تعثر أمس إخراج مسلحين مع عائلاتهم من حي الوعر المحاصر في مدينة حمص من قبل قوات النظام السوري، تنفيذا لما جاء في اتفاق يقضي بإخلاء المقاتلين وعائلاتهم. وبينما تضاربت الأنباء حول أسباب عرقلة تنفيذ الاتفاق، قالت مصادر في المعارضة بحمص إن تنفيذ الاتفاق تأجل حتى إشعار آخر بعد تبلغ الأمم المتحدة من قبل إدارة قاعدة حميميم العسكرية الروسية بأن طريق حمص ـ إدلب غير آمن. وبدورها، قالت مصادر مقربة من النظام إن سبب تأجيل إخراج المدنيين هو عدم حضور ممثلين عن الأمم المتحدة لمتابعة سير العملية. ويقضي الاتفاق الذي أبرم بين ممثلين عن النظام وآخرين عن المعارضة المسلحة في حي الوعر، بخروج 250 مسلحًا من مقاتلي المعارضة رفقة أسلحتهم الخفيفة مع نحو 800 شخص من عائلاتهم دفعة من المقاتلين، ومن المصابين بأمراض مزمنة وبحالات خطيرة ومبتوري الأطراف والمصابين بحالات شلل، باتجاه ريف سوريا الشمالي وتحديدا إلى محافظة إدلب إضافة إلى تسوية أوضاع نحو 700 مسلح آخرين. ويقطن حي الوعر نحو 50 ألف نسمة وهو آخر الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص منذ التوصل إلى اتفاق لخروج المسلحين من المدينة القديمة عام 2013. ويشار إلى أن هذا الاتفاق بين النظام والمعارضة في حي الوعر، قد تم تنفيذ المرحلة الأولى منه نهاية العام الماضي حين جرى إخراج 720 شخصا منهم 300 مسلح و100 عائلة أي بحدود 400 امرأة وأطفال ومدنيين و20 من الجرحى، بينما تضمنت المرحلة الثانية من الاتفاق تسليم سلاح متوسط وثقيل ولكن لا معلومات عن تنفيذها أو عدمه لتوقف الملف. وفي 11 الشهر الحالي تم إطلاق سراح 194 معتقلا من سجون الأسد ضمن المرحلة الثالثة من الاتفاق. وشوهدت صباح أمس حافلتا ركاب تخرجان من حي الوعر فارغتين، وكانتا من الحافلات التي خصصها النظام لنقل الخارجين من الحي. وبث شاب حمصي مقطع فيديو وصورا على الإنترنت تظهر تجمع المئات من المدنيين مع حقائبهم وأمتعتهم في ساحة حي الوعر بانتظار قدوم الحافلات لإخراجهم من المنطقة المحاصرة. ونقل مركز حمص الإعلامي عن مصادر في الأمم المتحدة قولها إن خروج المقاتلين سيؤجل إلى يوم الثلاثاء. من جهة أخرى، قالت مصادر في مدينة المعضمية إن النظام وافق على دخول سبع شاحنات مساعدات غذائية عن طريق الأمم المتحدة، وقد وصلت إلى مدخل المدينة مساء الأحد، وتوقفت عند حاجز تابع للفرقة الرابعة. وبعد دخول الشاحنة الأولى وتفريغها من قبل المكتب الإغاثي، تبين أن غالبية المواد مسروقة، وأن المواد المتبقية قد فرغت فوق بعضها البعض واختلطت بحيث لم تعد صالحة للاستهلاك. ولدى مراجعة حاجز الفرقة الرابعة من قبل مشرف المكتب الإغاثي لحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والهلال الأحمر، اتضح أن الحمولة جاءت على هذا النحو من المصدر أي من مستودعات الأمم المتحدة في بلدة الكسوة بريف دمشق. من جانبها، اتهمت مصادر في المعارضة عناصر حواجز النظام على مدخل المعضمية بالاستيلاء على بعض المساعدات التي كانت على متن الشاحنات، إلا أن مصادر في لجنة المصالحة بالمدينة نفت ذلك وأكدت أن العمل جار لتلافي الخلل في التعبئة.
مشاركة :