السكتة الدماغية وتدخل المستشفيات البطيء يسرقان حياة المرضى

  • 9/22/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي 8 إلى 10 آلاف شخص يصابون بالسكتة الدماغية سنوياً في الإمارات، مقابل وحدتين متخصصتين للسكتات الدماغية على مستوى الدولة، وبحسبة بسيطة هل عدد الوحدات يوازي عدد المصابين؟ الأرقام خير دليل على هول الواقع. مرضى وأهاليهم يطلقون صرخة لضرورة إنشاء وحدات تخصصية للجلطات الدماغية في كل إمارات الدولة، وإنشاء مراكز تأهيلية لما بعد الجلطة، بعدما سرقت السكتة الدماغية والتدخل البطيء من قبل المستشفيات صحة أهاليهم، وأصبحوا عاجزين مقعدين على كرسي متحرك، وآخرين في غيبوبة معتمدين على التنفس الصناعي. وأكدوا أن أقسام الطوارئ غير مؤهلة للتدخل السريع وتقديم العلاج الفوري لمصابي السكتة، وتؤكد الإحصاءات صحة شكاوى الأهالي، حيث يصاب أكثر من 2500 بالجلطة سنوياً بعجز كامل لعدم وصولهم للرعاية الصحية المتخصصة في الوقت المناسب. وأشاروا إلى جهل الأهالي بأعراض ومسببات المرض بسبب عدم وجود برامج تثقيفية توعوية على مستوى الدولة بطرق حديثة تصل لجميع شرائح المجتمع، ما يؤثر في تأخر المريض وذويه في اكتشاف أنه مصاب بالجلطة. ويتساءلون، متى تنتبه الجهات الصحية لذلك وتنشأ الوحدات التخصصية ومراكز للتأهيل على مستوى الدولة؟ أكدت مريم علي أن ثقة الأهالي بالمستشفيات الحكومية كبيرة، ما يجعلهم يعتبرون تشخيص الدكتور صحيحاً، والعلاج الذي يقدمه سليماً. وقالت: أصيب زوجي بجلطة دماغية ولم يتم اكتشاف الأمر إلا بعد يومين، رغم أنه وصل لقسم الطوارئ في اللحظة التي أصيب فيها بالجلطة، لكن الأطباء في أقسام الطوارئ غير مؤهلين للكشف عن المصابين بالجلطة ما يؤخر حصولهم على العلاج، وتموت خلايا الدماغ ويصبحون عاجزين بشكل كلي، وهذا ما حدث مع زوجي، إذ فقد القدرة على الحركة والبلع والنطق، وتدريجياً مع التأهيل الذي يحصل عليه من خارج أسوار المستشفيات الحكومية بدأت حالته الصحية بالتحسن في ما يخص الحركة والنطق، ولكن مازال غير قادر على المشي أو البلع، فلماذا لا تبدأ وزارة الصحة بشكل جدي بإنشاء وحدات تخصصية للجلطات الدماغية وتقديم الخدمات التأهيلية لما بعد الجلطة؟ في كل حي أسرة لديها مريض وأشار راشد محمد إلى أنه في كل حي نجد هناك أسرة، أو اثنتين تحتضن مصاباً بالجلطة الدماغية، بعد أن أصبح عاجزاً. وقال: الأفراد الذين يصابون بالجلطة الدماغية، وهم من الشارقة أو الفجيرة أو رأس الخيمة أو أم القيوين، يتوجهون لأقرب مستشفى منهم، ليكتشفوا بعد ساعات أن المريض مصاب بالجلطة، ويحول بعدها إلى مستشفى راشد الذي يملك وحدة تخصصية لتقديم العلاج الفوري والفعال لمصابي الجلطات الدماغية، فهل تتخيل كم من الوقت يهدر خلال الانتهاء من كل تلك الإجراءات والتحويلات والنقل والاكتشاف بأنه مصاب؟ كم عدد الخلايا التي تموت؟ وهل سينجو هذا المصاب من العجز؟ هذا المريض لا محالة سيصبح عاجزاً، وهذا ما حدث مع أحد أقربائي، رغم تيقظ الأهل أنه أصيب بجلطة، لكن الإجراءات الطويلة، وعدم وجود وحدات متخصصة قريبة من إمارة المريض جعلته أسير الفراش وعاجزاً. فيما أكدت حصة الفلاسي أن عدم وعي الأهالي بأعراض المرض ومسبباته يشكل سبباً رئيسياً في عجز المصاب. 4 ساعات أكد الدكتور سهيل عبد الله الركن، مستشار طب الأعصاب واختصاصي السكتة الدماغية، قسم الأعصاب في مستشفى راشد بدبي - هيئة صحة دبي، وأحد رواد مبادرة السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو مؤسس الوحدة المعتمدة الأولى للسكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والأولى خارج أوروبا، أن الدولة بحاجة إلى 10 وحدات متخصصة للسكتات الدماغية، لتقديم الخدمات العلاجية في الوقت المناسب للمرضى. وقال: هناك حاجة ملحة من الجهات الصحية للبدء بإنشاء وحدات متخصصة للجلطات الدماغية، إضافة إلى أننا نفتقد في الدولة مراكز إعادة تأهيل للجلطات الدماغية للتعامل مع عجز الحالات بسبب تأخر تلقي العلاج، حيث يقدر عدد الحالات التي تصاب بالعجز الحركي والنطقي في الإمارات من 2000 إلى 2500 حالة، ما يتطلب من الجهات الصحية في الدولة إنشاء مراكز لإعادة تأهيل المرضى، في الجانب الحركي والنطقي والوظيفي، ولا بد من وضع مرضى الجلطات الدماغية من ضمن أولويات المستشفيات، ولا بد من زيادة الوعي المجتمعي بأعراض ومسببات المرض، ووضع البروتوكولات المنظمة لعمل الوحدات، وعمل ورشات تدريبية للكوادر الطبية التي تتعامل مع الجلطات الدماغية. ونستقبل 700 حالة سنوياً لمصابين بالجلطة الدماغية في مستشفى راشد، ويجب أن تكون هناك خطة واضحة في جميع المستشفيات الحكومية لتقديم العلاج لمصابي الجلطات الدماغية بسرعة فائقة وحرفية، وتوجد حالياً 4 وحدات فقط، معتمدة للسكتات الدماغية على مستوى الدولة، واحدة في مستشفى راشد، وأخرى في مستشفى العين، واثنتان في مستشفيات خاصة، ونحث كل المستشفيات على الاستمرار في تطوير وحدات السكتة الدماغية المختصة التي تهدف إلى إنقاذ حياة المرضى وضمان تلقيهم العلاج، ضمن إطار لا يتعدى 4 ساعات. وحدتان للشارقة والفجيرة أكدت د. كلثوم محمد البلوشي، مديرة إدارة المستشفيات في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن عدد الذين أصيبوا بالجلطة الدماغية خلال النصف الأول من العام الجاري 440 حالة استقبلتها مستشفيات الوزارة. وقالت: زاد أعداد الذين يصابون بالجلطات الدماغية، وهذا دفعنا لدراسة الأمر ووضع الخطط لتقديم أفضل الخدمات العلاجية الفورية لمصابي السكتات الدماغية، وتعتزم الوزارة إنشاء وحدتين للسكتات الدماغية في مستشفيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الأولى في مستشفى القاسمي تغطي المنطقة الشمالية، والثانية في الفجيرة تغطي المنطقة الشرقية، وتم تأسيسها لتكون مراكز تميز على أن تحصل على الاعتماد الدولي في 2018، وسيتم تشغيل الوحدتين في بداية 2017 بعد الانتهاء من توفير الكوادر وتأهيلها، وتدريبها على البرتوكول والسياسات الخاصة بالسكتات الدماغية اعتماداً على المعايير العالمية، والمركزان يقدمان خدمات علاجية فورية للمصابين بالسكتات الدماغية، إضافة إلى الخدمات التي يحتاجها المريض بعد الإصابة، سواء خدمات تأهيلية للنطق والحركة والتوازن أو البلع والتغذية بهدف دمجه في المجتمع من جديد. إحصاءات عالمية **تعتبر الجلطة الدماغية المسبب الثالث عالمياً للوفاة، والمسبب الأول للإعاقة الحركية عالمياً. **تصيب الجلطة سنوياً على مستوى العالم 15 مليون شخص، 5 ملايين منهم يتوفون خلال أول شهرين، و5 ملايين يصابون بعجز حركي شديد. **تقتل الجلطة الدماغية كل 5 سنوات أكثر مما قتلته الحرب العالمية الثانية. إحصاءات محلية **يتراوح عدد المصابين بالجلطة الدماغية في الدولة بين 7 آلاف إلى 10 آلاف مصاب، وفي أول سنتين يموت نحو 2000 مريض. ** 50 % من المصابين في الإمارات بعمر أقل من 45 سنة، مقارنة بالمعدل العالمي الذي يشير إلى أن 80% من المصابين بالسكتة الدماغية هم فوق 65 عاماً. **عدد الحالات التي تصاب بالعجز الحركي والنطقي في الإمارات من 2000 إلى 2500 حالة. **عدد الوحدات المتخصصة للجلطات الدماغية 4 وحدات، وحدتان في الحكومي، ووحدتان في الخاص، والاحتياج الفعلي يصل إلى 10 وحدات متخصصة. **هيئة الصحة بدبي تمتلك وحدة متكاملة للجلطات الدماغية تعد الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تم تجهيزها بأحدث الأجهزة والتقنيات العالمية، في حين وزارة الصحة تعتزم إنشاء وحدتين في 2017. **عدد الأسرة المخصصة للجلطات 35 سريراً، والحاجة الفعلية 70 سريراً على مستوى الدولة. **يعتبر ضغط الدم المسبب الرئيسي للجلطة في الإمارات، حيث أثبتت الدراسات أن 20% من البالغين في الدولة مصابون بارتفاع ضغط الدم، و25% إلى 30% لديهم القابلية لارتفاع ضغط الدم. **إنشاء الوحدات التخصصية لا تستدعي إمكانات مادية إضافية، بل ترتكز على التنظيم والإدارة في هذه الوحدات، وعلى تدريب الطاقم الطبي على رعاية المريض وإعطائه العلاج في الوقت المناسب، ومن دون تأخير. الجلطة الدماغية: الأعراض - الجلطة هي نقطة دم في الدماغ تؤدي إلى أعراض حادة فيه تفقده القدرة على العمل بشكل طبيعي والحركة بالشكل المناسب. - خطورة الجلطة الأساسية هي في ظهورها المفاجئ من دون سابق إنذار. - تذكر كلمة عاجل التي تعني: عسر في الفهم والتخاطب، انحراف في زاوية الفم، جهة ضعيفة من الجسم، لا تتأخر فالوقت هو الحياة. الأسباب - اعتماد نمط حياة يرتكز على الركود - التدخين - السمنة - ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول - تغيير نمط الحياة - الإفراط في تناول الأطعمة سريعة التحضير - التقدم في السن الوقاية - الوعي بعوامل الخطر واعتماد نمط حياة صحي - معالجة فرط ضغط الدم (ضغط الدم المرتفع) - تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالكوليسترول والدهنيات - تجنب التدخين - معالجة السكري - المحافظة على وزن صحي - ممارسة الرياضة بانتظام - معالجة الضغوط النفسية - تجنب المشروبات الكحولية - تجنب المخدرات - المحافظة على نظام غذائي متوازن وصحي فوائد الوحدة المتخصصة - تحسين مستوى الرعاية الصحية - خفض معدل الوفاة المبكرة مقارنة بالحالات التي تعالج في الأجنحة العامة في المستشفيات. - تقليص الفترة الفاصلة بين وصول المريض إلى المستشفى والبدء بتلقي العلاج من 62 دقيقة إلى 39 دقيقة. - تقليل العجز للمصابين - تأهيل المصابين من خلال توفير التأهيل ما بعد الإصابة - اختيار أقل تكلفة من الناحية المادية مقارنة بالمستشفيات التي تستعين بفريق متخصص في معالجة السكتات الدماغية. أفضل الممارسات - الإخطار المسبق بواسطة خدمات الطوارئ الطبية - الاختبارات السريعة في المختبر - أدوات السكتة الدماغية - المزج المسبق لمنشط البلازمين النسيجي المؤتلف rt-PA - تنبيه فريق السكتة الدماغية بمكالمة واحدة - الوصول السريع إلى منشط البلازمين النسيجي المؤتلف rt-PA - التصوير السريع والتفسير - التعامل كفريق عمل متجانس - بروتوكول التصنيف السريع وإخطار فريق السكتة الدماغية. - إرسال البيانات والملاحظات الهامة في أسرع وقت إلى فريق السكتة الدماغية لتحديد المجالات القابلة للتحسين. الساعة الذهبية - 60 دقيقة توازي الحياة، فهي الساعة الذهبية، وتطبيق إجراءات العلاج الفورية الخاصة بالسكتة لها أثرها في إنقاذ حياة الأفراد وخفض نسبة إصابتهم بالعجز الدائم. - كل دقيقة من دون علاج يموت فيها مليونا خلية في الدماغ، ويزيد عمر المريض 3 سنوات خلال ساعة. - ثانية واحدة قد تجنبك مضاعفات السكتة الدماغية. - التدخل يجب أن يتم خلال 3 أو 4 ساعات كحد أقصى من حصول الجلطة. - مقدار ما يُعالج المريض في مرحلة مبكرة، تزيد فرص شفائه وتغلبه على المرض.

مشاركة :