القرقاوي: نحارب التطرف بالتسامح والأمل والسعادة

  • 9/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك: الخليج أكد محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل أن الهدف الأسمى لأي حكومة في العالم ينبغي أن يكون تحقيق السعادة وخلق الأمل. وقال في لقاء تلفزيوني في برنامج 2030 الآن على محطة لايف ستريم الأمريكية: أعتقد أن دور الحكومة المعاصرة ينبغي أن يتغير، ونحن في دولة الإمارات بفضل قيادتنا الرشيدة نفكر في المستقبل، تماماً كما تتطلع الشركات نحو المستقبل، فبقاء أي حكومة في خانة التفكير التقليدي سيكون عملها ممل ورتيب وبيروقراطي لا يثير الإعجاب. ومع ذلك عندما نراجع رؤيتنا في حكومة الإمارات - والكلام للقرقاوي- نجد أننا بحاجة إلى رؤية جديدة في التعامل مع ملايين البشر، فنحن بحاجة لتطوير خدماتنا ومنتجاتنا وبالتالي تطوير نهجنا في العمل. وأضاف: نحن في دولة الإمارات ننظر إلى منطقتنا ودورنا فيها وإلى نقاط قوتنا والقيمة التي نملكها، ونسأل أنفسنا كيف يمكننا تطوير النموذج الإيجابي لدولتنا لنقلها إلى المرحلة التالية، وهنا أود أن أسرد قصة حصلت لي شخصياً. عندما كنت في الثامنة من عمري قمت بأول رحلة من دبي إلى أبوظبي، وكانت دولتنا يومها قيد التشكيل كان ذلك في عام 1971. لم يكن لدينا جامعات ولا مدارس، ومدرستي لم يكن فيها ماء ولا كهرباء. حتى الطرق يومها لم تكن موجودة وكانت رحلتي إلى أبوظبي فوق الكثبان الرملية، لكن ما يميزنا يومئذ أن قيادة بلادنا كان لديها الأمل في المستقبل، لهذا عندما نرى اليوم حكومة تضم وزيرة شباب عمرها 22 عاماً نقول إنه لم تعد هناك حاجة كي يتولى الكبار التفكير نيابة عن الشباب، الشباب اليوم يشكلون 56% من السكان وهم الأقدر على فهم متطلباتهم ورسم صورة مستقبلهم، وقضية السن ليست مهمة فسواء كان عمرك 22 أو 50 عاماً المهم أن تكون عنصراً جيداً، من هنا ينبع فهمنا للعملية، نحن ننظر إلى المستقبل في إطار مهمتنا كحكومة ألا وهي خلق الأمل. قضايا ساخنة وقال القرقاوي: نحن نعيش في منطقة فيها العديد من القضايا الساخنة والملحة، والبيئة التي تحيط بنا قاسية ومليئة بالنزاعات والحروب الطائفية، ومهمتنا هي خلق الأمل في منطقة يعيش فيها 500 مليون نسمة نسبة 65% منهم دون سن ال25 سنة أي أكثر من 300 مليون من الشباب. وعندما يكون هناك أمل يمكن أن يكونوا متفاعلين وإيجابيين ويسهمون في بناء مجتمعاتهم، وإلا سيجنحون إلى التطرف، لذا علينا أن نتحرك لخلق النموذج الإيجابي، وما نقوم به في دولة الإمارات يتركز على خلق النموذج الإيجابي، وهذا العمل لا يصب فقط في إطار مهمتنا كحكومة، بل هو واجبنا الإنساني لإنقاذ منطقتنا من خلال النموذج القدوة أو أننا لن نصل إلى الكمال أصلاً. وأكد القرقاوي أن المنطقة بحاجة لتأهيل الشباب وخلق الأمل بالمستقبل لديهم ونحن مطالبون بأن نبرهن على وجود الأمل في المستقبل وإلا فالحل في التطرف، نحن في حكومة الإمارات نعتبر هذا التوجه منطلقاً ونهجاً. وحول قياس مستويات نجاح التجربة، قال القرقاوي يمكن قياس النجاح بعدة طرق، إن المقارنة بين قصتي وأنا في الثامنة وما توصلت إليه دولة الإمارات اليوم هو أحد أوجه ذلك القياس، نحن اليوم نعيش في دولة تسجل أعلى معدلات التعليم على مستوى العالم في المدارس والجامعات وتبلغ نسبة النساء بين الخريجين في الجامعات 70%، ونحن نحضر لإطلاق رحلة عام 2021 ويكفي القول إن من يقود فريق البرنامج العلمي سيدة مواطنة في التاسعة والعشرين من عمرها. هذه نماذج القياس لدينا، نحن ننقل بلدنا بفضل قيادتنا وحكومتنا الرشيدة نحو المستقبل بثبات وكثيراً ما نسمع هل يحدث هذا في بلد من الشرق الأوسط؟ نعم يحدث في الإمارات، فنحن نعمل على تمكين مجتمعنا. السعادة أما عن السعادة، فقال القرقاوي، هذا الموضوع يخضع للتحليل العلمي، فما دور الحكومة؟ هل تأمين الخدمات أم الميزانية؟ نحن قررنا أن يكون دورنا توفير السعادة للناس، ويتساءل البعض هل هذا من واجب الحكومة أو من مسؤولياتها؟ نحن نذهب إلى المدارس كي نتعلم ومن ثم نتخرج ونجد فرصة عمل ونتزوج من أجل تحقيق السعادة. هناك من يبحث عن السعادة في التعليم أو في العمل أو في مجال آخر، نحن كحكومة نرى أن الهدف الأسمى هو السعادة، لا شك أن الميزانية مهمة والخدمات مهمة أيضاً وهي أولويات السعادة، وأياً كانت المهمة التي تقوم بها الحكومة فلا بد أن تكون السعادة هدفها الأسمى، نحن نحرص على خلق مجتمع سعيد، ومن وجهة النظر الأمنية عندما يملك الشباب الأمل يصبحون متفائلين وسعداء ولن يقدموا على تفجير أنفسهم، لذلك عندما نخلق مجتمعاً سعيداً فإننا نخلق مجتمعاً متسامحاً. آثار تدمر وتحدث القرقاوي عن تجربة إعادة إعمار آثار تدمر قائلاً: قبل عامين دخل تنظيم داعش الإرهابي مدينة تدمر وسط سوريا وهي مدينة أثرية يعود تاريخ بنائها إلى3000 عام قبل الميلاد، ودمروا كل آثارها وخاصة بوابتها الشهيرة، وقد بادرت دولة الإمارات لإعادة بناء تلك الآثار وتتعاون مع جامعتي هارفارد وأكسفورد في تلك المهمة، وقد تم إطلاق نموذج قوس تدمر الجديد في مدينة نيويورك، ونتعاون مع الجامعتين لإعادة بناء بقية الآثار. وختم القرقاوي بالقول: رسالتنا التي نود إيصالها واضحة تماماً، سوف نعيد بناء كل ما يدمرونه، وقد بدأنا باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد لأرشفة كافة مواقع التراث الإنساني في منطقتنا، وهكذا نحن نحارب التطرف عبر الأمل والسعادة، وتوظيف التقنيات وبناء المجتمع بناءً سليماً. وفي نهاية المطاف إنها رسالة دولتنا التي ندعو إليها العالم، وهي بناء الأمل وخلق مجتمع سعيد وهذا هو الهدف الأسمى للإنسانية. كالفين تشيد بالإمارات وتشكيلة الحكومة في تعليقها لدى استضافة محمد القرقاوي أشادت مقدمة البرنامج كاثي كالفين، وهي مديرة مؤسسة نيشين فاونديشن الأمريكية، بتجربة الإمارات في الإدارة باعتبارها الدولة الأولى في العالم التي تشكل حكومة تضم وزارات للشباب والسعادة والتسامح والمستقبل. ونوهت كالفين بتولي وزيرة عمرها 22 عاماً وزارة الشباب، ووجود خمس نساء في مناصب وزارية، مع تكليف وزير للسعادة في بادرة لها مدلولاتها الإدارية الراقية سواء على صعيد منطقة الشرق الأوسط أم العالم. وتساءلت كالفين: كم من حكومات العالم اليوم تضع في حسابها المستقبل عند وضع خطط عملها ؟.

مشاركة :