تعرضت مناطق عدة في سورية لغارات وقصف مدفعي في وقت مبكر الثلاثاء بعد ساعات على إعلان الجيش السوري انتهاء هدنة استمرت لأسبوع بموجب اتفاق اميركي روسي، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس وناشطون. وقال مراسل فرانس برس في مدينة حلب، حيث تتقاسم الفصائل المقاتلة وقوات النظام السيطرة عليها، أن غارات وقصفاً مدفعياً استهدف الأحياء الشرقية في المدينة حتى قرابة الساعة الثانية (23,00 ت غ). ولازم سكان هذه الأحياء منازلهم خلال الليل خشية من القصف، متبادلين المحادثات عبر الانترنت حول انتهاء الهدنة، وفي الصباح، كان دوي قصف قوي يسمع بشكل متقطع في أنحاء المدينة. وفي الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، أفاد مراسل لفرانس برس بتعرض حي الموكامبو للقصف. وشهدت مدينة حلب منذ سريان الهدنة في 12 سبتمبر هدوءاً في الأيام الخمسة الأولى قبل أن تتعرض في اليومين الأخيرين لغارات وقصف، كان عنيفاً أمس وأوقع سبعة قتلى في المدينة و31 على الأقل في ريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حادثة أثارت تنديداً دولياً، تعرضت قافلة مساعدات إنسانية الأثنين لغارات جوية أثناء توقفها أمام مركز للهلال الأحمر السوري في بلدة اورم الكبرى في ريف حلب الغربي، ما تسبب بمقتل 12 متطوعاً من الهلال الأحمر وسائقاً وتضرر 18 شاحنة على الأقل. ويأتي استئناف القصف وتحديداً في محافظة حلب بعد إعلان الجيش السوري مساء الأثنين «انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة الذي أعلن اعتباراً من السابعة مساء من يوم 12/9/2016 بموجب الاتفاق الروسي الأميركي». واستثنى الاتفاق مناطق سيطرة تنظيم داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة)، وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات منذ أيام حول إعاقة تنفيذ الاتفاق. وتشهد منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق اشتباكات عنيفة بعد ساعات على إعلان الجيش السوري بدء عملية واسعة الأثنين ضد الفصائل المقاتلة، قبل ساعات من إعلانه انتهاء الهدنة. وبحسب مراسل لوكالة فرانس برس، تردد دوي المعارك بين الطرفين خلال ساعات الليل حتى صباح الثلاثاء. وفي وسط البلاد، قال الناشط المعارض حسان أبو نوح لوكالة فرانس برس أن قوات النظام استهدفت بالمدفعية مدينة تلبيسة، إحدى أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حمص. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، حلقت الطائرات الحربية في أجواء مناطق عدة بينها مدينة سلقين التي تسيطر عليها جبهة فتح الشام المتحالفة مع فصائل مقاتلة. وقال الناشط المعارض نايف مصطفى لفرانس برس «الوضع هادئ حالياً، لكن خلال الليل قصف الطيران بالرشاشات الثقيلة المدينة»، وأضاف «انهارت الهدنة والناس تستعد مجدداً لتلقي البراميل، هذا هو حالنا». وانهارت كافة الهدن التي تم التوصل إليها سابقاً بموجب اتفاقات أميركية روسية، في محاولة لانهاء النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 300 ألف شخص في سورية.
مشاركة :