نظمت الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالتعاون مع جامعة الدمام المؤتمر الطبي الدولي بعنوان "التحديات في عصر المقاومة للمضادات الحيوية " في فندق الانتركونتننتال بجدة بمشاركة خبراء سعوديين وأجانب، مع البث الحي لفعاليات الندوة إلى الحضور في كل من الرياض والدمام. وهدفت إلى تشجيع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، ورفع مستوى الوعي بين ممارسي الرعاية الصحية الأولية بأهمية التقيد بالمبادئ التوجيهية المعترف بها دوليا في مجال التهابات الجهاز التنفسي المكتسبة في المجتمع، وذلك للحد من حالات فشل العلاج المتعلق بزيادة مستويات المقاومة للمضادات الحيوية. وسلطت الندوة الطبية التعليمية الضوء على مخاطر الإفراط أو سوء استعمال المضادات الحيوية التي أصبحت تثير قلقاً صحياً عالمياً وتهدد بخطر العودة الى عصر ما قبل المضادات الحيوية، وطرحت على طاولة النقاش آخر المستجدات العلمية في هذا المجال بطرح استراتيجيات العلاج الأمثل لالتهابات الجهاز التنفسي المكتسبة في المجتمع لما يقرب من 600 من أطباء الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء المملكة مع اعتماد لساعات التعليم الطبي المستمر. وضمت قائمة المتحدثين الأستاذ الدكتور عاطف شبل من المملكة العربية السعودية وقدم ورقة عمل بعنوان " الالتهابات البكتيرية والمقاومة للمضادات الحيوية - مصدر قلق للصحة العامة في المملكة العربية السعودية " تناول فيها آلية المقاومة للمضادات الحيوية، وكيفية تطويرها في مختلف فئات المضادات الحيوية بالتركيز على الآثار الاجتماعية وتأثير الهجرة والسياحة من منظور الحج. كما استعرض الدكتور سرهات أونال من تركيا مستويات وأنماط المقاومة للمضادات الحيوية عالميا وإقليميا ومحليا، مع التركيز على المسببات الكبرى للالتهابات البكتيرية بالجهاز التنفسي من خلال دراسة مسحية لمستويات المقاومة للمضادات الحيوية. كما ضمت قائمة المتحدثين الدكتور أنتوني توريس من إسبانيا الذي قدم محاضرة بعنوان " استراتيجيات العلاج لالتهابات الجهاز التنفسي السفلي مع مراجعة للمبادئ التوجيهية المعترف بها دوليا - وتأثير ذلك على نتائج العلاج". وطرح الدكتور علي البراك من المملكة العربية السعودية ورقة عمل تحت عنوان "خيارات العلاج الأمثل لالتهابات الجهاز التنفسي المكتسبة في المجتمع - في ممارسة الحياة الواقعية وسد الفجوة: كيفية الاستخدام الأمثل لكل فئة من المضادات الحيوية في الممارسة". وقال رئيس اللجنة المنظمة الدكتور سعود الحسن إن هذه الندوة تطرح موضوعا غاية في الأهمية وبات يواجه الأطباء والرعاية الصحية الأولية، لتصبح الأدوية غير فعالة بالشكل المطلوب، ما يسمح للجراثيم بنقل مقاومتها إلى جراثيم أخرى وتهديد صحة الإنسان . وأضاف الدكتور الحسن أن المضادات الحيوية تعمل على قتل الجراثيم ومنها البكتيريا، وتمنع تكاثرها وبالتالي تقوم بإنقاذ حياة الانسان، غير أن تطور ومقاومة بعض هذه الجراثيم باتا يعرقلان أسس العلاج لعدد من الأمراض التي قطع فيها الطب شوطا طويلا بتاريخ حافل من الأبحاث العلمية والمخبرية. ولفت رئيس اللجنة المنظمة إلى أن موضوع مقاومة المضادات الحيوية في حاجة إلى جهد توعوي وتثقيفي، مؤكدا أن هناك فئة من المرضى يستخدمون المضادات الحيوية بشكل عشوائي ومتكرر دون اللجوء إلى الطبيب، ويضعون حدا للعلاج بمجرد الشعور بتحسن، مضيفا أن هذه الأسباب تجعل التحكم في بعض الأمراض أمراً صعباً، ما يستوجب استخدام أدوية أقوى وزيادة مدة العلاج وبالتالي ارتفاع كلفة الرعاية الصحية. وطالب الدكتور سعود الحسن بضرورة الالتزام بسياسات صحية واضحة تحفظ أدوية المضادات الحيوية للأجيال المقبلة، باتباع خطوات وقائية للحد من مقاومتها لإبعادها عن خطر تحولها إلى أدوية غير فعالة، خصوصاً أن الأدوية البديلة غير متوافرة حتى الان، بجانب تكثيف الجهود لإشاعة ثقافة مجتمعية بشأن كيفية استعمال المضادات الحيوية في الوقت المناسب وبالكمية المناسبة وللمرض الذي تعمل عليه فقط..
مشاركة :