أعلنت القوى السياسية والعسكرية للثورة السورية عن رفضها الكامل لاستمرار محاولات النظام في تهجير سكان حي الوعر بحمص أو المعضمية ومضايا بريف دمشق بشكل قسري، وحذرت الأمم المتحدة من رعاية أي اتفاق مشابه لما حدث في داريا. وفي بيان مشترك للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والفصائل العسكرية، أكد الجميع على أن المناطق المحاصرة كلها خط أحمر بالنسبة للشعب السوري ولن يتم القبول بأن يتم استعمال الهدنة أو العملية السياسية لاجتزائها تدريجياً. واعتبرت قوى الثورة أنه في حال تم إخراج أي شخص من حي الوعر أو أي منطقة محاصرة في سورية، أو إذا استمرت عمليات الضغط والإرهاب العسكري والنفسي لإخراج أهالي هذه المناطق، يكون النظام قد أنهى وبشكل صارخ التزامه بأي هدنة مطروحة، وستستمر جميع الفصائل الثورية في ممارسة حقها المشروع في قتالها له وصدها لعدوانه. وأعلنت المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري أنها ستقوم بإعادة النظر في العملية السياسية بشكل كامل في حال استمرار العجز الدولي عن تأمين الحماية للمناطق المحاصرة وفك الحصار عنها بعد انهيار الهدنة. وطالب الموقعون على البيان الدول الداعمة لسورية بتحويل المناطق المحاصرة إلى مناطق محمية يحظر استهدافها عسكرياً أو حصارها إنسانياً وفقا للقانون الدولي والقرارات الأممية الملتزم بها من قبل جميع الدول، محذرة الأمم المتحدة من رعاية وتنفيذ مثل هذه الاتفاقات المخالفة للقانون الدولي. وقال بيان المعارضة ان سياسة التهجير الطائفي تم تطبيقها على أكثر من 14 منطقة محاصرة، اضطر أهلها إلى التسليم وترك منازلهم في بعض المناطق تحت وطأة سياسات غير قانونية تعتبر جرائم حرب بحق المدنيين، كالتجويع الجماعي والقصف بأسلحة قتل عشوائي كالبراميل المتفجرة ، وأخرى محرمة دوليا كالأسلحة الكيماوية والعنقودية والفسفورية والنابالم والكلور. من جانبه دان الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة قصف طائرات روسية وأخرى تابعة لقوات نظام الأسد قافلة إغاثة مكونة من نحو 20 شاحنة تابعة لمنظمة الهلال الأحمر، أثناء عبورها بلدة أورم الكبرى بمحافظة حلب، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، واندلاع النيران في عدد من الشاحنات. وحمّل الائتلاف السوري الطرف الروسي مسؤولية كاملة ومباشرة هذه الجريمة النكراء، كما حمله مسؤولية إنهاء اتفاق وقف الأعمال العدائية، بالإضافة إلى المسؤولية عن جميع الخروقات التي وقعت مُنذ دخل الاتفاق حيز التنفيذ. واعتبر الائتلاف أن هذه الجريمة، تمثل إعلاناً عن حرق كل الحلول ومتابعة خيار القتل والتدمير الذي يفضله نظام الأسد بدعم من الاحتلال الروسي المجرم، كما تُعدُّ إدانة لعجز المجتمع الدولي وغيابه عن تحمل مسؤولياته أمام حرب إجرامية تشن منذ خمس سنوات على شعب عريق خرج مطالباً بحقوقه في الحرية والكرامة والعدالة. وختم الائتلاف تصريحه بالقول ستعجز هذه الجريمة كما عجزت سائر جرائم النظام وحلفائه وداعميه، عن زحزحة إرادة الشعب السوري، ولن تزيدنا إلا صلابة وإصراراً على تحقيق أهدافنا.
مشاركة :