العربية.نت: يبدو أن الغزل الأمريكي - الإيراني مع نهاية عهد الرئيس باراك أوباما بلغ ذروته مع الإعلان عن تعيين سحر نوروز زادة (إيرانية الأصل)، كمتحدثة للخارجية الأمريكية باللغة الفارسية، وهي من أعضاء اللوبي الإيراني «المجلس القومي للإيرانيين في أمريكا» (ناياك) أي (National Iranian American Council (NIAC الموالي لنظام طهران في الولايات المتحدة.وتشغل نوروز زادة في الوقت نفسه، منصب مديرة قسم إيران بالخارجية الأمريكية، كما عملت سابقاً كمديرة لشؤون إيران في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وهي من الشخصيات المقربة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض. واستحدثت الخارجية الأمريكية منصب المتحدث باللغة الفارسية في أبريل 2011، وعينت الدبلوماسي آلن أير، في هذا المنصب الذي قام طيلة السنوات الماضية بشرح السياسات الأمريكية للشعب الإيراني ومخاطبته مباشرة عبر وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية ومواقع الخارجية الأمريكية الناطقة بالفارسية. وتتحدث سحر نوروز زادة التي حلّت محل آير اللغات الفارسية والعربية والإسبانية والدارية، إضافة إلى الإنجليزية، وتشغل كامرأة من أصول إيرانية، أعلى منصب في الولايات المتحدة بما يتعلق بملف إيران، من بين إيرانيات كثيرات يعملن في الإدارة الأمريكية. وفي مقابلة لها مع القسم الفارسي لإذاعة «صوت أمريكا» عقب تعيينها كمتحدثة فارسية باسم الخارجية الأمريكية، قالت نوروز زادة، إن: «الولايات المتحدة مستعدة لفتح قنوات جديدة مع إيران». وحول مسؤولياتها في الوظائف التي تشغلها قالت نوروز زادة: «أنا المسؤولة عن شؤون إيران في فريق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وظيفتي هي أن أبحث وأقدم التحليلات اللازمة لوضع سياسات وإستراتيجيات طويلة الأمد، وأن أقدم المقترحات حول إيران إلى وزير الخارجية». سحر نوروز زادة هي أول امرأة أمريكية من أصول إيرانية تشغل منصب إدارة قسم إيران في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الذي هو من أهم الفرق والمجموعات الاستشارية للرئيس الأمريكي لاتخاذ قرارات حول الأمور الأمنية والعسكرية والدبلوماسية. كما كانت نوروز زادة تعمل كأحد أعضاء مكتب الرئيس الأمريكي حول المفاوضات النووية ما بين إيران ومجموعة الدول 5+1 بالتزامن مع حضورها في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وتقوم سحر نوروز زادة بتنسيق عمل كل الأجهزة والجهات التي ترتبط وظائفها بالشأن الإيراني والتواصل معهم، وسبق لها أن شاركت في الكثير من الجلسات الاستشارية مع الرئيس باراك أوباما حول المفاوضات النووية الإيرانية. تم تكريم هذه السيدة الأمريكية - الإيرانية من قبل عدة جهات حكومية في الولايات المتحدة، وتسلمت جوائز من إدارة المعلومات القومية والشرطة الفيدرالية ومركز مكافحة إنتاج وتوسيع أسلحة الدمار الشامل ووزارتي الدفاع والخارجية.كما حصلت على الميدالية العالمية لمكافحة الإرهاب من وزير الدفاع الأمريكي. يرتكز عمل نوروز زاده حالياً في الخارجية الأمريكية على موضوع السياسات الأمريكية تجاه إيران، والأمور المتعلقة بتطبيق بنود الاتفاق النووي. وكانت وسائل إعلام أمريكية كشفت العام الماضي أن المسؤولة عن الملف الإيراني بمجلس الأمن القومي الأمريكي، سحر نوروز زادة، تعمل في لوبي ينشط لصالح طهران في الولايات المتحدة الأمريكية. وتعد نوروز زادة من المقربين من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والذي كان له دور كبير في إنجاح الاتفاق النووي مع إيران، ولديه العديد من المستشارين الإيرانيين، على رأسهم سحر نوروز زادة. وكانت تقارير صحفية سلطت الضوء على زواج ابنه كيري «فانيسا» من طبيب إيراني يدعى بهروز والا ناهيد، حيث عزا بعض المحللين علاقة كيري الجيدة مع الإيرانيين إلى هذا الرابط العاطفي الذي نتج عن المصاهرة. ولا يقتصر حضور السيدات من أصول إيرانية في مواقع مهمة في البيت الأبيض على سحر نوروز زادة فحسب، بل يمكن الإشارة إلى فريال غواشيرى، مساعدة الرئيس أوباما الخاصة منذ عام 2014 والتي تقوم بتنظيم جدول الرئيس أوباما في سفراته الخارجية أو لقاءاته بالرؤساء الأجانب في البيت الأبيض. وفي مقابلة مع «بي بي سي BBC قالت غواشيري وهي من أعضاء اللوبي الإيراني (نايا): إنها تساعد بعض الإيرانيين بنقل رسائلهم إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقالت غواشيري: «إن كثيراً من الإيرانيين يطلبون منها ذلك، وأحياناً تقوم بنقل رسائلهم، لكن بأسلوبها الخاص، وكثير منهم كذلك يقدمون الهدايا للرئيس أوباما، وتقوم هي بتسليمها إلى الفريق المسؤول عن جمع الهدايا في البيت الأبيض»، مضيفة أنها: «تسعى إلى أن تترك أصولها الإيرانية بصمتها على عملها». كما يمكن الإشارة إلى ماندانا فاطمي، التي تعمل لدى مكتب العلاقات العامة في البيت الأبيض، وهي من كبار المحللين ومديرة مشاريع مكتب المراسلات الرئاسية، والتي جاءت إلى أمريكا مع والديها أمير فاطمي ومهشيد فاطمي إلى أمريكا عام 1977. أما بانتيا فاعد Pantea Faed التي تعمل في مكتب الشؤون الاجتماعية في البيت الأبيض، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم كثير من مآدب واجتماعات الرئيس أوباما والسيدة الأولى، فبدأت عملها في البيت الأبيض عام 2013 كمتدرّبة مؤقتة، ثم تم تثبيتها في العمل لدى السيدة ميشيل أوباما. الجدير بالذكر أن بانتيا أيضاً عضو في المجلس الوطني للإيرانيين - الأمريكيين. المرأة الإيرانية - الأمريكية حاضرة في المهن الأخرى في البيت الأبيض، مثل هديه غفاريان كبيرة منسّقي الزهور في البيت الأبيض، التي ولدت في طهران ثم هاجرت إلى أمريكا مع والديها منذ الصغر عقب اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979.
مشاركة :