تصويت في مجلس الأمن حول سوريا ورفض اميركي لتمديد مهلة تدمير الترسانة الكيميائية

  • 2/22/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يصوت اعضاء مجلس الامن الدولي السبت على مشروع قرار حول الوضع الانساني في سوريا من دون ان يتضح بعد ما اذا كانت موسكو ستستخدم حق النقض ضده، في وقت رفضت واشنطن طلبا من دمشق بتمديد مهلة التخلص من ترسانتها الكيميائية. على الارض، تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية، وشهدت خلال الساعات الماضية تصعيدا على جبهة دمشق. وذكر دبلوماسيون ان مجلس الامن سيصوت اليوم على مشروع قرار قدمته استراليا ولوكسمبورغ والاردن ويحظى بدعم الغرب، يطالب بتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى كل المناطق السورية التي تعاني من تبعات نزاع مدمر اوقع اكثر من 140 الف قتيل في ثلاث سنوات تقريبا وشرد اكثر من تسعة ملايين داخل البلاد وخارجها. وكان يفترض ان يتم التصويت الجمعة، الا ان السفير الروسي طلب مهلة اضافية للتشاور مع حكومته. وقد استخدمت موسكو والصين، حليفتا النظام، ثلاث مرات حق النقض (فيتو) على ثلاثة مشاريع قرارات سابقة في مجلس الامن تضمنت تحذيرات او هدفت الى الضغط على النظام من اجل وضع حد للنزاع الدامي. ويدعو النص المطروح حاليا "كل الاطراف الى رفع فوري للحصار المفروض على المناطق المأهولة" وبينها حمص (وسط) ومخيم اليرموك في جنوب دمشق والغوطة في ريف العاصمة. كما يدعو الى "وقف فوري لكل الاعتداءات على المدنيين، بما فيها القصف الجوي، ولا سيما استخدام البراميل المتفجرة" التي تلقيها مروحيات الجيش النظامي في مناطق عدة، ابرزها حلب (شمال). ويطالب "جميع الاطراف وخصوصا السلطات السورية بالسماح من دون تأخير، بممر انساني سريع وآمن ومن دون عوائق، لوكالات الامم المتحدة وشركائها، بما في ذلك عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود". وكان مشروع القرار الاساسي يهدد بفرض عقوبات اذا لم يتم التجاوب مع القرار، الا ان موسكو رفضت تلك الصيغة، ووزعت مشروع قرار آخر لا ياتي على ذكر العقوبات، ويركز على وجوب "مكافحة الارهاب" في سوريا. وبعد مفاوضات مكثفة بين اعضاء مجلس الامن، تم التوصل الى صيغة اخيرة تشجب بشدة الاعمال الارهابية، ولا تنص على عقوبات، الا انها تشير الى نية المجلس "اتخاذ خطوات اضافية" في حال عدم التجاوب. في لاهاي، رفض ممثل الولايات المتحدة في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تمديد المهلة المحددة لدمشق للتخلص من ترسانتها الكيميائية لمدة مئة يوم. وكانت السلطات السورية ابلغت المنظمة اخيرا انها ستنتهي من اجلاء 1200 طن من العناصر الكيميائية المصنفة من الفئتين الاولى والثانية بحلول نهاية ايار/مايو، وهو امر كان يفترض انجازه بموجب الخطة الاساسية التي اقرتها المنظمة ووافقت عليها دمشق، قبل ذلك باكثر من ثلاثة اشهر. وظهر خلال الاجتماع الذي عقده المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الجمعة، ميل لدى الصين وروسيا وايران بقبول الطلب السوري، بينما اصرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على ضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة. وقال المندوب الاميركي روبرت ميكولاك "على سوريا اعادة النظر في جدول المئة يوم و(...) تسريع عملية التدمير". واضاف ان دمشق "تواصل استخدام طاقتها من اجل ايجاد اعذار، لا من اجل الانتقال الى تطبيق" الاتفاق القاضي بتدمير كل الترسانة بحلول يونيو 2014. وذكر المندوب البريطاني فيليب هال بان الحكومة السورية "لم تنجز تقدما ملموسا". ولم يتم منذ بدء تنفيذ الخطة في تشرين الاول/اكتوبر الا نقل 11 في المئة من العناصر الكيميائية الى خارج سوريا تمهيدا لتدميرها على متن سفينة اميركية في عرض البحر، بحسب ما تنص عليه الخطة. وسيجتمع المجلس التنفيذي للمنظمة مجددا الثلاثاء لمواصلة البحث في المسالة السورية. واقرت خطة التخلص من الاسلحة الكيميائية السورية المقدرة بنحو 700 طن بناء على اتفاق روسي-اميركي توج بقرار من مجلس الامن. وجاء بعد هجوم بالاسلحة الكيميائية على ريف دمشق في آب/اغسطس قتل فيه المئات وتتهم المعارضة وواشنطن القوات النظامية السورية بتنفيذه. وجنب الاتفاق دمشق ضربة عسكرية كانت تهدد بها الولايات المتحدة. ويعزو النظام السوري تأخره في الالتزام بالمهل المحددة الى امرين هما الاوضاع الامنية وعدم امتلاكه المعدات اللازمة للعملية. ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات عنيفة السبت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي جوبر في شمال شرق دمشق. ويشهد حي جوبر تصعيدا عسكريا منذ التاسع من الشهر الحالي عندما قتل ما لا يقل عن 32 عنصراً من القوات النظامية في عملية تفجير ضخمة نفذتها، بحسب المرصد، "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"ألوية الحبيب المصطفى". وقال المرصد ان سبعة مقاتلين قتلوا الجمعة نتيجة قصف بالطيران الحربي وبقذائف الهاون. في ريف العاصمة، نفذ الطيران الحربي السبت خمس غارات جوية على مناطق في مدينة يبرود ومحيطها في منطقة القلمون التي تشهد معارك ضارية في محاولة من القوات النظامية لاستكمال السيطرة عليها. وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية كونها صلة وصل بين محافظتي ريف دمشق وحمص في وسط البلاد. في شمال شرق البلاد، سيطر مقاتلون اكراد فجر السبت على بلدة تل براك الاستراتيجية بين مدينتي الحسكة والقامشلي بعد معارك عنيفة مع "الدولة الاسلامية في العراق والشام" استمرت ساعات، بحسب ما ذكر المرصد السوري.

مشاركة :