فقدنا، أمس، نجم النجوم في الفن التشكيلي، وقامة فنية من طينة الكبار في دولة الإمارات، بل في كل العالم، حيث إن حسن شريف تجاوز حدود الإمارات والمنطقة إلى آفاق عالمية، وآثاره وتركته موجودة في المتاحف العربية والعالمية، ويعد الراحل حسن شريف من مؤسسي الحركة التشكيلية في الإمارات ومن الرواد الكبار، ولا يذكر اسم شريف إلا وتذكر معه الحركة المفاهيمية التي يعد شريف من مؤسسيها وروادها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد لقي من أمره عنتاً في بدايات طرحه كاتجاه فكري جديد في الفن التشكيلي الإماراتي، حيث لم يكن شائعاً هذا النوع من الفن، ووجد اعتراضات كبرى، لكن شريف ظل ثابتاً على موقفه واشتغاله الجديد كفن فكري، وأضحى بذلك من الأوائل في هذا المجال. وهذا الأمر رفع اسمه كثيراً حتى صار يردد في المحافل العربية والدولية كصاحب اتجاه جديد ومميز في الفن التشكيلي، وكمؤسس مدرسة في هذا الفن، فقد احتضن من خلالها على كثير من الفنانين الشباب، وكان له تأثيره الواضح فيهم، مثل: خليل عبد الواحد، وعبد الله السعدي، وكثير من الشباب الذين تبناهم كفنانين تشكيليين، كذلك كانت له وقفات وإسهامات في مجال الكتابات الفنية على مستوى النقد الفني، وقد هدف إلى أن يوثق لأعمال الفنانين الرواد في الفن التشكيلي، ليس في الإمارات أو العالم العربي فقط، بل حتى على مستوى العالم. ويعد الراحل حسن شريف كذلك رائد فن الكاريكاتير في الإمارات، وصاحب إسهامات وفيرة فيه وفي تطوره، فقد كان شريف متعدد المواهب، أعطى في مجال الفن بلا حدود حتى لحظة موته، فهو لم يترك الفن أبداً، ولم يتوقف تفكيره ولا يده، وسيظل اسمه ومكانته في قلوبنا، وسيظل صاحب القيمة الفنية الكبيرة، وسيظل الفنان الذي لن يتكرر.
مشاركة :