حوار الأجيال يتجدد في قرية الباحة التراثية

  • 2/24/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض ( صدى ) : شكلت الجنادرية حالة حوارية بين الأجيال حيث يمطر أطفال بعمر الزهور الأباء والأجداد بسيل من الأسئلة عن ما يشاهدونه على أرض الجنادرية من فعاليات متنوعة وصور تجسد الماضي الجميل فيما يجدها الكبار فرصة مؤاتية لسرد ذكرياتهم الخاصة ورواية طرف من تلك الإيام التي عاشوها في قرية الباحة كان البئر وأدوات البناء والآلات المستخدمة في العرضة مثار حواربين الأجيال وهذا مايؤكد أن تمثل الجنادرية في حقيقتها حلقة وصل بين الأجيال بين المتعاقبة وجسراً يربط بين الماضي بكافة أشكاله وصوره يجسد هذه الحالة من التمازج مشهد صالح بن محمد عبدالله السعدي 77 عاماً الذي كان مهمكاً على الكرسي الخشبي في القرية التراثية بمنطقة الباحة وهو يحتضن ((ريناد )) ذات الأربعة أعوام والتي ترتدي الزي التراثي و((محمد )) الذي يتمنطق بالجنبية ويشاهد العرضة وهم يوجهون الأسئلة عن تلك الأدخنة التي تنطلق من فوهة البنادق ((البارود)) ليفتح السؤال الباب على مصراعية لحديث مطول بين العم ((صالح )) وأولئك الإطفال عن ((صناعة البارود والعرضة وأشكالها والآتها وتاريخها)) وهي حالة لطالما صنعتها ((الجنادرية )) يقول العم صالح موجهاً حديثه إلى الطفلين ونبرة الحنين تعلو صوته ((الليلة )) قبضت على شيء من الزمن الماضي جلست على هذا الكرسي الخشبي وأستندت إلى هذا الجدار الحجري ومررت بالبئر فتذكرت المجّرة والدلو وعبارات لم نعد نسمعها اليوم ((مثل هو )) ((عل )) ثم يسترسل في شرحها بأنها تقال للدواب عند إستخراج الماء من البئر بواسطة الغرب حيث تفهمها الدواب ف((هو )) تقال للدابه عندما يصل الغرب إلى أعلى البئر فينحرف بعد أن يتم تفريغ الماء أما ((عل )) فتقال له عندما يصل الغرب أسفل البئر فيقفل راجعاً مغيراً إتجاهه لرفع وأستعدت تلك الأيام الخوالي ببساطتها وشظف العيش والتعب اللذيذ يقول ((تذكرت )) مشهد الناس في الحقول صباحاً وهم يزرعون ويحصدون رجالاً ونساءً في مشهد يجسد التعاون والإعتماد على النفس وأجمل معاني الصبر ويضيف : مشهد البناء في قرية الباحة ذكرني بتلك الأيام التي كنا فيها نعتمد على أنفسنا ونتعاون فيما بيننا لإنجاز منزل متواضع من الحجر العم صالح وجدها فرصة لشرح كل مايتعلق بالمشغولات والحلي والزينة وطقوس الحصاد والزراعة ومواسمها والزواج فيما كانت موجودات المتحف التراثي والمطعم الشعبي نافذة على الماضي البعيد بكل جمالياته ومصاعب الحياة الأطفال أنفسهم كانو يقبلون على الجنادرية بأسئلتهم بدهشتهم بفضولهم فتجدهم في أرجاء البيت يتنقلون ويشاهدون ماتم إعداده وتجهيزه ويختم العم صالح بحديثه للأطفال بقوله : كانت الحياة صعبة وشظف العيش يحيط بنا واليوم وفرت الدولة لنا كل سبل الراحة وننعم بالأمن الوفير ((راية وريناد وعبدالرحمن الزهراني وشوق الغامدي )) كانو يذرعون أجنحة بيت الباحة وهم يرتدون الأزياء التقليدية تقول الطفلة ((راية )) الجنادرية جميلة وكل مافيها مميز وعن بيت الباحة تقول أعجبتني زفة العروس وتشاركها ((شوق الغامدي )) ذات الثمان سنوات تؤكد أن الفعاليات النسائية في الصالة النسائية جميلة وقالت أنها شاركت مع والدتها في زفة العروس وتُشير شوق والسعادة تعلو محياها إلى أنها شاركت مع مجموعة من الأطفال في عرض أزياء نساء الباحة القديمة

مشاركة :