"جعجع" يدافع عن السعودية ويفتح النار على "حزب الله": أنتم وطهران سبب أزمات المنطقة

  • 9/19/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم فيما يتعلق بقضية الشغور الرئاسي المستمرة منذ أكثر من عامين، متهماً النخب السياسية بعدم الجدية في مساعيها لحل الأزمة.   وقال في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية: "طرحنا منذ فترة مبادرة أن يكون رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون رئيساً وأن يعود رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مجدداً لمنصب رئيس الوزراء، وللأسف لم نتلق رداً إيجابياً حولها".   وأضاف: "المشكلة الأكبر هي أن بعض الفرقاء يرفضون ما نطرح ولا يسعون لتقديم مبادرات للتشاور حولها، في حين يصر البعض الآخر، وفي مقدمتهم حزب الله على اتهام كتلة المستقبل والمملكة العربية السعودية بعرقلة عملية انتخاب الرئيس، والمتابع يعرف أن كتلة المستقبل ملتزمة بحضور كل جلسات انتخاب الرئيس، في مقابل مقاطعة حزب الله وقوى أخرى محسوبة على إيران لتلك الجلسات، وهو ما يوضح من هو الطرف المعرقل".   ووصف جعجع الأحاديث التي تتردد حول فرض السعودية رؤيتها على كتلة المستقبل ودفعها لاختيار مرشح بعينه بأنها "لا تُعقل ولا تَستند لأي دليل واقعي".   وأضاف ساخراً: "حزب الله بحاجة لمن يذكره بأن من يكون بيته من زجاج عليه ألا يرشق الناس بالحجارة، كيف لحزب الله الذي لا يتحرك إلا بإذن من إيران أن يتكلم عن أن السعودية تملي على تيار المستقبل خياراته؟".   ومضى يقول: "كيف يُعقل أن تُتهم السعودية بعرقلة لبنان وهي التي قدمت مليار دولار للمصرف المركزي اللبناني لدعم العملة الوطنية، ومن بعد حرب يوليو قدمت مساعدات بمئات ملايين الدولارات لإعادة إعمار ما هدمه الهجوم الإسرائيلي في جنوب البلاد بمناطق حزب الله، الحزب الذي تحول بفضل الدعم الإيراني من مجرد فصيل إلى دولة داخل الدولة، بل ومعرقلاً لعملها ومصادراً لقرارها الأمني والاستراتيجي والعسكري".   وأبدى جعجع تفهماً كبيراً لحيرة البعض لما يرونه تناقضاً صارخاً في مواقفه بين مهاجمة حزب الله وتحميله مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي وبين دعمه لترشح عون للرئاسة وهو حليف لحزب الله. وقال: "أعتقد أن حزب الله ليس جاداً في تأييد عون، فالحزب يؤيد عون كلامياً فقط، وأكبر دليل على ذلك أنه بعد تأييدنا كحزب القوات لعون أصبحت هناك إمكانية كبيرة لدعم ترشيحه لكن حزب الله لم يتخذ أي خطوة جادة في هذا الاتجاه حتى الآن".   ويرى جعجع أن حزب الله لا يرغب بالأساس في الوقت الحاضر في إجراء الانتخابات الرئاسية وأنه ربما يتنظر نتيجة تطورات الصراع بسوريا، وقال: "إنهم يربطون ملف الرئاسيات بملفات أخرى بالمنطقة أملاً في حصد المزيد من المكاسب".   وأضاف: "لا أعرف من سيدعمون في نهاية الأمر، ولكنهم لا يريدون جمهورية حقيقة ولا رئيساً قوياً لأن ذلك يعني ببساطة إضعاف دور الحزب، والعكس صحيح، أرى أنهم سيدعمون رئيساً بقياسات أبعد بكثير عن قياسات عون، سيدعمون رئيساً يكون ضعيف الشخصية ليرتهن لقرارهم، وهذه أمور لا تتوفر في عون".   وأقر جعجع بأن حلم الترشح لمنصب الرئيس لا يزال يراوده، ليس من باب الوجاهة وتحقيق الذات بقدر الرغبة في تحقيق الكثير من الأفكار التي من شأنها النهوض بمستقبل لبنان. ولكنه اعتبر أن "الظرف الراهن غير ملائم لذلك"، وأضاف أن الحزب مستمر في ترشيح عون.   وجدد رفضه للاعتماد على الشكل والصيغة الراهنة للحوار الوطني الذي يرعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وشدد: "نحن مع أي حوار، ولكن الحوار بتركيبته ووضعه لم يتغير منذ عشر سنوات، لم يستطع خلالها تحقيق أي إنجاز".   ورفض بشدة بعض آراء المحللين التي ربطت بين تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد على جبهات القتال بسوريا وتراجع وتيرة العمليات الإرهابية في لبنان واعتبرته يثبت صحة ما يقوله حزب الله حول أن تدخله بالصراع السوري هو محاولة لمنع وصول الإرهاب للبنان، وقال: "حزب الله لم يمنع أي إرهاب ولا بدرجة واحدة، الذي ساهم في السيطرة على الإرهاب هو نشاط الأجهزة الأمنية التي تتابع بشكل مستمر وحثيث نشاط المجموعات الإرهابية وتنجح في الإمساك بهم أو تمنعهم من تنفيذ مخططاتهم".   واستنكر جعجع ما يردده حزب الله وإيران وبعض القوى الموالية لهم بالمنطقة من اتهامات للسعودية بالمسؤولية عن تنامي التطرف واتساع رقعة الأزمات بالمنطقة، وأكد أن "إيران وحلفاءها بالمنطقة هم سبب أغلب الأزمات لا السعودية".   وتساءل: "من الذي يتحكم بالقرار في العراق لدرجة كبيرة، أليس إيران؟، ومن كان وراء الانقلاب على رئيس شرعي باليمن منتخب من أغلبية اليمنيين، هل كانت السعودية أم الحوثيون حلفاء إيران؟"، وقال: "كل ما قامت به السعودية كان رد فعل، هل كان عليها أن تترك اليمن تسقط أمامها بيد إيران لتهدد الأخيرة أمنها القومي دون أن تحرك ساكناً؟".   وأضاف: "وفي سوريا تدخلت إيران وحزب الله لمساندة نظام فرض نفسه لمدة أربعين عاماً ورد على المدنيين الذين ثاروا ضده بالرصاص رغم سلمية الأحداث خلال أشهرها الأولى، فهل تدخل السعودية لمساندة الثوار المدنيين هو ما فاقم الأزمة وأدى إلى التطرف الذي نشهده الآن؟ بالطبع لا، بطش النظام بالمدنيين هو ما أدى لعسكرة الثورة وتغير أيدولوجيتها بصورة جذرية".   وعبر عن أسفه لأن إسرائيل قد تكون هي الطرف الوحيد المستفيد من الصراعات العربية والإقليمية، وقال: "إسرائيل الآن تجلس سعيدة وتراقب المشهد وتضع الخطط لخدمة مصالحها". ودعا جعجع إلى العمل الجاد من أجل خلق واقع عربي مختلف قادر على تغيير الموازين بالمستقبل.

مشاركة :