مقهى في كازاخستان بإدارة ذوي الاحتياجات الخاصة

  • 9/19/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم أن هذا المقهى الواقع في ألماتي، عاصمة كازاخستان، يبدو ظاهرياً كغيره من مقاهي هذه الجمهورية السوفييتية السابقة، إلا أنه مختلف جداً، إذ يوظف نحو 40 عاملاً جميعهم من المضطربين ذهنياً، على أمل تغيير الصورة السائدة عن هذه الفئة، وجعلها أكثر قدرة على الانخراط في الحياة العملية. ويحظى مقهى تراينيغ كافيه الذي يقدم أطباقاً تقليدية محلية وروسية بدعم مالي من منظمة أوبن سوسايتي غير الحكومية، ومقرها نيويورك. وقد قامت وزيرة الصحة الكازاخية، تمارا دوسينوفا، بزيارة إلى المقهى في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إشارة إلى أن السلطات تولي اهتماماً بالمشروعات المماثلة. وصرحت راسمة تمربايفا، طبيبة نفسية وإحدى مؤسسي المقهى، بأنها تعتزم توسيع هذه التجربة لتشمل مناطق عدة في كازاخستان، وفي الدول المجاورة: قرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. ورغم الجهود المبذولة من جانب السلطات في كازاخستان، لتحسين حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، ما زالت النظرة الاجتماعية إلى هؤلاء سلبية، كما كانت قبل عقود، في زمن الاتحاد السوفييتي السابق. ففي ذلك الزمن، كان المصابون باضطراب ذهني مهما كان بسيطاً، يتم عزلهم، أما المصابون باضطرابات حادة فكانوا يحبسون في مشاف تكاد تشبه السجون بأنظمتها القاسية. إضافة إلى أنه لم يكن بإمكان هؤلاء المرضى العمل أو الدراسة في مدارس عادية. وحتى الآن، لا يزال أكثر من 700 مريض، معظمهم لا يشكلون خطراً على المجتمع، بل هناك من بينهم قادرون على العمل، محبوسون في مشاف خاصة في العاصمة ألماتي، التي يبلغ عدد سكانها مليوناً ونصف المليون نسمة. وتشير الإحصاءات الرسمية في كازاخستان إلى أن 3 % فقط من ذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد يعملون، في حين أن عدد المسجلين على القوائم الرسمية للمصابين باضطرابات ذهنية مزمنة يبلغ 200 ألف، في بلد يبلغ عدد سكانه 17 مليوناً. وكانت كازاخستان صادقت العام الماضي على اتفاقية الأمم المتحدة حول حقوق المعاقين، وأطلقت مبادرات حكومية تدل على تغير إيجابي في التعاطي الرسمي مع هذه المشكلة، منها حملة ترويجية للألعاب البارالمبية (الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة). وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلنت الحكومة أن أكثر من 4400 من ذوي الاحتياجات الخاصة عثروا على عمل في عام 2015.

مشاركة :