بروكسل: عبد الله مصطفى أفاد محللون متابعون للشأن الأوكراني، أمس، بأن الأوروبيين حريصون على إبقاء دورهم محصورا في الوساطة بين نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي قرر البرلمان عزله، والمعارضة. وذكر مدرس التاريخ في جامعة لوفان البلجيكية ديسبالد خودرايز، أن أوروبا أرادت أن تظهر خلال فترة الصراع بين السلطة والمعارضة في أوكرانيا على أنها تلعب دور الوسيط فقط. وأبدى خودرايز تحفظا على الاندفاع الأوروبي تجاه تأييد المعارضة، وقال: «الكل يعلم أن هناك أسبابا أخرى تقف وراء التحرك الأوروبي للتعامل مع هذا الملف، أبرزها الاهتمام بالديمقراطية والحريات الأساسية». وأضاف: «لو كانت أوروبا تريد مساعدة أوكرانيا فعليا، لاستطاعت أن تفعل ذلك في وقت الثورة البرتقالية» في 2004. في إشارة إلى المظاهرات الحاشدة التي تسببت في إلغاء فوز يانوكوفيتش في انتخابات «مزيفة» عام 2004. وحذر خودرايز في تصريحاته لوسائل إعلام بلجيكية أمس، رئيس الوزراء البلجيكي الأسبق غي فيرهوفستاد ومسؤولين أخرى توجهوا في الآونة الأخيرة إلى كييف، من إظهار التأييد للمعارضة. وأشار المؤرخ البلجيكي إلى الدور البولندي في الوساطة الأوروبية في الأزمة الأوكرانية، ملمحا إلى «ضرورة عدم نسيان المنافسة الشديدة بين روسيا وبولندا حول ملف أوكرانيا» و«لا يخفى على البعض أن وارسو لها مصالح واهتمامات أخرى في أوكرانيا تختلف عما يظهره الأوروبيون الآخرون». وكان فيرهوفستاد قال خلال كلمة له في ساحة الاستقلال بكييف مساء أول من أمس، إن هدف الاتحاد الأوروبي الوحيد في أوكرانيا هو الوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني وأهدافه وتطلعاته، مضيفا أن إعلان الاتحاد الأوروبي عن عقوبات ضد شخصيات أوكرانية متورطة في العنف ليس إلا الخطوة الأولى. وتابع: «لدينا حزمة مساعدة أوروبية سواء بالنسبة للمساعدة الاقتصادية أو تحرير تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي بالنسبة للأوكرانيين». وتعهد باستمرار سفر وفود أوروبية إلى أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة يمثلون المؤسسات والأحزاب الأوروبية. وفي المقابل، شدد محللون آخرون على أن أوكرانيا انتقلت إلى صفحة جديدة بعد مغادرة الرئيس يانوكوفيتش للقصر الرئاسي وبدء البرلمان إجراءات عزله أمس. وقال علي أوحيدة، وهو محلل عربي مقيم في بروكسل ومتابع للشأن الأوكراني، إن الأمور تغيرت بشكل كبير في أوكرانيا ومستقبل البلاد سيتوقف على مدى قدرة المعارضة على تنظيم الصفوف وتقديم بديل سريع يخلف الرئيس يانوكوفيتش. وتابع أن الأمر يتوقف أيضا على مدى قدرة الغرب على تقديم الوسائل الضرورية اللازمة لقيادة جديدة في البلاد، خاصة أن الغرب يريد أن تسير الأمور بشكل مؤسساتي ووفقا لرغبة المعارضة.
مشاركة :