موسكو تقول ان الوضع في سورية «يسوء».. وتحمل واشنطن اي انهيار للهدنة

  • 9/18/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت) أن الوضع في سورية يسوء، وأن الفصائل المقاتلة نفذت أكثر من 50 هجوما على القوات الحكومية السورية وعلى المدنيين خلال 24 ساعة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تنفذ التزاماتها بموجب اتفاق الهدنة وستتحمل مسؤولية اي انهيار لوقف اطلاق النار الهش. وقال الجنرال فلاديمير سافتشنكو إن «الوضع في سورية يسوء (...) خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية ارتفع عدد الهجمات في شكل كبير، مع تنفيذ 55 هجوماً على المواقع الحكومية والمدنيين»، مشيراً إلى أن «12 مدنياً قتلوا في الهجمات بينهم طفلان ومتطوع في الهلال الاحمر السوري». واوضح سافتشنكو أن «الفصائل المقاتلة تستغل وقف إطلاق النار لاعادة تجميع صفوفها وتخطط لشن هجوم، ومن المحتمل ان تشهد مناطق حساسة مثل حلب ودمشق وطرطوس واللاذقية اعمالاً إرهابية».وأضاف سافتشنكو الذي يترأس المركز الروسي لمراقبة وقف اطلاق النار في سورية، ان «واشنطن تجنبت محادثات مقررة عبر الهاتف». ونقلت وكالات أنباء روسية عن المسؤول في وزارة الدفاع الروسية اللفتنانت جنرال فيكتور بوزنيخير قوله اليوم إن وقف إطلاق النار المعلن في سورية شهد 199 خرقاً منذ بدء سريانه قبل خمسة أيام. وأضاف أن «الولايات المتحدة وما يسمى بجماعات المعارضة المعتدلة تحت سيطرتها لم يفوا بأي من التزاماتهم بموجب اتفاقات جنيف». وتابع أنه «إذا لم تتخذ واشنطن الخطوات المطلوبة للوفاء بالتزاماتها، فستقع على عاتقها مسؤولية أي انهيار لوقف إطلاق النار في سورية بالكامل». وأكد بوزنيخير ان «هناك هجمات مستمرة»، موضحاً أن «عدم التزام الجماعات المسلحة غير الشرعية وقف اطلاق النار وعدم وجود حواجز في الجزء الشرقي من طريق الكاستيلو الذي يسيطر عليه المسلحون، لا يسمح لنا بضمان توزيع آمن للمساعدات الانسانية في حلب». وقال ان «روسيا تبذل كل جهد ممكن لتمنع القوات الحكومية من الرد على النار (..)، واذا لم يتخذ الجانب الاميركي الاجراءات اللازمة لتنفيذ التزاماته (..) فان الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية انهيار وقف اطلاق النار». وصرح بوزنيخير بأن «الولايات المتحدة وما يسمى الجماعات المعتدلة التي تسيطر عليها لم تف بالتزام واحد تعهدته في اطار اتفاق جنيف». وأكد أنه «من دون الفصل بين المعارضة والمتطرفين، فان ايدي القوات الحكومية مقيدة»، مشيرا إلى أن «رسائلنا المتكررة للجانب الاميركي لم تلق استجابة». وتابع أنه «لا شك في ان الولايات المتحدة قادرة على التأثير على المعارضة المعتدلة التي تسيطر عليها، ومستعدة لمواصلة ضمان اتفاقات جنيف». من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إنه يتطلّع إلى التزام الولايات المتحدة تعهداتها في شأن سورية، مشيراً إلى أنه يعتقد أن الهدنة هدف مشترك لموسكو وواشنطن. وأكد بوتين احترام موسكو التزاماتها بموجب الاتفاق الأميركي - الروسي حول سورية، وأن الجيش السوري «ملتزم تماماً» الهدنة، لكنه اتهم الفصائل المقاتلة باستغلالها «لإعادة تجميع» صفوفها. وأوضح بوتين في تصريح نقلته «وكالة أنباء إنترفاكس»: «نشهد محاولات بين الإرهابيين لإعادة تجميع صفوفهم، أما بالنسبة إلى روسيا فهي تفي بكل التزاماتها»، مضيفاً أن موسكو أبرمت الاتفاقات الضرورية مع القوات الحكومية السورية. وذكر أنه متفائل حيال الاتفاق الذي أُبرم مع واشنطن التي دعاها إلى المزيد من الشفافية. وأضاف الرئيس الروسي: «شعورنا إيجابي أكثر منه سلبي في شأن وقف اطلاق النار. أرغب في أن نكون صريحين مع بعضنا، لا أفهم صراحة لماذا علينا أن نخفي أي اتفاقات». وعلّق بوتين أيضاً الذي كان يتحدث في بشكك، عاصمة قرغيزستان، للصحافيين على انتخابات الرئاسة الأميركية التي تجرى في تشرين الثاني (نوفمبر)، قائلاً إن موسكو ستدعم أي شخص «صديق لنا» في أي دولة. من جهتها قالت الحكومة السورية اليوم إنها «تفعل كل ما هو ضروري» لإيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجونها في كل أنحاء البلاد، وذلك رداً على تعليقات من مسؤولين كبار في الأمم المتحدة قالوا إن دمشق تعوق دخول المساعدات. وقال البيان إن الحكومة السورية «تؤكد في هذا المجال أنها قامت بكل المطلوب منها لتسهيل وصول قافلة المساعدات الإنسانية إلى شرق حلب، وهي لم تتلق أي ضمانات تتعلق بأمن القوافل، إذ ما زال المسلحون يطلقون النار على الطريق الذي ستسير عليه هذه القوافل». وتنتظر قافلتا مساعدات على الحدود التركية للدخول والتوجه إلى حلب منذ أيام. وقالت الأمم المتحدة إن الطرفين في الحرب هما المسؤولان عن تأخر وصول المساعدات إلى حلب إذ لم ينسحبا من طريق الكاستيلو المؤدي للمدينة. لكن مسؤولين كبار في الأمم المتحدة اتهموا الحكومة بعدم تقديم خطابات ضمان تسمح للقوافل بالوصول للمناطق المحاصرة في سورية. ونفى مقاتلو المعارضة إطلاق النار على طريق الكاستيلو وقالوا إنهم سينسحبون منه بمجرد رؤية الجيش السوري ينسحب بدوره وهو ما يقولون إنه لم يحدث بعد. ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف الجوي والاشتباكات تجددا في شكل محدود على جبهات عدة في سورية، فيما لم يعلن رسمياً حتى الآن تمديد الهدنة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «تجدد القصف والاشتباكات في شكل محدود على جبهات عدة في سورية، أبرزها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي»، مشيراً إلى أنه «حتى اللحظة، تعد مدينة حلب الجبهة الأكثر هدوءاً». وأوضح المرصد أن الاشتباكات تجددت ليلاً، بعدما كانت تراجعت حدتها خلال الأيام الأربعة الأولى من الهدنة، باستثناء بعض النيران المتقطعة، في الغوطة الشرقية قرب دمشق، بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام «في محاولة من الأخيرة للتقدم في المنطقة». وفي وسط البلاد، قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة تيرمعلة في ريف حمص الشمالي، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المعارضة. وتسيطر فصائل مقاتلة وإسلامية على مناطق واسعة في ريف حمص الشمالي. وفي غرب البلاد، ذكر المرصد أن القصف الجوي تجدد على محور جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، والذي شهد هدوءاً باستثناء بعض الخروقات خلال أربعة أيام من الهدنة.

مشاركة :