بوتن يستغل لحظة ضعف أميركية لاسترداد كرامته

  • 9/19/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت صحيفة واشنطن بوست: إن الموجة الأخيرة من رسائل البريد الإلكتروني المحرجة وتسجيلات أخرى سرقها قراصنة روس، ما هي إلا رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على ما يعتبره جهود أميركية استمرت لسنوات لإضعافه وإحراجه على الساحة العالمية، وفقا لخبراء في الشأن الروسي وآخرين. وأجرت الصحيفة لقاءات مع عدد من خبراء الشأن الروسي في واشنطن ومسؤولي استخبارات أميركيين، كلهم أجمعوا على أن بوتن يسعى للانتقام ونيل الاحترام، ومحاولة تعزيز المكانة المفقودة لروسيا كدولة عظمى، في وقت تعاني فيه البلد من ضعف نفوذها الاقتصادي وقدوم موسم انتخابي جديد. فيونيا هيل ضابطة استخبارات أميركية سابقة وزميلة في معهد بروكنجز للأبحاث، تعتقد أن بوتن يرغب بإرسال رسالة أن الروس يمتلكون التقنيات اللازمة للقرصنة كما أميركا. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر بدء بتسريبات لرسائل مسؤولين أميركيين كبار، وتبع ذلك تسريب رسائل اللجنة الوطنية الديمقراطية قبل المؤتمر العام، وأخيرا تسريب وثائق طبية خاصة بفريق الأولمبياد الأميركي، كنوع من الانتقام ردا على طرد رياضيين روس اتهموا بتعاطي منشطات. ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم: إن لعبة القرصنة الروسية ضد أميركا هي لعبة تكتيكية تعتمد على الظروف والتوقيت، على عكس الصين التي تنتهج نهجا استراتيجيا بعيد المدى فيما يتعلق بسرقة أسرار أميركية. وأضافت أن روسيا اعتاد أن تبقى نشاطها في مجال القرصنة سرا لسنوات، لكنها الآن اختارت هذه اللحظة المقلقة في الساحة السياسية الأميركية أن تجعل من أعمالها أمرا علنيا وعاما. يشير دبلوماسي أميركي رفيع المستوى في موسكو، إلى أن بوتن الذي يعتبر أميركا أكبر خصومه، يرى في الانتخابات الأميركية نقطة ضعف يمكن استغلالها. على الجانب الآخر يرى ألكسندر بونوف الدبلوماسي الروسي السابق، أن الرد السياسي الأميركي أضر جدا بالديمقراطية في جميع أنحاء العالم، مضيفا أن «الأميركيين يكررون ما يفعله بوتن، فهم يعزون كل مشكلة ممكنة إلى دول خارجية تريد التدخل في شؤونها الداخلية، لا يمكنك تخيل مدى الضرر الذي يحدثه هذا الأمر.. إن الصورة التي نراها الآن هو أن السياسية الأميركية اصطبغت بصبغة البوتنية». وأوضحت واشنطن بوست، أن حيل بوتن آتت أكلها وأجبرت العالم على الانتباه له مرة أخرى، ورسمت حوله هالة كزعيم دولة عظمى، فعلى سبيل المثال خصصت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ثلاث مقالات في صفحتها الأولى للحديث عن روسيا ودورها في سوريا، وهجمتها الإلكتروينة الأخيرة، وحملاتها السرية في أوروبا لاكتساب نفوذ. وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الأميركية كثفت من مراقبتها لما تراه حملة تأثير روسية سرية واسعة النطاق، قد تشمل التدخل في الانتخابات الرئاسية. ويؤكد مسؤولو استخبارات أميركيين أن روسيا تستعمل نفس الأسلوب الذي اعتمدته في أوروبا في محاولة لزعزعة ثقة الناس في حكوماتهم، وإضعاف التأييد لحلف الناتو، وحث الناخبين عن التصويت للمرشحين الممالئين لبوتن وأهدافه.;

مشاركة :