الشارقة:مصعب شريف أطلق معهد الشارقة للتراث، أمس 6 دبلومات مهنية في التراث للعام الدراسي الجاري، تتّصل بالتراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، لأول مرة في العالم العربي. ويهدف البرنامج الذي أطلقه عبد العزيز المسلم، رئيس المعهد، في مؤتمر صحفي أمس، إلى تهيئة وتدريب وتأهيل كوادر مهنية تعنى بحفظ التراث الخليجي والعربي، تحقيقاً لتخصصية المعهد، وطنياً وإقليمياً ودولياً في رفد الميدان الثقافي والتربوي والسياحي بأطر مزوَّدة بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة فعالة للتراث الثقافي وحفظه وصونه، وتعزيز الوعي بأهميته، من أجل دفع أجيال واعدة تسهم في بناء المعرفة الإنسانية، وتنمية الاقتصاد الثقافي. قال المسلم: بتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تأسس المعهد كوجهة علمية وثقافية تختص بالتراث الثقافي، وتجمع الخبراء والمهتمين بالتراث الثقافي في فضاء رحب، يؤمّن لهم المناخ والدعم اللازم للنهوض بالعمل في هذا المضمار. وأضاف: بما أن الميدان هو الحقل الأهم لجني روائع التراث الثقافي، دأب الباحثون والخبراء في التراث، على الاعتماد عليه لالتقاط ما يمكن التقاطه من مواد ثقافية من الكنوز البشرية الحية، و لاتساع رقعة العمل كان لابد من عمل فرق عمل متخصصة للمساعدة في عمليات الجمع والتدوين، ورافق المنجز من الأعمال الميدانية حاجة إلى الاهتمام بأمور أخرى كالوثيقة والمخطوط والمقتنيات التراثية و البناء التقليدي. وتابع: إن هذه الجهود تتطلب وجود مختصين، في الجمع والتدوين وإدارة التراث الثقافي، وترميم الوثائق والمخطوطات، وإدارة المتاحف، وحفظ التراث العمراني، ويتوج ذلك كله إدارة المؤسسات الثقافية. وأوضح أن الهدف من الدبلومات المهنية، رفد المجال التعليمي الأكاديمي بالمعارف العلمية النظرية والتطبيقية، ومجموعة المهارات المعرفية اللاّزمة، لتخريج باحثين قادرين على فهم واستيعاب أقسام التراث الثقافي المادي وغير المادي، وإدارة مشروعاته، لافتاً إلى أن لديهم حزمة من القيم، تركز على ممارسة التفكير العلمي، ودعم قيم التعددية والحوار والتسامح، والالتزام بأخلاقيات المهنة. وأشار المسلم، إلى أن المعهد يعمل عبر حزمة من الممارسات والبرامج والأنشطة، على حصر عناصر التراث الثقافي غير المادي وحفظها وصونها ونقلها، فضلاً عن عمليات حماية التراث الحضاري والطبيعي وصيانته، وينخرط في تنظيم مشروعات الحصر، وممارسات الصون، والتوثيق، والأرشفة الرقمية، وبرامج التعليم، والتدريب، والنشر العلمي، وتقديم الاستشارات والدعم البشري والتقني، وتكريم الكنوز البشرية الحية، على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي، وتعزيز سبل التعاون الدولي عبر الشراكة مع الأفراد والمؤسسات والمنظمات المعنية بالتراث الثقافي. وأوضحت أسماء السويدي، مديرة المعهد بالإنابة، ومشرفة المسار الأكاديمي، لبرنامج الدبلومات المهنية، أن الشهادات معتمدة من المعهد، والترخيص الأولي من الهيئة الوطنية للمؤهلات في أبوظبي، وتمنح الدراسة فرصة للحصول على التحصيل العلمي والتطبيق العملي في المعهد. وتابعت السويدي، مشيرة إلى أن مساقات الدبلوم المهني في ترميم المخطوطات والوثائق التراثية، تتضمن: مدخل إلى ترميم المخطوطات، والترميم اليدوي، والترميم الآلي، والمعالجة الكيميائية، والحفظ والتجليد والتغليف، والتصوير الرقمي والأرشفة الإلكترونية، بالإضافة إلى مشروع التخرج. أما مساقات الدبلوم المهني في الجمع الميداني للتراث، فتتضمن: أدلة العمل الميداني لجمع عناصر التراث الثقافي، وأدوات وتقنيات الجمع الميداني للتراث الثقافي، والكنوز البشرية الحية، وأسس تدوين المادة الميدانية وتوثيقها، واللهجات والفنون القولية الشعبية، والأنثروبولوجيا الثقافية، بالإضافة إلى مشروع التخرج. وحضر المؤتمر، الدكتور محمد عبد الحافظ، المدير الأكاديمي للمعهد، والدكتورة بسمة كشمولة، نائبة المدير الأكاديمي للمعهد. وأضافت السويدي: هناك حزمة من الأهداف الفرعية لكل دبلوم مهني، منها على سبيل المثال، أن تلك الأهداف للدبلوم المهني في ترميم المخطوطات والوثائق التراثية، هي التعرف إلى مفهوم المخطوط ومكوناته وعناصره واختلافاته لكل حقبة زمنية معينة، وإتقان ممارسة العمل على المخطوط في مجال الترميم، والتعرف على التجارب العالمية في مجال ترميم المخطوطات، وتعقيمها، وحفظها، ومعالجتها، وتخزينها، وتحسين القدرات والأداء في ممارسة ترميم المخطوطات وتعقيمها، وحفظها، ومعالجتها، وتخزينها، والتأهيل الأكاديمي لاجتياز مرحلتي الماجستير والدكتوراه في مجال ترميم المخطوطات والوثائق التراثية.
مشاركة :