اتهمت الولايات المتحدة المواطن الأفغاني الأصل أحمد خان رحيمي الذي يعمل في مطعم وأصيب بجروح خطرة خلال تبادل للنار مع الشرطة، بزرع قنبلتين وتفجيرهما السبت والأحد الماضيين في حي تشلسي بنيويورك، حيث سقط 31 جريحاً، وفي حلبة سباق نظمه جنود قوات البحرية الأميركية (مارينز) في بلدة سيسايد بارك بنيوجيرسي. وكان البيت الأبيض أعلن أن هجمات نيويورك ونيوجيرزي «عمل إرهابي بحسب ما يبدو». وتضمن القرار الاتهامي الذي أوردته 13 صفحة، 4 اتهامات، بينها استخدام أسلحة للدمار الشامل، وتفجير مبنى عام وتدمير ملكية بالنار والمتفجرات. كما وجهت إليه تهم منفصلة بحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، ومحاولة قتل 5 شرطيين. واعتقل رحيمي الإثنين الماضي، وفي حوزته مفكرة تتضمن كتابات تشيد بالزعيمين الراحل لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن والداعية الإسلامي الأميركي اليمني الأصل أنور العولقي، وتنتقد حروب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وسورية. وسينقل رحيمي المصاب بجروح خطرة والذي خضع لعملية جراحية، إلى مانهاتن ليرد على هذه الاتهامات، كما قال المدعون في نيويورك. وفي حال إدانته، سيمضي بقية حياته في السجن. وأكدت تسجيلات فيديو لكاميرات مراقبة وجود رحيمي في تشيلسي، وأوضح مدعون أنه اشترى المكونات من موقع «آي باي» خلال الصيف، علماً أن التفجير نجم عن طنجرة ضغط ملئت بكرات وقطع معدنية ووضعت في سلة للقمامة. وجرى تفجيرها باستخدام جهاز توقيت. وهي تشبه طنجرة ضغط أخرى كانت موضوعة على بعد أربعة مبان، واحتوت بصمات المشبوه. وعثر على خمس قنابل أنبوبية في منزل رحيمي بمدينة إليزابيث في نيوجيرسي. واعترفت الشرطة بأنها نفذت تحقيقات في شأن الإرهاب في حق رحيمي عام 2014 بعدما تقدم والده بشكوى، لكنها لم تجد ما يثبت ذلك رغم ارتكابه بعض أعمال العنف. وقال والده: «طعن ابني وضرب زوجتي، لذا قدمت شكوى ضده»، أدت إلى سجنه 3 أشهر. وليس واضحاً كيف أصبح رحيمي متطرفاً، وإذا كان تحرك بمفرده. ويقول المسؤولون إنهم لم يجدوا حتى الآن أي صلة بينه وبين مجموعات إرهابية ناشطة، ما يطرح إمكان أن تكون هجمات نهاية الأسبوع من عمل شخص واحد. وكان رحيمي نفذ رحلات عدة إلى أفغانستان، وأمضى نحو سنة في مدينة كويتا الباكستانية حيث تزوج وتنتظر زوجته مولوداً. كما أنه أب لطفل أنجبه من صديقة له في المدرسة الثانوية. على صعيد آخر، حكم على عسكري أميركي يدعى حسن إدموندز (24 سنة) وقريبه جوناس إدموندز بالسجن 30 سنة و21 سنة على التوالي لإدانتهما بدعم تنظيم «داعش»، وتخطيط هجوم على منشأة عسكرية في الولايات المتحدة. وهما كانا أقرا خلال محاكمتهما في كانون الأول (ديسمبر) 2015 بالتآمر لتقديم دعم مادي لـ «داعش» وبدأ حسن إدموندز، وهو كان عنصراً في الحرس الوطني التابع للجيش الأميركي في كانون الثاني (يناير) 2015، التواصل على الإنترنت مع عميل في مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) قدم نفسه على أنه مقاتل في «داعش» في ليبيا. وأقرّ العسكري بأنه أعطى عميل «إف بي آي» إرشادات حول «كيفية مقاتلة الجيش الأميركي وهزمه»، وبأنه أبدى استعداده مع ابن عمه لتنفيذ هجوم في الولايات المتحدة. وبدأ الرجلان، وهما مواطنان أميركيان متحدران من أوروبا، بمقابلة عميل آخر متخفٍّ لـ «إف بي آي» في ولاية إيلينوي (شمال) في آذار (مارس) 2015 عرض على حسن إدموندز مساعدته في الالتحاق بصفوف «داعش» في العراق. كما جرت مناقشة خطة يستخدم بموجبها جوناس إدموندز بزة ابن عمه العسكرية لتنفيذ هجوم على القاعدة التي يلتحق بها في جوليات (إيلينوي). وقال جوناس إدموندز للعميل الفيديرالي إنه ينتظر منه مساعدته في حصد «عدد من الضحايا يتراوح بين 100 و150». وقال المدعي العام باري جوناس، بحسب وثائق وزارة العدل، إنه «لو لم تتدخل قوات الأمن، كان يمكن أن يوازي هذا الهجوم هجمات أخرى مستوحاة من تنظيم داعش في باريس أو كاليفورنيا». في فرنسا، اتهم موقوفان يشتبه في علاقتهما بالمواطن الإرهابي في «داعش» رشيد قاسم، الموجود في سورية والذي ارتبط اسمه باعتداءات حصلت أخيراً، بـ «الانتماء إلى عصابة مجرمين على علاقة بشبكة إرهابية» وأودعا السجن. واعتقل الفرنسيان، وهما في الـ30 والـ29 من العمر في دول ورون (وسط شرق)، وكانا على صلة بقاسم قبل توجهه إلى العراق وسورية في أيار (مايو) 2015. ويشتبه المحققون في أن أصغرهما اتصل أخيراً بقاسم عبر تطبيق «تلغرام»، مشيرين إلى أن المشبوه الأكبر سناً «يتمتع بقدرة على التأثير، ونحاول معرفة إذا اضطلع بدور في دفع قاسم إلى اعتناق الفكر المتطرف». ويشتبه في أن يكون قاسم، الذي يعتبر حالياً أحد أخطر الجهاديين الفرنسيين في تنظيم الدولة الإسلامية، يحرض عبر الإنترنت من سوريا والعراق على ارتكاب اعتداءات في فرنسا. كما قد يكون وراء مخططات لتنفيذ مجموعة نساء اعتداءات، واللواتي جرى توقيفهن في 8 أيلول (سبتمبر) بعد العثور على سيارة محملة بقوارير غاز في قلب باريس. وفي الأيام الأخيرة، أودع ثلاثة فتيان في الـ15 من العمر السجن للاشتباه بأنهم خططوا لارتكاب عمل عنيف مستوحى من دعوات قاسم للقتل. في ألمانيا، أفادت الشرطة بأن التحقيقات الأولية في اعتقال سوري في الـ 16 من العمر في نزل للاجئين قرب مدينة كولونيا أظهرت أن اتصاله بشخص على صلة بـ «داعش». ولم يتضح إذا كان الفتى الذي قالت الشرطة إنه «تبنى الفكر المتشدد أخيراً، أشار إلى «تهديد خطير»، علماً أن ألمانيا في حال تأهب بعد مقتل عشرات في هجمات للمتشددين في فرنسا وبلجيكا هذه السنة، كما تساور الألمان مخاوف أمنية بعد تدفق نحو مليون مهاجر العام الماضي.
مشاركة :