شهدت العاصمة الألمانية برلين أمس، وهي في الوقت ذاته أحدى الولايات الـ16 في البلاد، انتخاب برلمان محلي جديد لاختيار 130 نائباً بين 927 مرشحاً ينتمون إلى 21 حزباً. ورجحت استطلاعات عدة للرأي احتفاظ الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يقوده رئيس الحكومة المحلية وعمدة برلين ميشائل مولر بموقعه كأكبر الأحزاب في الولاية، بنيله نحو 24 في المئة من أصوات الناخبين الذين يصل عددهم إلى 2,5 مليون. ورغم مشاركة حزب المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، الحزب المسيحي الديموقراطي، في حكومة الاشتراكي موللر، واضح أن حظوظه منعدمة في كسب المرتبة الأولى. وهو سيكون سعيداً إذا حل في المرتبة الثانية ولم يتقدم عليه حزب الخضر هذه المرة، ما سيشكل له ضربة جديدة بعد الضربات التي تلقاها في ولايات أخرى أخيراً، خصوصاً في انتخابات ولاية مكلنبورغ- فوربومرن قبل أسبوعين، حين تقدم عليه حزب «البديل من أجل ألمانيا» المعادي للأجانب. وشهدت الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية دعوات من أجل التصدي للشعبويين في المدينة التي يشكل المهاجرون 13,5 في المئة من سكانها، وتفاخر بتعدديتها الثقافية بفضل الجاليتين التركية والروسية الكبيرتين فيها. وشبه رئيس البلدية مولر الذي نشرت صورة له مع امرأة محجبة على لافتات، طفرة «حزب البديل لألمانيا» بصعود النازيين، ودعا الناخبين إلى «تفادي أن يعيد التاريخ نفسه». وبعدما أدلى بصوته قال الشرطي توبياس لودلاي إن «حزب الشعبويين ذئب في ثوب حمل. يجتذب أناساً لا يصوتون عادة للاحتجاج»، مشيداً بمدينته «النموذج المضيء للتعددية الثقافية». أما المنافس الأساسي لرئيس البلدية مولر المحافظ فرانك هنكل ووزير داخلية مقاطعة برلين، فندد بالحزب الذي «يقبل عنصريين في قيادته». ودعت فرقة التيكنو الشهيرة «بيرغاين» التي ساهمت في جعل برلين مدينة جذابة في أوروبا، إلى وقف الاختراق الشعبوي لصناديق الاقتراع. وأقرّت مركل بأن الطبقة السياسية تجد صعوبة في التصدي لتحدي الشعبويين، علماً أنها تعتبر الهدف المفضل للشعوبيين في حملاتهم. وعلى هامش لقاء لحزب الاتحاد المسيحي الأربعاء هتف أنصار اليمين المتطرف مطالبين مركل بالرحيل وسط الصفير. وتوقع استطلاع أخير للرأي منافسة شديدة على الناخبين بين الحزب المسيحي وحزب الخضر، بسبب حصول كل منهما على 18 في المئة من الأصوات. ويتوقع نيل حزب اليسار 14,5 في المئة من الأصوات وحزب البديل (14 في المئة). وسيستطيع الحزب الليبرالي القفز تخطي معدل الخمسة في المئة التي تؤهله لدخول البرلمان، فيما سيفقد حزب القراصنة تواجده فيه. ويُظهر موللر عدم رغبته في تجديد التحالف مع الحزب المسيحي لحساب حزب الخضر، بمفرده إذا أمن الأكثرية النيابية أو مع حزب اليسار أيضاً لضمان الأكثرية. لكن المشرفين على الاستطلاعات نبهوا إلى أن نحو 30 في المئة من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد، أو غير متأكدين من إدلائهم بأصواتهم، ما يترك مجالاً واسعاً للمفاجآت.
مشاركة :