«مجزرة» في استهداف قافلة مساعدات إنسانية غرب حلب - خارجيات

  • 9/21/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - لم تكد تمضي ساعات على انتهاء الهدنة التي أقرها الاتفاق الأميركي - الروسي، الأسبوع الماضي، في سورية، حتى تعرّضت قافلة مساعدات تضم 18 شاحنة، في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي للقصف، بعد منحها ترخيص العبور من الحدود التركية، ما تسبّب بمقتل 20 شخصاً، وإصابة 18 آخرين، إضافة إلى تدمير الشاحنات الـ 18 وعيادة طبّية، فيما علّقت الأمم المتحدة كل قوافل المساعدات إلى سورية. وبينما حمّلت واشنطن مسؤولية هذه المجزرة لروسيا وسورية، وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القصف «تم بواسطة الطيران الحربي الروسي أو السوري»، نفى الحليفان (دمشق وموسكو) مسؤوليتهما عن العملية. وليل امس، عدلت الام المتحدة وصف حادثة قافلة الإغاثة «من قصف جوي» إلى «هجوم». وأعتبرت «اننا لا نستطيع تأكيد تعرض قافلة الإغاثة في سورية الى قصف جوي». وأظهرت صور في أورم الكبرى شاحنات خضراء اللون محمّلة بالمساعدات، وقد تبعثرت محتوياتها من صناديق واكياس بيضاء. ويبدو في صور اخرى عبوات ادوية متناثرة على الارض. وأعلن «الهلال الأحمر السوري» أنه سيعلق كل الأنشطة في حلب لثلاثة أيام احتجاجا على الهجوم، مضيفاً أن «القصف أسفر عن مقتل عمر بركات مدير الهلال الأحمر العربي السوري في أورم الكبرى وعدد من سائقي الشاحنات وغيرهم من العاملين». وذكر«المرصد» أن «12 قتلوا و18 أصيبوا خلال مرافقتهم قافلة الشاحنات التي كانت في طريقها لتسليم مواد إغاثية من الأمم المتحدة، تحت إشراف الهلال الأحمر السوري، عندما استهدفها الطيران الحربي الروسي أو السوري». من جهتها، عبّرت الأمم المتحدة عن غضبها بعد قصف قافلة المساعدات، داعية الى اجراء«تحقيق مستقل». وأفاد المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا، بأن «غضبنا من هذا الهجوم كبير جداً (...) هذه القافلة كانت نتيجة عملية طويلة من التراخيص والتحضيرات من اجل مساعدة مدنيين معزولين». كلام دي ميستورا جاء على هامش اجتماع قادة العالم في نيويورك، أمس، للمشاركة في الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، حيث أعلن مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية، ستيفن اوبراين: «إذا تبيّن ان هذا الهجوم الوحشي كان استهدافاً متعمداً للعاملين في القطاع الانساني، فسيرقى الى جريمة حرب (...) لا يمكن ان يكون هناك اي تفسير او اعتذار او سبب او منطق لشن حرب على عاملين انسانيين يحاولون الوصول الى مواطنيهم الذين هم بحاجة ماسّة الى المساعدة». من جانبه، أوضح مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روبرت مارديني، أن قوافل مساعدات إلى بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب وبلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، ستؤجل حتى يعيد موظفو اللجنة تقييم الأمن بعد الهجوم الأخير. وبينما ذكرت الأمم المتحدة أن مصدر الهجوم ونوعه قيد التحقيق، أفاد مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس باراك أوباما، أنه «يتبين من كل المؤشرات أن هذه كانت ضربة جوية، وليس مصدرها التحالف»، مشيرا الى أنه «لم يتضح حتى اللحظة ما إذا كانت الطائرات الروسية أو السورية متورطة. وفي الحالتين، بالتأكيد يتحمّل الروس مسؤولية الامتناع عن اتخاذ مثل هذه الخطوة بأنفسهم، لكنهم يتحمّلون أيضا مسؤولية إثناء نظام (الرئيس السوري بشار الأسد) عن اتخاذها».صرّح مسؤول آخر في الإدارة الأميركية بأن الهجوم «تسبّب في صفعة قوية لجهودنا في جلب السلام إلى سورية، وأن إظهار الجدية أمر بيد الروس، ليس بالحديث فحسب، وإنما بالأفعال، التي توضح أن هذه العملية ما زالت قابلة للتطبيق». في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية ضلوع اي من الطيران الروسي أو السوري في قصف القافلة، موضحة أن «الطيران الروسي أو السوري لم ينفذ أي ضربة جوية على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة غرب حلب» بعدما كان الكرملين أعلن في وقت سابق ان الجيش الروسي يحقّق في الحادث. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف: «كل المعلومات عن مكان القافلة لم تكن متاحة إلا للمتشددين الذين يسيطرون على هذه المناطق (...) الطيران الروسي أو السوري لم ينفذ أي ضربة جوية على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في جنوب غرب حلب». وشكّك بأن تكون القافلة أصيبت في غارة جوية، قائلاً: «درسنا بانتباه مشاهد الفيديو للناشطين المزعومين الموجودين على الأرض، ولم نجد أي مؤشرات إلى ضربات على الموقع بواسطة أسلحة (...) ليس هناك حفرة، وهيكل الآليات لم يتضرر ولم تتأثر بعصف ضربة جوية». ويرى الجيش الروسي أن مقاطع الفيديو هذه التي لم يصورها الجيش الروسي لا تكشف سوى عن «نتيجة حريق اندلع مصادفة عند شن المتمردين هجوما ضخما في اتجاه حلب». وحسب الجيش الروسي، فان مقاتلي جبهة «فتح الشام» شنوا هجوماً، أول من أمس، في ريف حلب «مدعوما بنيران غزيرة من المدفعية والدبابات، وبقاذفات صواريخ متعددة من نماذج مختلفة». وذكر كوناشنكوف أن «منظمة الخوذ البيضاء للإنقاذ القريبة من فتح الشام وحدها القادرة على تحديد من يقف وراء حريق القافلة». بدوره، نفى الجيش السوري استهدافه القافلة، قائلاً: «لا صحة للأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن استهداف الجيش العربي السوري قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب». وبعد الضربة الجوية على القافلة وتعليق الأمم المتحدة كل شحنات المساعدات إلى سورية، عقدت المجموعة الدولية لدعم سورية، لقاء في نيويورك، أمس، واتفقت على ضرورة استمرار وقف النار في سورية بموجب الهدنة الروسية - الأميركية، رغم استمرار العنف. واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان وقف النار في سورية «لم ينته»، مردفاً انه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف مجددا في وقت لاحق هذا الاسبوع. وأعلنت روسيا أنها مستعدة لمواصلة العمل على تنفيذ اتفاق وقف النار في سورية، حيث قال مسؤول روسي إن «حقيقة أننا هنا وأننا نشارك في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية تأكيد لرغبتنا في مواصلة العمل. لا يمكنكم فقط..التخلّص من كل ما حققنا خلال عام». بدوره، ذكر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قبل بدء الاجتماع: «سنرى إن كان هناك سبيل للعودة إلى المفاوضات أو إلى الهدنة، ام ان الوضع ميئوس منه. آمل ذلك بالطبع، لكنني لست واثقا منه». إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية إدراج جماعة «جند الأقصى» المسلحة التي تنشط شمال سورية في قائمتها الخاصة بالمنظمات الإرهابية الدولية. وكذلك، عبّر منسق «الهيئة العليا للمفاوضات»الممثلة للمعارضة السورية، رياض حجاب، عن اسفه لأن«العالم يتفرّج»على المأساة الجارية في سورية من دون ان يحرّك ساكنا، رافضا في الوقت نفسه التعليق على إعلان النظام السوري انهيار الهدنة. وفي حمص، استهدفت طائرات النظام مدينة الرستن وقرية الفرحانية في الريف الشمالي، بعشرات الغارات الجوية، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين. ويأتي التصعيد العسكري من قبل النظام بعد خروج قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة من مدينة تلبيسة، التي دخلتها أول من أمس. وكانت الهيئات المدنية في بلدات ريف حمص الشمالي ألغت الدوام الرسمي في المدارس مع أول أيام بدء العام الدراسي الأحد الماضي، جراء استهدافها بغارات جوية، الأمر الذي يمثّل تهديداً على حياة الطلاب. وفي حي الوعر المحاصر في حمص، أجّل مجدّداً خروج مئات من مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم، يومين أو ثلاثة، بعد الاتفاق الذي أعلن عنه لخروجهم باتجاه إدلب، حيث أغلقت قوات النظام المعابر المؤدية من الحي إلى المدينة.

مشاركة :