تأجل إخراج مسلحي ومدنيي حي الوعر بمدينة حمص وسط سوريا إلى يوم غد الثلاثاء، فيما هدد الائتلاف السوري المعارض وفصائل الجيش الحر بوقف العمل بالهدنة الحالية في حال إقدام النظام على ترحيل أي شخص من حي الوعر المحاصر أو أي منطقة محاصرة أخرى. وقال مصدر أمني سوري لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن تأجيل الاتفاق تقرر بعد تخلف عناصر الأمم المتحدة في الحضور للإشراف على إخراج المسلحين لأسباب لوجستية وإجرائية دون أن يذكر المزيد من التفاصيل. وكان مقررا أن يتم إخراج 250 مسلحا من مقاتلي المعارضة برفقة أسلحتهم الخفيفة بندقية حربية واحدة لكل مسلح مع حوالي 800 شخص من عائلاتهم باتجاه ريف سورية الشمالي، وتحديدا محافظة إدلب إضافة إلى تسوية أوضاع نحو 700 مسلح آخرين وفقا للقوانين النافذة في سورية. وفي سياق متصل ، أكد مصدر مقرب من لجنة مصالحة حي الوعر، طلب عدم ذكر اسمه ، لـ (د. ب. أ) أن تأجيل إجلاء المسلحين من حي الوعر تم بالفعل بسبب عدم حضور عناصر الأمم المتحدة إلى الحي، كاشفا عن أن عدم حضورهم مرتبط بملف المعضمية في ريف دمشق حيث تمت عرقلة دخول المساعدات التي كانت مقررة أمس إلى المدينة بسبب إجراءات أمنية من قبل القوات الحكومية. وأعرب المصدر عن أمله في إنجاز جميع الإجراءات الضرورية لإخراج المسلحين غدا من أجل الانتهاء من أزمة حي الوعر، وفك الحصار عن الأهالي الذين يقطنون فيه. في المقابل، وقع الائتلاف الوطني و32 فصيلاً منها حركة أحرار الشام وجيش اليرموك وجيش الإسلام وفيلق الشام وجبهة أنصار الإسلام وحركة نور الدين الزنكي والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بياناً مشتركاً هددت فيه بوقف العمل بالهدنة الحالية في سوريا في حال إقدام النظام على ترحيل أي شخص من حي الوعر المحاصر في حمص، أو أي منطقة محاصرة أخرى. وذكر موقع قناة أورينت السورية المعارضة، أن قوى الثورة السورية أكدت في البيان: إنه في حال تم إخراج أهالي حي الوعر أو أية منطقة محاصرة في سوريا من أماكنهم، وإذا استمرت عمليات الضغط والإرهاب العسكري والنفسي على المحاصرين فسيكون نظام الأسد بذلك أنهى التزامه بأية هدنة مطروحة، وستستمر فصائل الثورة بحقها المشروع في صد عدوانه. وأوضحت الفصائل الثورية أن ما يقوم به نظام الأسد مخالف للقوانين الدولية إزاء التجويع والتهجير الطائفي، ويتعارض مع القرارات الأممية الصادرة بشأن الوضع الإنساني في سوريا، لاسيما القرار 2118 لعام 2013 و 2139 لعام 2014 و 2165 لعام 2014 والتي تدعو المجتمع الدولي للالتزام بها وحمايتها. وأشار البيان إلى أن ما يحدث بحي الوعر المحاصر من قبل النظام المدعوم من إيران وروسيا، ماثل لما جرى من قبل في مدينة درايا بريف دمشق.
مشاركة :