أشار مدير إدارة العمليات بمركز أبحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور أحمد الملا خلال ندوة نظمتها وزارة النفط اليوم حول «مشروع الطاقة المتجددة في منطقة الشقايا» الى أن "مشاريع الطاقات المتجددة من الناحية الاستراتيجية مهمة جدا لتوفير إمدادات طاقة نظيفة للبلاد"، معدداً المزايا التي سيوفرها المشروع على مختلف الصعد "اقتصادياً.. حيث سنتمكن من جذب الاستثمار الخارجي للدولة والاستثمار في الطاقة المتجددة يقدر بحوالي 4 مليار دينار كويتي"، كما "سيوفر المشروع 12 مليون برميل من النفط المكافىء سنوياً"، و"من خلال الصناعات فإن المشروع سيقوي إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة الحجم" الأمر الذي سوف يشجع الشباب على تأسيس شركات خاصة بهم. واجتماعياً فإن المشروع سيوفر 1200 وظيفة للـ25 سنة المقبلة فقط لتشغيل وصيانة المحطة، في حين سيؤمن فرصاً وظيفية لـ 100 الف ما بين عامل وموظف خلال فترة البناء". ومن الناحية البيئية فإن "المشروع سيفيد في خفض الغازات الدفيئة الناتجة من محطات توليد الطاقة التقليدية، وتعويضها بإنتاج طاقة نظيفة لا تنتج أي غازات دفيئة". وتطرق الملا الى نتائج دراسة أجريت عام 2011، متوقعاً أن يحصل تغير في النتائج بحيث يكون إنتاج الألواح الكهروضوئية ما بين 70 الى 80 في المئة على الأقل من الطاقة التي سوف يتم إنتاجها. وقال: "إن الـ2000 ميغاواط التي سنتنج من هذا المشروع بعد اكتماله سوف تنتج بالسنة تقريباً 5 تيراوات /ساعة". وأشار الى أن "منطقة الشقايا أفضل منطقة في شدة الشمس، وعلى هذا الأساس تم اختيارها لإقامة المشروع"، لافتاً الى أن المنطقة التي سيقام عليها المشروع "تقع في صحراء الشقايا وتبعد حوالي 100 كلم عن مدينة الكويت". وبيّن أن محطة الشقايا ستقام على مساحة 100 كلم2، وأنها سوف تتضمن مركزاً للبحث والتطوير ومبنى إدارياً، وسوف تشتمل على وحدة لمعالجة المياه. من جهته، أوضح مدير إدارة تصميم الشبكات الكهربائية في وزارة الكهرباء والماء المهندس خالد الموسى إن مشروع الشقايا لإنتاج الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية سوف ينفذ خلال السنوات الثلاث المقبلة، مشيراً الى أن "حجم إنتاج الطاقة من هذا المشروع 2000 ميغاواط تقريباً (أي 15 في المئة من إجمالي قيمة الطاقة الكهربائية المنتجة في الكويت)، وذلك على مرحلتين: الأولى تقدر بـ1000 ميغاواط وسوف تنجز عام 2020". وأضاف: إن هذا المشروع يأتي "تنفيذاً لرغبة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لإنتاج ما يعادل 15 في المئة من قيمة الطاقة الكهربائية المولدة في دولة الكويت عن طريق الطاقة المتجددة"، لافتاً الى أنه "من أكبر المشاريع التي تنتج الطاقة عن طريق الطاقة المتجددة، كما يعد من أكبر المشاريع في الشرق الأوسط". ورداً على سؤال أوضح المهندس الموسى أن "الـ1000 ميغاواط المقرر إنتاجها بحلول عام 2020 هي نسبة كبيرة وتستطيع تشغيل منطقة سكنية كبيرة، وسوف تشغل معظم المشاريع النفطية التابعة لمؤسسة البترول كما أنها سوف تعزز شبكة الكهرباء في البلاد". وعن التكلفة قال إنها لاتزال «قيد الدراسة»، مشيراً الى أنه "فيما يتعلق بنا كوزارة الكهرباء والماء فإننا سوف نصمم محطة تحويل رئيسية بطاقة 400 كيلو فولت، وسوف ننقل الطاقة عن طريق الخطوط الهوائية في مغذيين هوائيين، أما التكلفة فستكون لدى وزارة النفط". وبيّن أن "موقع المحطة سوف يكون في الشقايا، وسوف يتم نقل الطاقة من هناك عن طريق الخطوط الهوائية الى شبكة الكهرباء". وأكد الموسى أن "المحطة كبيرة وبالتالي فإنه وكأي مشروع سوف يخضع بالبداية لمرحلة تجريبية خاصة وأنها المرة الأولى في تاريخ الكويت التي تدخل فيها طاقة بقيمة 1000 ميغاواط على الشبكة، ولكن خلال السنوات الثلاث التي سينفذ فيها المشروع فإنه سوف يمكن الاستفادة منه في تعزيز شبكة الكهرباء بالبلاد".