العبادي يزور جنوب الموصل مع اقتراب «المعركة الحاسمة»

  • 9/18/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس بلدة القيارة جنوب الموصل بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لإطلاق حملة عسكرية واسعة لاستعادة «عاصمة داعش» في العراق، فيما تصاعد الجدل السياسي في شأن مستقبل المحافظة في ظل مساع لإنشاء محافظة «آمنة» للمسيحيين فيها ودعوات أخرى إلى إنشاء محافظات عدة داخل نينوى. وأعلنت الحكومة العراقية في بيان أمس أن العبادي وصل إلى بلدة القيارة الواقعة جنوب الموصل بعد ثلاثة أسابيع على استعادتها من أيدي «داعش»، علماً أنها تضم معسكراً كبيراً ومن المقرر أن تكون نقطة انطلاق المعركة العسكرية الحاسمة لاستعادة الموصل. وأوضح البيان أن العبادي عقد اجتماعاً مع القادة الأمنيين (بما في ذلك جهاز مكافحة الإرهاب) وتجوّل في الأحياء السكنية للقيارة والتقى عدداً من الأهالي. إلى ذلك، قالت مصادر سياسية كردية لـ «الحياة» إن المحادثات مستمرة بين مسؤولين أميركيين وحكومة إقليم كردستان وممثلين عن المكوّن المسيحي حول مستقبل منطقة سهل نينوى بعد التخلص من «داعش»، مشيرة إلى أن المسؤولين الأكراد لا يمانعون في إقامة منطقة آمنة للمسيحيين تابعة إدارياً للإقليم. وقال سكرتير «الحركة الديموقراطية الآشورية»، يونادم كنا، في تصريح إلى «الحياة»، إن «على أهالي هذه المنطقة أن يحددوا مصيرهم في محافظتهم، ولكن كثيرين من المسيحيين يرون بأن يكون الحل مع إقليم كردستان». وتؤكد مصادر مطلعة أن حكومة حيدر العبادي وأطرافاً سياسية شيعية ترفض في شكل قاطع أن تكون المنطقة الجديدة تابعة لإقليم كردستان وتفضّل بقاء الوضع الإداري لمحافظة نينوى على ما كان عليه قبل حزيران (يونيو) ٢٠١٤، تاريخ سقوطها في أيدي «داعش». وعقد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بريت ماكغورك لقاءات مع مسؤولين في أحزاب عدة تمثّل المسيحيين، وأجمع كثيرون منهم على ضرورة تشكيل محافظة لهم في سهل نينوى وأن تكون تابعة لإقليم كردستان، بحسب ما أوردت وسائل إعلام كردية. ويتوزع غالبية المسيحيين العراقيين الذين نزحوا من شمال العراق ووسطه على محافظات إقليم كردستان. من جهتها، اتهمت النائب عن «ائتلاف دولة القانون» فردوس العوادي الولايات المتحدة بالعمل على تقسيم العراق من خلال محاولة إنشاء منطقة آمنة للأقليات في سهل نينوى، وقالت لـ «الحياة» إن «إعلان أعضاء جمهوريين وديموقراطيين في الكونغرس الأميركي نيتهم طرح قرار يدعو إلى إقامة محافظة في منطقة سهل نينوى تحت شعار حماية الأقليات هو إيذان ببدء تطبيق مشروع جو بايدن سيء الصيت لتقسيم العراق». وأشارت إلى أن «القرار الذي ينوي هؤلاء الأعضاء إصداره يتضمن فقرة خطيرة وهي إعطاء الحق لمن يسكن المنطقة بتقرير مصيرها»، واعتبرت أن «هذا الأمر يُراد منه تشجيع بقية الطوائف العراقية على الاستقلال بكانتونات مذهبية وقومية، لإزالة العراق من الخريطة تماماً». وحذّرت العوادي «القوى السياسية العراقية من السماح لأميركا بتنفيذ هذا المشروع»، داعية إلى «الوقوف بقوة بوجه هذه المخططات التي تحاول إسقاط العراق في أتون حرب طائفية قومية». إلى ذلك، أكد قائد «الحشد الوطني» في نينوى اثيل النجيفي حاجة المحافظة إلى منظومة أمنية محلية جديدة يشترك فيها أبناء نينوى من جميع مناطقهم ومكوناتهم وتخضع لتدريب من التحالف الدولي. وكتب النجيفي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أن «مشروع إقليم نينوى يهدف إلى إعطاء فرصة لمكونات المحافظة التي تشعر بقلق على مستقبلها لكي تدير مناطقها بنفسها بطريقة الإدارة اللامركزية، مع إبقاء رابط بين المناطق المتجاورة يضمن لها التنسيق الاقتصادي والأمني المشترك». ولفت إلى أن «إنشاء كيانات من دون إقليم يعني ضعف الروابط الداخلية بين أبناء المنطقة الواحدة وتكون شبيهة بوضع تلعفر مع المناطق المحيطة بها قبل 2014»، مشيراً إلى أن «إنشاء إقليم من دون محافظات داخلية تحفظ خصوصياتها وتحميها سيعني تركيز الصلاحيات بيد جهة واحدة وهذا أمر تخشاه المكونات أكثر من الوضع الحالي». وأكد أنه يسعى إلى تشكيل حرس وطني لإقليم نينوى يضم جميع مكونات نينوى وبتدريب وتأهيل التحالف الدولي، وسيكون بإمكان إقليم نينوى بعد تشكيله إصدار التشريع الداخلي المناسب لهذه القوة وكيفية توزيعها وضمان مشاركة الجميع فيها.

مشاركة :