الأيزيدية نادية مراد صبرت وحققت المراد !!

  • 9/19/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاعر مصطفى الغلاييني: اصبر علي سود الليالي وادرع بعزيمة كالطود إن خطب نزل فالصبر مفتاح النجاح ولم نجد صعبا بغير الصبر يبلغه الأمل يقول المثل الفارسي (الصبر شجرة جذورها مرة وثمارها شهية) وهو ينطبق على البطلة الأيزيدية العراقية نادية مراد التي صبرت صبر أيوب على محنة الأسر واﻻغتصاب والإذﻻل والعبودية من كلاب النار تنظيم داعش فقد احتجزها كلاب النار في قريتها كوشو قرب بلدة سنجار في اأغسطس عام 2014 وتحولت إلى سبية حيث تم بيعها عدة مرات وتعرضت للإغتصاب الجماعي حتي تمكنت من الهرب لتكشف للعالم ما تعرضت له الطائفة الإيزيدية من ممارسات وحشية وإبادة جماعية من كلاب النار داعش . بالأمس في مقر هيئة الأمم المتحدة في نيويورك أجريت مراسم تعيين الشابة العراقية نادية مراد (سفيرة للأمم المتحدة من أجل كرامة ضحايا اﻻتجار بالبشر) وقالت الإيزيدية نادية في كلمة لها في الأمم المتحدة أنها أرغمت على ممارسة العبودية الجنسية من قبل كلاب النار تنظيم داعش وأنها ربما كانت محظوظة لأنها استطاعت الهرب ولكن هناك آﻻف من الأيزيديات ﻻزلن أسيرات وسبايا ويتعرضن لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وهي تسعى إلى تسليط الضوء على اﻻنتهاكات التي ترتكب بحق الأيزيديين من أجل اعتبار هذه اﻻنتهاكات حرب إبادة إنسانية يحاسب مرتكبوها أمام محكمة العدل الدولية في ﻻهاي . إن ماحدث للطائفة الأيزيدية في العراق ومازال يحدث للأبرياء من المدنيين في سوريا والعراق من ممارسات وحشية من كلاب النار هي وصمة عار في جبين القوى الكبرى بل العالم أجمع وﻻشك أن هذه الممارسات الوحشية تفضح الدول التي تتشدق ليس فقط بمبادئ حقوق الإنسان بل حتى بجمعيات الرفق بالحيوان وهي اليوم تقف موقف المتفرج مما يحدث من جرائم يندى لها الجبين من التنظيمات الإرهابية سواء داعش أو الحشد الشعبي وغيرها التي تعيث فسادا في المنطقة ومايحدث هو مسرحية مكشوفة من حرب على الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش. روسيا التي تحتل سوريا وتقوم بحرب إبادة ضد الشعب السوري من أجل بقاء الجزار بشار في السلطة تتهم أمريكا أنها قتلت 60 جنديا سوريا في دير الزور وتطلب عقد جلسة طارئة لمناقشة هذا الأمر في مجلس الأمن ونسيت أن هناك نصف مليون شهيد سوري و12 مليون ﻻجئ ومشرد وطبعا ماتعرضت له الطائفة الأيزيدية من انتهاكات وحشية على يد كلاب النار داعش ﻻتستحق أن تعقد لها جلسة طارئة في مجلس الأمن ولكن روسيا تقيم الدنيا وﻻ تقعدها ويغادر مندوبها الجلسة غاضبا من أجل 60 جنديا سوريا من شبيحة الأسد. ﻻشك أن هناك لعبة مكشوفة تقوم بها كل من روسيا وأمريكا في العراق وسوريا فهم يضحكون على ذقون الشعوب في العراق وسوريا باﻻتفاق على هدن لوقف إطلاق النار لمدة ﻻتتجاوز 48 ساعة ثم تعود البراميل المتفجرة والقصف الوحشي ليدمر ماتبقى من المدن السورية وقتل ماتبقى من الشعب السوري فهم من يوفر الغطاء لكلاب النار داعش لممارسة أبشع أنواع الجرائم ولعل آخرها نحر 29 سوريا كالخراف بمناسبة عيد الأضحى المبارك على سمع وبصر المجتمع الدولي الذي تقوده روسيا وأمريكا فهم المسؤولون الحقيقيون عما يجري في المنطقة من حرب إبادة وعبودية جنسية واغتصاب سواء للطائفة الأيزيدية أو غيرها من الطوائف وطبعا بالتنسيق مع الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة وهي إيران واسرائيل. هناك نظام طائفي يحكم العراق وآخر طائفي يحكم سوريا ولعل آخر صور الطائفية البشعة في العراق هي مطالبة 70 نائبا عراقيا من كتلة المواطن التابعة للتحالف الوطني الشيعي بتقديم قانون يمنح أفراد الحشد الشعبي الحصانة ضد أي مساءلة قانونية عن اﻻنتهاكات الوحشية التي يرتكبها أفراد هذا التنظيم الإرهابي من انتهاكات وحشية ضد الطائفة السنية والعمل على تطهير المدن السنية وتغيير التركيبة السكانية فيها تمهيدا لضم العراق لإيران. إن صرخة الأيزيدية نادية مراد يجب أن تصغى لها وتسمعها جيدا الدول الكبرى التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان قبل فوات الأوان ووقوع مجازر أبشع وأفظع في المنطقة وﻻندري حقيقة أين الضمير العالمي من صرخة الشابة نادية مراد حيث أنه يغط في سبات عميق ويستيقظ عندما يتعرض نوع من أنواع الحيوانات للانقراض !! . ختاما نبارك للشابة الأيزيدية حصولها على هذا المنصب الدولي حيث أنها من خلاله تستطيع الدفاع عن حقوق المرأة التي تحولت إلى سبية في العراق وسوريا تباع وتشترى وتسلط الضوء على المجزرة التي ارتكبها كلاب النار بحق الطائفة الأيزيدية والسعي إلى اعتبارها جريمة بحق الإنسانية وإبادة للبشرية بمساعدة المحامية أمل كالوني التي اكتسبت شهرة عالميه بعد زواجها من الممثل جورج كالوني وقد تبنت رسميا قضية الأيزيدية نادية مراد التي نتمنى لها النجاح في جهودها الجبارة فهي تكاد تكون قد حققت المستحيل بعد أن كانت من سبايا كلاب النار داعش هي اليوم سفيرة تمثل الأمم المتحدة ،وهو ﻻشك انتصار يحتاج أيضا إلى صبر ومثابرة وتكملة للمشوار حتى يصحو الضمير العالمي من سباته العميق ويقف إلى جوار حقوق المرأة والإنسان بشكل عام في منطقة تحول البشر فيها إلى قطيع يتم ذبحهم كالخراف علي يد كلاب النار وغيرهم من التنظيمات الإرهابية كحزب الله والحشد الشعبي وكما يقول المثل (ماضاع حق وراءه مطالب) . أحمد بودستور

مشاركة :