اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الأربعاء ان المأساة السورية باتت تشكل "عارا على الجميع". وقال بان كي مون في كلمته أمام الاجتماع رفيع المستوى حول الوضع في سوريا والذي عقده مجلس الامن الدولي على هامش أعمال الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة انه "لا يجب ربط مستقبل أي بلد بمصير شخص واحد" وذلك في إشارة واضحة الى الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف "بوجود الهجمات العشوائية على المدنيين والمنشآت المدنية واتباع تكتيك القرون الوسطى المتمثل بالحصار وتسليح الجوع واستخدام الأسلحة الكيماوية بما في ذلك الهجمات التي نسبت مؤخرا إلى ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والحكومة السورية تكون كل المعايير العالمية للقانون الإنساني قد انتهكت بشكل صارخ". وحث بان كي مون الجميع على استخدام تأثيرهم لإحياء اتفاق وقف اطلاق النار معتبرا "ان هناك فرصة الآن لوقف كافة الأعمال العدائية وتسهيل إيصال المساعدات الانسانية الى مدينة حلب وكافة أنحاء سوريا وإطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد المجموعات الارهابية كداعش وجبهة النصرة". وطالب بأن تركز المحادثات السورية عند استئنافها على المسائل الأساسية المتعلقة بانتقال السلطة داعيا مبعوثه الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الى العمل بشكل مكثف نحو السعي لعقد محادثات رسمية في أسرع وقت ممكن كما دعا مجلس الأمن الدولي الى دعم هذا الجهد. وفي ختام كلمته دعا الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي لاحالة الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية. من جهته قال دي ميستورا في كلمته ان الأمين العام طلب منه أن يقدم الى كافة الاطراف مسودة لاقتراحات تشكل نقطة انطلاق لمحادثات سورية - سورية مشددا على ان الصراع السوري لا يمكن أن يحل عسكريا. ورأى دي ميستورا انه من أجل أن يكون انتقال السلطة ناجحا فإنه ينبغي على المفاوضات أن تتفق على كيفية ممارسة الحكم من قبل الحكومة الانتقالية بما فيها العلاقة مع الرئاسة والسلطات التنفيذية والمؤسسات الأمنية وغيرها وهي أمور يجب أن يتفق عليها السوريون فيما بينهم. بعدها تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أبدى استعداد بلاده للكشف عن تفاصيل اتفاق وقف اطلاق النار الذي توصلت اليه مع الولايات المتحدة. وحول الهجوم الذي تعرضت له قافلة المساعدات الانسانية في حلب منذ يومين أصر لافروف على وجوب اجراء تحقيق معمق وحيادي معتبرا انه "يجب على المبعوث الدولي دي ميستورا ألا يقبل الابتزاز أو الشروط المسبقة لاستئناف المحادثات". وتحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فأشار الى ان أعضاء مجموعة الدعم الدولية لسوريا لديهم نسخ عن اتفاق وقف اطلاق النار. وفيما يتعلق باستئناف المحادثات السورية واعتبار روسيا ان وقف اطلاق النار يمثل شرطا مسبقا أوضح كيري "ان وقف اطلاق النار ليس شرطا مسبقا بل هو أمر توافقنا عليه كلنا في الأمم المتحدة وضمن مجموعة الدعم الدولية لسوريا". ودعا الوزير الأمريكي الى حظر تحليق الطيران وإنهاء الهجمات على المدنيين بحجة محاربة الجماعات الارهابية معتبرا "ان بشار الاسد يخلق التباسا في هذا الشأن". وكان أعضاء مجموعة الدعم الدولية لسوريا اتفقوا في اجتماعهم بالأمم المتحدة أمس الثلاثاء على أنه رغم استمرار العنف إلا انه من الضروري مواصلة السعي لوقف الأعمال العدائية في كافة أنحاء سوريا على أساس الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.