في هذا المقال سأتجاوز ما يقال حول الإعلام الغربي ومصداقيته في التعامل مع القضايا العربية والكيل بمكيالين في تناول قضايانا رغم صحته وسأتطرق لكيفية التعامل معه. فاليوم تتصدر المملكة وأخبارها الصحف الغربية الرصين منها والتابلويد، فهناك النيويورك تايمز والواشنطن بوست والايكونومست، وصولا إلى الديلي ميل والنيويورك بوست، فيا ترى هل هي حملة منظمة أم أن أحداث المنطقة فرضتها؟ والمؤسف في الأمر والذي لا أجد له تفسيرا وهل هو قصور منا أم من هذه الصحف أن جميع التقارير المنشورة عن المملكة لا تجد فيها مفكرا أو مثقفا سعوديا يستشهد برأيه! على سبيل المثال كتبت النيويورك تايمز في تقرير مطول لها في 25 أغسطس عن السعودية عنوانه «السعوديون والتطرف.. مشعلو الحرائق ورجال الإطفاء» ويذكر التقرير أنه تمت مقابلة 36 شخصية ما بين رسمية وأكاديمية ومتخصصين ومن عدة دول حول العالم ومع ذلك لا يوجد بينهم سعودي واحد! هل تفتقد هذه الصحف لأسماء مفكرينا ومثقفينا؟ إذا الجواب «نعم» فعلى من نضع اللائمة؟ أم أنها تجاهلتنا عن عمد؟ حتى التقارير التي تكتب من داخل المملكة وإن تمت مقابلة مفكر سعودي عادة ما تقرأ «فضل عدم ذكر اسمه»! ومعظم ما تطرحه الصحافة الغربية هو في الأساس «هاشتاقات» سعودية في مواقع التواصل الاجتماعي، تجد فيه المعارض وتجد فيه المؤيد. وليكن اليوم الدور للمجتمع المدني بمفكريه ومثقفيه وأصحاب الرأي بالرد على هذه التقارير بعيدا عن التشنج والنفي القاطع، لأن أي دور رسمي في مثل هذه القضايا يعتبر نوعا من «البروباغاندا» والتي عادة ما يكون فاقدا للمصداقية. وينحصر دور وزارة الثقافة والإعلام بترجمة جميع المقالات التي تتطرق للمملكة بسلب أو إيجاب وتوزيعها على أكبر شريحة من المثقفين وتشجيعهم على الرد ومساعدتهم في ترجمة مقالاتهم وإرسالها كرد للصحيفة، ولدينا الكثير من أكاديميينا ومثقفينا من يعرف بالعقلية الغربية وكيفية مخاطبتها، فلم لا نستفيد منهم؟ ومنها نخلق قاعدة بيانات لدى هذه الصحف عن مفكرينا يمكن العودة لهم مستقبلا في كل شأن سعودي. الأمر الآخر دور الوزارة في التركيز على تعزيز مهارات مسؤولى الإعلام في التعامل مع وسائل الإعلام الغربية وحول نظرة واهتمامات الإعلام الغربي، وإستراتيجياته في إثارة الأسئلة، وتوجيه النقد، وكيفية التعامل معه في الأجواء الودية بل وحتى العدائية وتحسين المهارات من أجل رفع صوتنا في المجتمع الدولي من خلال الإعلام. الأمر الآخر وبعيدا عن الحفاوة المبالغ فيها وبعيدا عن الرسميات، هل يمكن لمجموعة من المجتمع دعوة صحفي غربي؟ هل يستطيع مثل مركز أسبار أو سبتية حمد الجاسر أو إثنينية عبدالمقصود خوجه على سبيل المثال دعوة فريد زكريا أو روبرت فيسك أو توماس فرديمان؟ ليأتي ويشاهد بنفسه الحراك الاجتماعي وقضاياه ويستمع لجميع الآراء ولينقلها من مصدرها. وليكن هناك تواصل مستقبلا لإعلاميين آخرين. وأختم في الأخير ولو كان الطلب متأخرا، ماذا لو منح كل خريج مبتعث الحق بدعوة 3 أو أربعة من أساتذته لزيارة المملكة؟ 150 ألف مبتعث في 3 دعوات ستجد لك تقريبا نصف مليون في هذا العالم يدافع عنك. تغريدة: نحن لا نريد تحسين صورة وطننا، نحن نريد فقط نقل الصورة كما هي وبشفافية. فاليوم لا يمكنك أن تخفي شيئا.
مشاركة :