الفارون من بوكو حرام ما زالوا تحت صدمة ما جرى لهم

  • 9/20/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قررت الكاميرونية راشيل دافيغيدام (30 عاما) مغادرة قريتها في أقصى شمال الكاميرون، بعدما رأت عناصر من بوكو حرام يذبحون تسعة أشخاص أمام عينيها. كان ذلك في سبتمبر 2015، ومنذ ذلك الحين وهي لا تزال تحت وطأة الصدمة. وقالت راشيل دافيغيدام: إن «بوكو حرام قطعت رؤوس تسعة أشخاص في حضوري، في ذلك اليوم من سبتمبر 2015، قررت مغادرة قريتي». وبعد عام على تلك الفظائع، لم تتمكن هذه الأم لسبعة أولاد من محو تلك الصور من ذاكرتها، ولا تنوي العودة إلى قرية غولفادي في أقصى شمال الكاميرون، القريبة من حدود نيجيريا، والتي تعرضت لهجمات كثيرة شنتها جماعة بوكو حرام النيجيرية. ومنذ أكثر من سنة، تعيش راشيل وزوجها وأولادهما في مدينة كوزا الصغيرة الواقعة في وسط المنطقة الجبلية، وتبعد حوالي مئة كلم عن ماروا، المدينة الكبيرة في المنطقة. وعلى غرار راشيل، فر حوالي مئتي ألف كاميروني في منطقة أقصى الشمال، من قراهم الواقعة على حدود نيجيريا، خوفا من تجاوزات عناصر جماعة بوكو حرام، التي أقسمت يمين الولاء لتنظيم الدولة، ففي هذه المنطقة يقتلون ويحرقون قرى بأكملها وينهبون ويسرقون المواشي. وتحمل راشيل الجالسة على الأرض في ستاد كوزا المكتظ، رضيعا في شهره الثالث، وترضعه من وقت إلى آخر، وحولها جلس مهجرون آخرون. ينتظر مئات تسلم المساعدة الغذائية من الصليب الأحمر الدولي، ومنذ خمسة عشر شهرا تنظم هذه اللجنة «حلقات توزيع» مواد غذائية كما ذكر المسؤول المحلي عن العمليات في منطقة كوزا، إبراهيم كيت فالك. وقال: «تتلقى كل عائلة مساعدة تتألف من 50 كلغ من الأرز، و25 كلغ من طحين الذرة، و25 كلغ من الفاصوليا، و10 ليترات من الزيت، وكيلوغراما واحدا من الملح، و12 كلغ من الطحين المدعم» المعد للوقاية من سوء التغذية. في كل مكان وصل إليه المهجرون في المنطقة، سجل عدد كبير من حالات سوء التغذية، التي كانت حادة أحيانا. وقال ديت فالك: «نحن في منطقة مشهورة بالزراعة، والقسم الأكبر من العائلات يعيش من الزراعة»، وأضاف: «عندما تفصل عائلة عن حقلها، فإنك تفصلها عن سبل عيشها». وخلال توزيع المواد الغذائية، تتحدث راشيل عن الصعوبات التي تواجهها، وقالت: «الحياة هناك باتت لا تطاق». كما أضافت هذه السيدة، قبل أن تنهض فجأة وتتوجه إلى متطوع في اللجنة الدولية للصليب الأحمر ناداها لتسلم حصتها من المواد الغذائية. بحماس، قالت المهجرة الأخرى فيفيد ناداما: «أنا مسرورة لأني تسلمت هذه الهبة»، وكانت تحمل على رأسها كيسا من الأرز، وترافقها امرأتان أخريان كانتا تساعدانها على حمل حصتها من المواد الغذائية. ومنذ أكثر من سنتين، تعيش فيفيد (25 عاما) الأم لولدين، في كوزا، بعدما هربت من كيراوا على الحدود النيجيرية، وتعرض القسم الكاميروني من هذه القرية لعدد كبير من غزوات بوكو حرام. وقالت: «عندما قتلوا اثنين من تلامذة القرية، قررنا أنا وزوجي المغادرة». وأضافت: «كنا نسمع باستمرار عيارات نارية، كان من الصعب أن ننام في بيتنا، وفضلنا اللجوء إلى الأحراش». ويعرب المهجر ياوبا سومبي عن ارتياحه للأمان السائد في كوزا، لكنه ما زال يتذكر ما رآه، وقال: «أشعر بالصدمة، شاهدت أمواتا، أشخاصا مذبوحين، لم أستعد هدوئي بعد»، وقد فر من أمشيدي في 2014، وقال: «اضطررت للمغادرة مع زوجتي واثنين من أطفالي». وأضاف: «يوم مغادرتنا، تعرض الحي الذي كنا نسكنه لهجوم شنته بوكو حرام، وحصل إطلاق نار، مشينا في الغابات ثلاثة أيام وثلاث ليال» حتى وصلنا إلى كوزا. وقد تمكن قسم من عائلته من النجاة، لكن أخبار خمسة آخرين من أبنائه بقوا في أمشيدي قطعت. وأضاف: «لا أعرف هل هم على قيد الحياة أم لا، هل ماتوا أم لا، هل هم في نيجيريا أو الكاميرون، الله وحده يعرف».;

مشاركة :