علي معالي، معتصم عبدالله (دبي) لم يوحِ الاستقرار شبه المستمر للمهاجم محمد مال الله مع الخليج على مدار تسعة مواسم على التوالي في الفترة ما بين 2001 إلى 2009 في دورينا، بأن يصبح اللاعب صاحب الـ32 عاماً حالياً الأكثر تنقلاً بين الأندية في منافسة الدوري، والتي وصل عددها إلى 7 فرق، بعد مشاركته الأخيرة مع فريقه الجديد حتا في الجولة الأولى، والتي افتتحت مباريات دوري الخليج العربي 2016- 2017. ومنحت المواجهة «التاريخية» لحتا أمام ضيفه الوحدة 1-1 مساء الجمعة الماضي كونها الأولى لـ«الإعصار» في عصر المحترفين، الفرصة أمام مال الله لانتزاع لقب «رحالة دورينا» من محمد عمر مهاجم الوصل السابق، والذي أنهى مشواره في الملاعب المحلية، بعد أن تنقل بين صفوف ستة أندية بداية بالوصل، والعين، والجزيرة، والظفرة، النصر، وعجمان. وجاء انتقال مال الله إلى صفوف «الإعصار» قبل انطلاقة الموسم الحالي، قادماً من ناديه السابق الإمارات، ليكمل عقد الأندية السبعة، والتي تنقل خلالها ما بين الخليج 2001- 2009، والنصر 2009- 2010، واتحاد كلباء 2010- 2011 و2012- 2013، والعين 2011- 2012، والشعب 2013- 2014، والإمارات 2014- 2016، وحتا حالياً في موسم 2016- 2017، وسجل مال الله خلال مشواره المستمر على مدى 15 عاماً 39 هدفاً في الدوري، حيث سجل بقميص كل الأندية التي لعب لها باستثناء العين وحتا حالياً. وتبدو حالة مال الله فريدة حتى على صعيد المقارنة العالمية، حيث يحكي تاريخ كرة القدم عن الكثير من اللاعبين الذين تنقلوا ما بين العديد الأندية ولكن على صعيد دوريات مختلفة، ويبرز في قائمة «اللاعبين الرحالة» مجموعة من النجوم، أمثال لوكا توني المهاجم الإيطالي الدولي الأسبق، ولاعب فرق بايرن ميونيخ ويوفنتوس وروما، والذي تنقل بين 16 فريقاً، والبرازيلي ريفالدو اللاعب الأسبق لأندية برشلونة وميلان وساو باولو، حيث تنقل خلال مسيرته بين 14 فريقاً، بجانب المهاجم الإيطالي كريستيان فييري اللاعب الأسبق لفرق يوفنتوس وميلان والإنتر، والذي تنقل خلال مسيرته بين 13 فريقاً، والمهاجم الفرنسي أنيلكا والذي تنقل خلال مسيرته بين 12 فريقاً. ومنح هبوط الخليج إلى مصافّ أندية دوري الدرجة الأولى بنهاية النسخة الأولى لدوري المحترفين 2008- 2009 الفرصة أمام مال الله للاستمرار في منافسات الكبار بعد انتقاله إلى صفوف النصر في الموسم التالي، ليشارك مع «العميد» في 17 مباراة، سجل خلالها هدفاً وحيداً، قبل الانتقال بنهاية الموسم إلى صفوف اتحاد كلباء، والذي قدم معه مردوداً جيداً ترجمه بتسجيل ستة أهداف مثّلت الحصيلة الأعلى خلال موسم واحد في مشواره مع جميع الأندية. وحظي مال الله بفرصة التتويج بلقب الدوري للمرة الأولى في مشواره مع العين 2011- 2012 بعدما أمضى موسماً وحيداً خاض خلاله 9 مباريات، قبل العودة مجدداً إلى اتحاد كلباء في المشاركة الثانية للنمور في دوري الكبار، قبل أن يرحل بنهاية موسم 2012- 2013، بعد هبوط فريقه إلى «الأولى»، إلى الصاعد نادي الشعب في 2013- 2014، ولاحقاً الإمارات خلال موسمين على التوالي خاض خلالهما 41 مباراة في الدوري وسجل 9 أهداف. مال الله: عاصرت الهواية والاحتراف وولائي الكامل لـ «الإعصار» دبي (الاتحاد) عبر محمد مال الله عن سعادته برحلته التي وصلت حتى الآن إلى 7 أندية، وقال: ذكرياتي جميلة مع كل الأندية، ولكن البداية التي انطلقت من خلالها في بيتي الأول نادي الخليج الذي لعبت له لسنوات طويلة، وهناك الكثير من المدربين الذين تربيت على أيديهم بهذا النادي الذي سجلت خلاله أكبر نسبة أهداف، وعشت بين جدرانه أطول فترة من الطفولة حتى انطلقت إلى عالم أرحب وأوسع. وأضاف: هناك الكثير من المدارس التدريبية التي تعلمتها خلال مشواري لكثرة المدربين الذين تعلمت منهم، وأيضاً الكثير من الزملاء في الملاعب، وعلاقتي بالجميع من مدربين ولاعبين وإداريين جيدة للغاية، فلم أحاول أن أترك خلفي بصمة سلبية، وهناك الكثير من الحلوة والمرة التي عشتها في المستطيل الأخضر. وقال: عاصرت الهواية والاحتراف، وبطبيعة الحال كل مرحلة مختلفة عن الأخرى، وهناك تطور كبير شهدته ملاعبنا في السنوات الأخيرة، في ظل حرص القائمين على الأندية والمسابقات على التطوير عاماً بعد الآخر، ومن دون شك فإن الأجانب أضافوا لنا الكثير من المتعة والفن الكروي، وتعلمنا منهم الكثير، وهذه طبيعة كرة القدم. وقال محمد مال الله: النادي الوحيد الذي لم أسجل له كان فريق العين، وحتى الآن لم أسجل مع حتا، كوننا خضنا مباراة واحدة فقط بدوري الخليج العربي، وأهدافي كثيرة ومتنوعة مع «الإعصار»، ولعل أبرزها أن نحافظ على بقاء الفريق مع الكبار، ولدينا القدرة على ذلك، من خلال مجموعة اللاعبين الحالية، ومع مدربنا وليد عبيد، وفي ظل الوقفة الإيجابية من مجلس إدارة النادي وجماهير حتا التي لعبت دوراً كبيراً، كما أسهمت في صعود الفريق للأضواء، وسيكون لها دورها البارز في استمرار الفريق الحتاوي مع الكبار. وأضاف: نظرية الصاعد من الدرجة الأولى هابط في الموسم التالي من دوري الخليج العربي، نظرية انتهت منذ أكثر من موسم وسوف نرسخها هذا الموسم مع بقية الزملاء بالفريق، في ظل رغبتنا الكبيرة بتقديم موسم يليق بنا جميعاً. وقال: لعبت مع اتحاد كلباء أقصر فترة، فلم أُكمل معه الموسم، وهناك الكثير من الأهداف الجميلة خلال مشواري، ومع كل الأندية عشت مراحل جميلة وطيبة في الوقت نفسه، وولائي الحالي لحتا الذي أبحث فيه مع بقية زملائي عن سبيل رسم البسمة على وجوه جماهيرنا. وعن توقعه لدورينا في النسخة الجديدة، يقول محمد مال الله: دورينا غامض، فمن الصعب تحديد ملامح البطل، وكذلك الأمر بالنسبة للفريق الهابط، ومهما كانت التكهنات، فإن الوضع الحالي ينذر بأن الموسم الجديد سيكون صعباً على الجميع.
مشاركة :