.. منذ بضع عشرة سنة طالبت بتشكيل لجنة تتكون من قاضٍ وعالم ودبلوماسي أو أكثر لوضع خطبة يوم «عرفة»، وكذا خطبة عيد الفطر المبارك بالدعوة إلى الله ومن ثم الحديث عن القضايا الإسلامية والعربية وموقف المملكة منها لكونها تذاع من جميع محطات الإذاعة والتلفزيون على مستوى العالم الذي يتوقع أن يستمع إلى الجانب الشرعي، ومن ثم إبانة التوجه المطلوب لحل قضايا العالم الإسلامي وأن تذاع عبر الإذاعة والتلفزيون بعدة لغات منتشرة. ومضت الأعوام بعضها إثر بعض كلمح البصر والتي جاءت بما ناديت به من قبل، وليس فقط بالنسبة لخطبة «عرفات»، وإنما لجميع خطب يوم الجمعة في كل مسجد. فقد نشرت «عكاظ» بعدد يوم الجمعة 10/10/1437هـ: أن عدداً من خطباء الجمعة من منطقة الباحة طالبوا وزارة الشؤون الإسلامية بتوزيع خطب أسبوعية معتمدة من مختصين في الوزارة، كونها تحد من التجاوزات وتمنع التوسع في الاجتهادات وتعالج أي خلل فكري، وتوقف مد التشدد والتزمت، وإبعاد البرامج الخاصة والطرح المتشدد للتيارات، مؤملين تأمين خطبة وطنية دينية موحدة تتصدى لأي تطاول باسم الدين. وفي تعليق لخطيب قرية الراعب عبدالرزاق بن صالح الغامدي قال إنه يتطلع إلى تأصيل مفهوم الخطبة الوعظية المعززة روح المواطنة، مشيراً إلى أن الخطباء يؤدون عملا قوميا منوطا به أمن البلاد. كما أوضح إمام وخطيب جامع بشير خبتي الدميني أن الخطبة المكتوبة تضبط خطاب جميع خطباء المساجد بما يحقق مصلحة المسلمين ويمنع النبرات المتشددة والأخطاء الفردية، وأضاف أن «الخطب المكتوبة تدرب شباب الدعاة على الخطبة مكتملة الأركان». ومن ناحية أخرى كشف مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة الباحة فهيد البرقي، أن «خطبة الجمعة تقوم على موعظة قصيرة مدعومة بآية وحديث ودعاء». وإلى جانب هذا وذاك فهناك مشكلة لا يراعيها الكثير من خطباء الجمعة. فالإمام الذي هو خطيب يوم الجمعة يخطب من على منبر داخل المسجد، أو هو على منبر في موقع بالمسجد قد تم تظليله وتكييفه، بينما يؤدي المصلون الفريضة من بعد الاستماع للخطبة والشمس تلهب ظهورهم وتصيب الكثير منهم بـ«ضربة شمس». لذا فإن من المهم ملاحظة هذا الجانب وكفى. السطر الأخير: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ».