كركوك - (أ ف ب): بدأت القوات العراقية أمس الثلاثاء عملية بمساندة قوات التحالف الدولي لاستعادة السيطرة على منطقة الشرقاط، احد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، في خطوة مهمة على طريق استعادة مدينة الموصل. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلمة متلفزة من نيويورك عقب لقائه الرئيس الأمريكي باراك اوباما: «بعون الله وهمة المقاتلين الشجعان نعلن بدء صفحة جديدة من صفحات النصر والتحرير وانطلاق عمليات تحرير الشرقاط». تقع الشرقاط على ضفاف نهر دجلة على بعد 260 كلم شمال بغداد، وتعد آخر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة صلاح الدين التي استعيدت السيطرة عليها قبل أشهر. وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، لوكالة فرانس برس «انطلقت عملية تحرير قضاء الشرقاط عند الخامسة والنصف (02:30 بتوقيت جرينتش) من عدة محاور شمالي ووسطي وجنوبي». واضاف ان العملية «بمشاركة قيادة عمليات محافظة صلاح الدين ومساندة طيران التحالف الدولي وقوات مدرعة وطيران القوة الجوية وطيران الجيش وحشد عشائر صلاح الدين». واكد ان «التقدم جيد والساعات القادمة ستكون هناك بشرى تحرير مناطق مهمة وصولا الى تحرير قضاء الشرقاط». واستعادت القوات العراقية حتى الان اربع قرى جنوب وشرق القضاء وتواصل تقدمها، بحسب رسول. وتمكنت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي من استعادة مناطق مهمة بينها القيارة الواقعة في جنوبي محافظة نينوى، بهدف التقدم لاستعادة الموصل ثاني اكبر مدن البلاد. وعن اهمية استعادة البلدة قال رسول ان «الشرقاط قضاء مهم ولا نستطيع الذهاب باتجاه الموصل ولدينا مناطق مازالت تحت سيطرة التنظيم الارهابي»، في اشارة الى مناطق قرب الموصل. بدوره، أكد علي الدودح قائم مقام الشرقاط «تحرير قرى السكنية ومزارع درة التاج، جنوب غرب الشرقاط، واستمرار التقدم في اغلب المحاور». وقال انه تم رصد «هروب عناصر داعش من اغلب القرى باتجاه الشمال» اي الى محافظة نينوى، في حين تغير طائرات التحالف الدولي على مواقع الجهاديين منذ الاثنين. وذكر ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي انه «سبق انطلاق العملية قصف مكثف من طيران التحالف الدولي ومدفعية الجيش العراقي ثم بدأ تقدم القوات». وقال الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ان «قوات التحالف نفذت 19 ضربة جوية خلال الاسبوعين الماضيين لتمهيد لعمليات الشرقاط». وأكد ان «تطهير هذه المنطقة يضمن قطع كل خطوط إمدادهم» في اشارة الى الجهاديين. وتمكنت القوات العراقية من السيطرة والتقدم باتجاه مركز الشرقاط. وقال العقيد محمد الاسدي المتحدث باسم قيادة عمليات صلاح الدين، في وقت لاحق أمس، ان «العملية حققت تقدما كبيرا وحررت القوات قرى المسيحلي والسكنية الواقعة غرب الشرقاط وقرى خدعان والعيثة وخدعان الواقعة الى الشمال»، مؤكدا ان «القوات اصبحت على بعد خمسة كيلومترات عن مركز الشرقاط». ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الرئيس الأمريكي باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال أوباما قبيل لقائه العبادي «نعتقد اننا سنكون قادرين على التقدم سريعا الى حد ما» في عملية تحرير الموصل، كبرى مدن شمال العراق والتي يسيطر عليها الجهاديون منذ يونيو 2014. وشدد من ناحية ثانية على ان هدف عملية الموصل ليس طرد التنظيم الجهادي منها فحسب، وانما اعادة اعمار المدينة وتقديم المساعدات لأبنائها. وكانت الامم المتحدة حذرت من ان معركة الموصل يمكن ان تؤدي الى نزوح ما يصل الى مليون نسمة.
مشاركة :