أشار تقرير حديث صدر عن مجلس الطاقة العالمي بتاريخ 20 سبتمبر الجاري إلى أن مصادر الطاقة المتجددة- بما فيها الطاقة الكهرمائية – تشكّل أكثر من 30% من إجمالي القدرات العالمية لتوليد الكهرباء في الوقت الرهن، لاسيما وأن السنين العشرة الفائتة شهدت نمواً مذهلاً لتوليد الكهرباء بالاعتماد على الرياح والألواح الكهروضوئية بمعدّل 23% و50% على التوالي، وذلك رغم أن مساهمة هذين المصدرين في إجمالي الكهرباء المولّدة عالمياً لا تزال مقتصرة على 4% حالياً وفقا لصحيفة "الوطن" الإماراتية. وقد نُشر التقرير – الذي يحمل عنوان “إدماج مختلف مصادر الطاقة المتجددة في أنظمة توليد الكهرباء 2016- سبل تحقيق الأداء الأمثل”- بالتعاون بين مجلس الطاقة العالمي وشركة ’سي إي إس آي‘ (CESI S.p.A)، وهو يعتمد على دراسات حالات أجريت في 32 دولة، بما يغطي نحو 90% من إجمالي قدرات توليد الكهرباء بالرياح والطاقة الشمسية حول العالم. وقد أصبحت الطاقة المتجددة اليوم قطاعاً ضخماً، حيث شهد عام 2015 استثمارات غير مسبوقة في هذا المجال بقيمة 286 مليار دولار أمريكي لتعزيز قدرات توليد الكهرباء من المصادر المتجددة حول العالم بمقدار 154 جيجاوات (76% من الرياح والألواح الكهرضوئية)، في حين اقتصرت الاستثمارات في منهجيات التوليد التقليدية على إضافة 97 جيجاوات. وقد صدر التقرير في إطار الأنشطة والملفات الداعمة للمؤتمر الدولي الثالث والعشرين للطاقة، والذي سيقام بين 10 و13 أكتوبر القادم في اسطنبول؛ حيث سيشهد اليوم الأول من المؤتمر مناقشة شؤون عديدة من أبرزها موضوع تقنيات الطاقة المتجددة ومكانتها بين آليات توليد الطاقة حول العالم، وكيف يمكن لها أن تسرّع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية. وقال كريستوف فراي، الأمين العام لمجلس الطاقة العالمي: “إن النجاح في تطوير مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة وإدماجها بكفاءة في أنظمة توليد الكهرباء يعتمد بشكل أساسي على وضع التصاميم السوقية الصحيحة والأطر التنظيمية المناسبة، وذلك إلى جانب التعاون على إعداد خطط إقليمية مدروسة بهدف تجنّب أي نوع من الاختناقات أو الضغوط”. وأضاف: “يمضي العالم اليوم في طريقه نحو تحوّل جذري من حيث منهجيات توليد الطاقة وقد تجاوز نقطة اللاعودة على هذا الصعيد منذ زمن طويل، لذا من شأن اعتماد سياسات صحيحة اقتصادياً وتقنياً – مدعوماً بمعايير واضحة بخصوص أسعار الكربون- أن يجعل هذا التحوّل أكثر سلاسة مع دعمنا في تحقيق الأهداف المناخية التي تم الاتفاق عليها في الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ (COP21)”.
مشاركة :