< انقضت أربعة أشهر من أطول إجازة في تاريخ التعليم السعودي، بعد احتفاء وتبجيل بدخولها على الطلاب والمعلمين في بدايتها. العودة من الإجازة الصيفية هذا العام سيبدو مليئاً بالأحداث والقصص التي لطالما قوبلت بالاختصارات الشديدة في الأعوام الماضية، وستكون «فاتحة خير» لهذا العام بذكر أحداث الإجازة الأطول في ذاكرة الطالب التي تعتبر الإجازة وإن طالت قصيرة. وعلى رغم طول هذه الفترة إلا أن «البدايات» المتعارف على جمالها ليست كذلك هذه المرة، في تبدد فرحة القطاع التعليمي بعد انقضاء إجازته أمام بداية العام الدراسي الذي أصبح مادة دسمة لسخرية القطاعات الأخرى. إلا أن طول الإجازة لم يكن حصناً منيعاً ضد السخرية و«التنكيت» الذي يطاول المعلمين والطلاب المتمتعين بأطول الإجازات بين بقية القطاعات الأخرى، وكانت بداية المدارس في نهاية الإجازة هي المادة الأولى على صفحة اختتام أنشطة الإجازة الطويلة. ومنذ بداية العد التنازلي لبدء العام الدراسي الجديد ووسائل التواصل والمراسلات تعج بكم هائل من كلمات المواساة الساخرة والصور المركبة والتسجيلات المفبركة على تذكير الشعب بنهاية إجازتهم، التي لطالما كان يعزى إليها العديد من المشكلات الاجتماعية والأحداث التي مرت خلالها، وظهورها على السطح بعبارة «كله من هالإجازة»، التي بدأها الشعب بالترحيب وأنهاها بالسخرية المعتادة! لكن سرعان ما بدأت بعض المطالبات الخجولة بتمديد الإجازة الأطول من دون سبب يذكر، ولكن المطالبات أصبحت عادة معروفة لدى «السعوديين» بعد انقضاء كل إجازة، سواء أكانت طويلة أم قصيرة. في المقابل هناك من نحا منحى مخالفاً للسخرية، بتذكير الطلاب بنعمة «بداية العام الدراسي الجديد»، بأن هناك من هو في الدول المجاورة يمر بأزمات وحروب وقتل وتشريد، وبينما هو يحمل هم بداية العام هناك من يحمل هم دفن شقيقه أو البحث عن مفقود في أسرته أو لاهث خلف شراب أو طعام، وأن عليه اعتبار أن هذه نعمة كبرى يتمناها كثير من الناس.(للمزيد). بينما اعتبرها الذين عانوا من طول فترة الإجازة «عيداً وفرحة»، لثقل كاهل الإجازات على الوالدين من تحمل أعباء الفراغ الممتد، وعدم انشغال الأبناء بما يعود عليهم بالنفع غالباً، وكانت كلمات المواساة والترحم على رحيل الإجازة حاضرة في أكثر «الوسوم» المؤبنة لها. ولأن لكل بداية نهاية، ولكل ماراثون تتويجه، تصافح بداية العام الدراسي الأكف بعد أشهر من الاستمتاع والراحة، والتي كانت مصدر حسد وغبطة من القطاعات الأخرى، التي رأت في بدء العام الجديد انتصاراً لها، وفضلت «تنغيص» نعيم الإجازة الممتدة بالسخرية والتنكيت، التي عُرفت عن الشعب السعودي عادة له في مواجهة الأحداث والقضايا، وجعلها في قالب الضحك والترفيه هرباً من قالبها الجدي.
مشاركة :