دأب الجمهور على أن يشاهد همومه ومشاكله المجتمعية على المسرح. لكن اللافت والمختلف في مسرحية «السلطة الخامسة» أن الممثلين يتحركون على خشبة المسرح، كي يعرضوا همومهم الخاصة كفنانين، ويطرحوا على المشاهدين ما يعتري أرجاء بيتهم الفني من مشاغل ومشاكل! «الراي» لبَّت دعوة فرقة «المسرح الكويتي» لحضور بروفة مسرحيتها «السلطة الخامسة» على مسرح الشامية، في إطار استعدادها للمشاركة في مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية» الذي انطلقت فعالياته أمس، ومن المقرر أن تُعرَض «السلطة الخامسة» يومي الجمعة والسبت المقبلين على مسرح الدسمة عند تمام الثامنة مساء. حضر العرض كوكبة من الفنانين بينهم داوود حسين، خالد المفيدي، فيصل العميري، سماح، عبدالله التركماني وهاني الطباخ، إلى جانب الكاتبة عواطف البدر. وعقب نهاية العرض، التقت «الراي» رئيس فرقة المسرح الكويتي الفنان أحمد السلمان وأبطال المسرحية عبدالمحسن القفاص ونسرين وإسماعيل سرور. البداية كانت مع الفنان أحمد السلمان الذي تحدث عن المسرحية قائلاً: «إنها تحاكي القضايا المحلية والخليجية والعربية التي طفت على الساحة أخيراً من خلال إسقاطات كوميدية». وعن مشاركتهم في مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية»، قال السلمان: «نحن حريصون في فرقة المسرح الكويتي على المشاركة في جميع المهرجانات، وأخذنا على عاتقنا أن نشارك في الدورة التأسيسية لهذا المهرجان»، متوجهاً بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذه المبادرة، ومردفاً: «أعتبر أن المجلس حقق إنجازاً كبيراً بإنشاء هذا المهرجان في ظل الظروف الصعبة، وهدفها الارتقاء بالفنان والحركة المسرحية في الكويت، وأشيد بالاهتمام الدائم بالفرق المسرحية من قبل مسؤولي المجلس، وعلى رأسهم الأمين العام علي اليوحة الذي حقق في عهده الكثير من الأعمال والإنجازات الثقافية والفنية». أما مخرج المسرحية سعود القطان فتحدث إلى «الراي» عن فحوى العمل قائلاً: «تحكي المسرحية عن المشاكل التي يواجهها الفنان عادة في سياق جداله الدائم مع السلطة تحديداً، كما تعرض لأهمية دور الفنان في طرح مشاكل مجتمعه، وتصدي السلطة له، واستخدامها نفوذها في الحيلولة بينه وبين أداء رسالته». وحول اختيار اسم المسرحية، أوضح القطان: «عندما تناقشت مع مؤلف المسرحية فيصل العبيد تحدثنا عن تدرج السلطات، فقلنا إنه يجب على الفنان أن يمثل هذه السلطات، وإن كانت رمزية»، مؤكداً «أن الفنان يؤدي رسالة يطرح من خلالها مشاكل مجتمعه، تمهيداً لمحاولة البحث عن حلول لها، من أجل حياة أفضل للمجتمع». القطان تطرق إلى طريقة الطرح، مشيراً إلى أن المعالجة تمضي في إطار الكوميديا التي هي شعار المهرجان، ومردفاً: «حاولنا الالتزام بقواعد الفن الراقي، وتقديم عمل يليق باسم المسرح الكويتي بعيداً عن الإسفاف، خصوصاً أننا أكاديميون قادرون على صنع عمل كوميدي يحظى بالقبول الجماهيري، ويحتفظ في الوقت ذاته بالمواصفات الأكاديمية». وأشاد القطان بالدعم الذي قدمته له فرقة المسرح الكويتي، قائلاً: «الجميع لم يقصروا معنا، وعلى رأسهم أحمد السلمان، حيث إنني لستُ بعيداً عن المسرح، لأنني عضو منذ 15 عاماً، ولي الشرف أن أعمل بهذه الفرقة العريقة التي تقدم أعمالاً راقية، وأتمنى استكمال مسيرة زملائي في طريقة تقديم الأعمال الراقية التي تحظى باحترام وتقدير الجميع من الجمهور والنقاد على السواء». في السياق ذاته، تحدث مؤلف العمل فيصل العبيد إلى «الراي»، معرباً عن أن مهرجان الليالي المسرحية الكوميدية هو فرصة أعطانا إياها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للتواصل مع الجمهور بشكل عام وليس النوعي، ونحن كفريق عمل وبتوصيات من مجلس إدارة المسرح الكويتي نسعى إلى تحقيق هدف الفرجة المسرحية للجميع، لنحقق ما يصبو إليه المسرح، وهو استقطاب الجمهور بشكل أكبر، وتفاعل الجمهور المباشر هو نبض العرض ومقياس نجاحه الحقيقي. وبدوره، أوجز الفنان عبدالمحسن القفاص الملامح الرئيسية في دوره قائلاً: «أجسد شخصية المحقق الذي تلتبس عليه الجريمة في المسرح، محاولاً إيجاد حل لها وربطها بقضاياها الخارجية عن طريق الكوميديا»، في حين قالت الفنانة نسرين: «أجسد دور مخرجة العمل بحيث تقدم توجيهات للفنانين، كما تواجه اتهاماً بالتحريض والقتل أثناء إخراج العمل»، في الوقت الذي قال فيه الفنان محمد الطاحون: «أتعرض للاتهام بارتكاب جريمة قتل في المسرح ليست حقيقية، كما نستعرض من خلال العمل المشاكل التي يعاني منها الفنان، ونطرحها على خشبة المسرح». في السياق ذاته، أخبر الفنان إسماعيل سرور «الراي» أنه يجسد دور مساعد المحقق، محاولاً كشف الجريمة بطريقة كوميدية خفيفة، أما الممثل الشاب محمد عاشور فقال: «أقدم أكثر من (كراكتر) أحدها شخصية العامل الآسيوي الذي يُتَّهم بالجريمة التي لا صحة لها». يُذكر أن مسرحية «السلطة الخامسة» ستُعرض يومي 23 و24 من الشهر الجاري على مسرح الدسمة، وهي من تأليف وسينوغرافيا فيصل العبيد، وإخراج سعود القطان، ويتقاسم بطولتها كل من عبدالمحسن القفاص، نسرين، عبدالله غلوم، إسماعيل سرور، سامي بلال ومحمد عاشور، والموسيقى لمحمد الزنكوي، والأزياء لمحمد الرباح، ومن إنتاج مهدي السلمان.