج مرورا بميناء الوصول حتى لحظة الوداع ومن خلال هذا الكم المتقن من المرافق التي أولت حسن الأداء والجودة جل عنايتها ومن خلال تلك المنجزات الجبارة والمتلاحقة التي سخرت بسخاء منقطع النظير خدمة لضيوف الرحمن بدءا من توسعة الحرمين الشريفين أضعافا مضاعفة ومرورا بتطوير المشاعر في كل من ( منى وعرفة ومزدلفة ) وإنشاء المجمعات السكنية وأحدث الطرق العالمية وفق أحدث ما توصل إليه العالم من جسور وأنفاق وطرق وقطارات ومد شبكات المياه والكهرباء والهاتف وكل ما من شأنه تسهيل سكن وتنقلات وأداء نسك الحجيج بكل يسر وسهولة وذلك من خلال منظومة متكاملة وحلقات كبيرة متواصلة من المرافق والمنجزات العملاقة وخدمات شمولية متناهية الرقي تجهيزا وأداء وتنسيق حرصت معها حكومة خادم الحرمين الشريفين على أن يظل حسن الأداء وتطوره سمة تتميز بها هذا البلاد وترى السعوديين الأكثر سعادة بهذه الضيافة التي تشرف بها أبناء هذا الوطن حيث أثبتوا للجميع انهم فعلا الأقدر على تجشم الصعاب والتحلي بالصبر والجلد كي تكون المملكة بمقدساتها المطهرة وحدودها المترامية بيتا يجد فيه كل وافد الكرم والرعاية والتحنان متوجا ذلك بعدم استحصال أية رسوم على أي حاج قادم من الخارج او من الداخل وإنما الرسوم التي تفرضها الدولة على الحجاج تتمثل في أن يتقبل الله من الجميع حجهم وأن يكونوا قد تمتعوا بأداء هذا النسك وسط أجواء إيمانية وراحة وطمأنينة ومثل ما ينطبق بحق الحج ينطبق بحق العمرة لذا فلا مجال للمقارنة بين تنظيم الحج والعمرة وكأس العالم. ولعل عدم سعي السعوديين او حتى تفكيرهم في تحويل الحج إلى سلعة للتكسب المادي او البهرجة الإعلامية هو ما جعل الإعلام وبالذات الغربي يتجاهل إعطاء الحج النصيب الأوفر من الإشادة الصادقة المواكبة ومن الظلم المقارنة بين الحج والعمرة وكأس العالم ، وثقتنا بالله اولا وبمعايشة العقلاء وهم كثر ولله الحمد تشفع لنا بأن لا نلقي بالا للمتربصين بنا وسيما إيران التي اعلنت صراحة حربها على شعيرة الحج وتعبد الحجيج.. وهذه لغة ردنا وسنة مشاعرنا نحو اولئك الناعقين ، محتسبين الأجر من العلي القدير ثم إنصاف العقلاء المعايشين .
مشاركة :