شدد وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية "الدكتور محمد بن عطية الحارثي" على أن مقطع الفيديو الذي تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، ويُظهر معلماً يمزق صفحات من كتب وزارة التعليم التي تحوي صور إناث أو حيوانات، إلى جانب مطالبة الطلاب بالقيام بذلك أيضاً؛ بأنه لا يمثل المعلمين. وقال "الحارثي" عبر حسابه بتويتر: "المقطع قديم أيها الأحبة، ولا يمثل معلمينا، ونحن نرحب باستقبال الملاحظات والآراء، ونحيلها للجانٍ متخصصة لدراستها”. إلى ذلك كشف وكيل الوزارة "الحارثي" أن الكتاب المدرسي يمر بأربع مراحل حتى يتسلمه الطالب، بداية من مرحلة التأليف التي تبدأ بتشكيل فرق من مشرفين تربويين كل حسب تخصصه؛ من الإدارة العامة للمناهج، ومن إدارات التعليم، وينضم إليهم مختصون من أساتذة الجامعات ومن ذوي الخبرة العلمية والمهنية.  وأضاف: فور تشكيل الفرق تنطلق ورش عمل ولقاءات في مناطق المملكة تستمر حتى يتم الانتهاء تمامًا من كل تفاصيل الدروس، وبعد ذلك تأتي مرحلة التصميم، وفي هذه المرحلة يقوم المصممون الفنيون بتصميم صفحات الكتاب المدرسي وإضافة ألوان وأشكال وصور وخرائط ورسوم محددة بدقة تناسب كل مرحلة عمرية ولكل كتاب رؤية وإخراج. وتابع: ثم تبدأ مرحلة المراجعة التي تأتي بعد الانتهاء من التأليف والتصميم؛ حيث تشكل فرق لمراجعة الكتب علمياً وفنياً ونفسياً وتربوياً يشارك فيها المشرفون التربويون والمعلمون وبعض الطلاب المتميزين، ثم مرحلة الطباعة، وهي مرحلة الحسابات الدقيقة والأرقام الكبيرة، ولكل خطوة تأشيرة مرور، فقط عبر قرارات إدارية مدروسة تم اختصارها في ثلاث عشرة خطوة خلفها خبراء تربويون عزيمتهم قوية يسعون للنهوض بالتعليم، من خلال توفير مناهج دراسية طموحة، وكتب مدرسية تستوفي أفضل المعايير العالمية. ولفت "الحارثي" إلى أن الكتاب يمر بعدة خطوات ما قبل الطباعة؛ تبدأ بالطلب من إدارات التعليم برفع احتياجها من الكتب بناءً على أعداد الطلاب والطالبات في نظام نور، وبعد ذلك يتم طرحها للمنافسة وفق الإجراءات المتبعة نظاماً بعد الإعلان عنها، ثم توقع العقود مع الشركات التي رست عليها المنافسة يتم تسليمها أصول الكتب سواء كانت كتباً مؤلفة جديدة أو كتباً سبق تأليفها ومطبقة في الميدان؛ وذلك لطباعة نسخ منها يطلق عليها التجارب الطباعية "البروفات". وواصل: ثم تسلم للوزارة لمراجعتها مراجعة شاملة لاستدراك الأخطاء الطباعية واللغوية والحكم على مناسبة التصميم وجودة الصور والألوان والتأكد من صحة المعلومات ودقتها وحداثتها وموافقتها للاتجاهات التربوية. وأوضح "الحارثي" أنه بعد المراجعة تُعتَمد النسخة النهائية للطباعة وتبدأ الطباعة مع تغليف كتب كل صف على حدة، وما زال دور الوزارة في هذه المرحلة حاضراً وبقوة؛ حيث تكلف مختصين في إدارة المقررات المدرسية بزيارات متكررة للمطابع للاطلاع على سلامة سير جميع عمليات الطباعة ولمعالجة أي معوقات أو مشاكل قد تطرأ، بعد ذلك يتم البدء في ترحيل الكتب وتوريدها لمستودعات إدارات التعليم والمستودع المركزي للوزارة، وذلك حسب البيانات المرفقة وفق برنامج زمني محدد، ومن ثم يتم إعلام المدارس عبر تعاميم إلكترونية بتوفر الكتب في المستودعات؛ حيث تقوم المستودعات بإرسال الكتب للمدارس. وأبان "الحارثي" أن محتوى الكتاب المدرسي يبني شخصية أبنائنا ويسهم في إعدادهم لتحمل مسؤولية نهضة وطن ورؤية طموحة للمستقبل بملامح واعدة هي رؤية 2030؛ ولذا على أبنائنا الطلاب والطالبات المحافظة على كتبهم والاعتناء بها. وكانت جميع مدارس المملكة قد بدأت مطلع الأسبوع الجاري توزيع الكتب المدرسية على الطلاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسية بالتعليم العام وتعليم الكبار والمدارس السعودية في الخارج ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ومدارس التربية الخاصة والمدارس العالمية.