ما ان يحصل تفجير في نيويورك ونستنكره هنا حتى يأتي مَنْ يستنكر علينا استنكارنا ليذكرنا، وكأننا نسينا أن عشرات التفجيرات تحصل يومياً في سورية. أن تدين تفجيراً، وهو أضعف الإيمان، يعني إدانة كل التفجيرات في أي بقعة من العالم وليس الاعتقاد بأن العين بالعين والسن بالسن والتفجير بالتفجير والبادي أظلم. فالظلم الحقيقي أن تفجيرات المسلمين في بلاد المسلمين يروح ضحيتها المسلمون دوماً وتفجيرات المسلمين في البلاد الأخرى لا يروح ضحيتها إلا المسلمون كذلك، ومَنْ لم يمت بانفجار مات بغيره، وفي جميع الأحوال فالتفجير ليس من الإسلام أيا كان هدفه وموقعه سواء كان في بلاد المسلمين أم في بلاد غير المسلمين. أتذكر الذين ابتهجوا لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر الذي لم تُصب شظاياه سوانا، واليوم يعيد التاريخ نفسه لنكرر أخطاءنا المتكررة حتى صارت خطايا تطاردنا لتسألنا: أي بشر يبتهج لمقتل بشر؟ أن يعتقد المُفجر أن تفجيره هو الحل لجميع قضاياه فتلك مصيبة، لكن المصيبة الأكبر أن يعتقد شخص مسالم ما للتفجيرات نهي عليه ولا أمر، أن التفجير بالتفجير يذكر ويضع تفجيراتهم في كفة وتفجيراتنا في كفة اعتقاداً منه أن العدالة في تساوي كفتي الميزان! التفجير ليس حلاً والحل الحقيقي يبدأ عندما ينتهي الجدل العقيم بعد كل تفجير بين فئة تستنكر وفئة تستنكر الاستنكار. والاستنكار الحقيقي ليس للتفجير ومستنكري التفجير بل للذين يستنكرون على مستنكري التفجير استنكارهم فهنا أساس المشكلة التي بنى عليها المفجر تفجيره حتى صار العالم بأسره قابلاً للانفجار. ننشغل بالتفجيرات وشجبها وشجب مَنْ يشجبنا، وغيرنا بعيد عن نظرية المؤامرة يحقق أهدافه ومنها شغلنا بشجبنا! reemalmee@
مشاركة :