صاحب السمو أول المتحدثين أمام الجمعية العامة اليوم

  • 9/20/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - إبراهيم بدوي وقنا: تبدأ اليوم، أعمال الجلسة السنوية العامة للدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووفود ممثلين عن 193 دولة هم أعضاء الجمعية العامة. وسيكون حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أول المتحدثين من الزعماء والقادة العرب خلال الجلسة العامة. ويطرح سمو الأمير في خطابه اليوم رؤية وموقف قطر تجاه مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية في رابع مشاركة لسموه باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ توليه مقاليد الحكم في يونيو 2013. وتترقب الكثير من الدوائر السياسية ووسائل الإعلام الدولية كلمة سمو الأمير في ظل ما تتمتع به من صراحة بالغة ورؤية واقعية ليس فقط في تشخيصها لجوانب القصور في أداء المجتمع الدولي أو طرح الحلول الجذرية للأزمات التي لا تزال تعصف بالعالم وبمنطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، وإنما في الكشف عن أبعاد وزوايا لا يدركها الكثيرون لجذور هذه الأزمات. وتعكس خطابات سمو الأمير، ثوابت السياسة القطرية الراسخة والمساندة لقضايا أمتها العربية والإسلامية، وفي دعمها للقضية الفلسطينية. ومن المنتظر أن تحظى القضية الفلسطينية وكذلك تطورات الأوضاع في سوريا بجزء بارز في خطاب سمو الأمير، في ظل الغطرسة الإسرائيلية والجمود المهيمن على عملية السلام، وأيضاً استمرار المأساة السورية، وسط ارتباك في رؤية المجتمع الدولي للحل الأمثل لوضع حد لهذه الأزمة التي قاربت عامها السادس. ولم تخطئ التوقعات القطرية في أن بقاء بشار الأسد سوف يؤدي إلى انتشار الإرهاب والتطرف في المنطقة وهو ما حدث بظهور تنظيم "داعش". شعبية كبيرة وتحظى خطابات الأمير بشعبية كبيرة لأنها تناقش كافة القضايا الإقليمية والدولية بعقلانية وهدوء وتطرح التساؤلات أمام الضمير العالمي الذي يتغاضى عمداً عن الكثير من الحقائق. وأثبتت تطورات الأحداث في الأزمة السورية، صواب الرؤية القطرية التي أبرزها سمو الأمير في خطاب العام الماضي بالإشارة إلى أن غياب التوافق الدولي يشكل عائقاً أمام حل القضايا المهمة. ويبرز هذا التشخيص الدقيق في الحالة السورية بصورة كبيرة في الأوقات الراهنة في ظل تخبط واضح في تنسيق الجهود الدولية بين واشنطن وموسكو ما يعمق الأزمة ويطيل أمد المعاناة للشعب السوري. أزمة اللاجئين وفي الوقت الذي تهيمن فيه أزمة اللاجئين على مناقشات قادة وزعماء العالم في هذه الدورة، بادرت قطر بتقديم الدعم الإغاثي والإنساني لملايين السوريين في مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة والنازحين في الداخل السوري منذ اندلاع الأزمة. ودشنت العديد من البرامج والصناديق لإغاثة الشعب السوري المكلوم وتجاوزت المساعدات التي قدمتها قطر مليارات الدولارات من واقع ثوابتها الإنسانية قبل أي شيء. كما بادرت قطر قبل تفاقم أزمة اللاجئين السوريين بدعوتها في أبريل 2015 إلى تأسيس صندوق يخصص للتعليم والتطوير المهني لصالح النازحين واللاجئين ضحايا الصراعات القائمة في منطقة الشرق الأوسط. وترمي هذه المبادرة إلى إنقاذ جيل من الأطفال والشباب النازحين واللاجئين على المستوى الإقليمي، وتركز على توفير نظام تعليم ثنائي يزاوج بين التعليم في المدرسة والتدريب المهني في المؤسسات. ملف الإرهاب ومن المتوقع أن يتناول سمو الأمير أيضاً ملف الإرهاب باعتبار قطر من أهم الدول الداعمة للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب من واقع مبادراتها للوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية ودعمها لحقوق الشعوب وسياستها القائمة على حفظ الأمن والسلم الدوليين. كما أن الرؤية القطرية الراسخة في هذا الصدد تتجسد بأنه لا قضاء على الإرهاب دون دحر أسبابه الجذرية المتمثلة في الإحساس بالقهر والظلم والفقر والبطالة وغيرها من الأزمات التي تدفع باليائسين إلى مستنقع الإرهاب. وفى قضية الإرهاب، دائماً ما يناهض سموه أي محاولات للربط بين الإرهاب والإسلام، فضلا عن ضرورة التفرقة بين مقاومة الاحتلال والأعمال الإرهابية، وأهمية علاج الأسباب الحقيقية وراء انتشار وتمدد الإرهاب شرقاً وغرباً والتي تتمثل في قوالب أخرى من غياب العدالة الاجتماعية وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية لأسباب سياسية، فضلاً عن غياب الحريات وقمع الشعوب وانتشار الفساد. ويشدد سموه دائماً على أنه لا يجب تخيير الشعوب بين الإرهاب والاستبداد فلا يمكن مكافحة الإرهاب إلا من خلال بيئته الاجتماعية، وأنه لكي تقف المجتمعات معنا في مكافحة الإرهاب يجب أن ننصفها، وأن لا نخيرها بين الإرهاب والاستبداد. الحالة العراقية كما أنه من المتوقع أن يتناول الخطاب الأوضاع الراهنة في العراق. وتؤكد القيادة القطرية أن نهاية التطرف والإرهاب في العراق لن تحدث إلا بنزع فتيل الصراع المذهبي وتحقيق المصالحة العراقية. ويشير الواقع إلى أنه لا حل آخر للمسألة العراقية سوى ما دعا إليه سمو الأمير بحيث يتم تأسيس علاقات تزول فيها النزاعات المذهبية والطائفية والعرقية وتضمن مشاركة كل القوى السياسية دون إقصاء لأي طرف. الحوار الليبي وحول الأوضاع في ليبيا، ترى قطر أنه لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بالحوار الوطني للتوصل إلى صيغة النظام الذي يلبي طموحات الشعب الليبي الذي قدم الكثير من أجل حريته. أوضاع اليمن وفيما يتعلق باليمن، كانت قراءة سمو الأمير لمستقبل الأحداث في اليمن صائبة وموضوعية حول خطورة الميليشيات المسلحة لجماعة الحوثيين حين دعا إلى ضرورة وقف ظاهرة الميليشيات المسلحة، وقال إنها تقود إلى الاحتراب الأهلي وإفشال عملية الانتقال السلمي وهو ما حدث بالفعل. وأكد على ضرورة عدم تقديم الصراع الطائفي والمذهبي والمصالح الفئوية على العدالة والإنصاف والحكم الرشيد لمجمل اليمن. مناقشات القادة ومن المقرر أن تدور كلمات القادة ومناقشات الوفود خلال جلسات الدورة الحالية حول قضايا رئيسية هي: الاقتصاد والتنمية المستدامة، صون السلم والأمن الدوليين، تنمية إفريقيا والدول النامية، وتعزيز الأمم المتحدة. وتبدأ أعمال الجلسة السنوية العامة بتقرير ختامي يقدمه الأمين العام المنقضية ولايته موجنز ليكيتوفت قبل أن يسلم المنصب للأمين العام الجديد بيتر طومسون الذي تم انتخابه في يونيو 2016 ليترأس الدورة الحالية. يعقب ذلك جلسة مناقشات عامة، ثم كلمات للقادة تبدأ بكلمة للرئيس البرازيلي مايكل تامر - في أول مشاركة له بعد توليه منصبه، ثم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في آخر مشاركة له قبل أن يغادر البيت الأبيض.

مشاركة :